ابق على اطلاع بالتحديثات المجانية
ببساطة قم بالتسجيل في تغير المناخ myFT Digest – يتم تسليمه مباشرة إلى صندوق الوارد الخاص بك.
تسببت الأمطار الغزيرة المستمرة في حدوث فيضانات قاتلة للأسبوع الثالث على التوالي في ولاية ريو غراندي دو سول في أقصى جنوب البرازيل، مما أدى إلى تدمير المنطقة التي تعد محركًا زراعيًا واقتصاديًا رئيسيًا للاقتصاد الوطني.
وتأكد مقتل أكثر من 150 شخصا وبقاء 104 آخرين في عداد المفقودين، وتشريد نحو 600 ألف شخص وتضرر 2.2 مليون من أصل تعداد سكاني يبلغ نحو 10 ملايين نسمة من جراء الفيضانات التاريخية، التي أرجعها العديد من خبراء الأرصاد الجوية إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفاض نهر جوايبا، الذي يمر عبر عاصمة الولاية بورتو أليجري، عن ضفافه ليرتفع إلى مستوى قياسي بلغ 5.33 متر في ذروته الأسبوع الماضي. ويقارن هذا مع الرقم القياسي السابق البالغ 4.76 متر في عام 1941، ونقطة الفيضان فوق 3 أمتار.
وانخفضت المياه قليلاً قبل أن ترتفع مرة أخرى مع هطول أمطار جديدة في بداية هذا الأسبوع، مما جدد تحذيرات السلطات.
وبحلول يوم الجمعة، انخفض منسوب النهر إلى أقل من خمسة أمتار للمرة الأولى منذ عدة أيام، لكن الخبراء حذروا من أن الأمر قد يستغرق أسابيع حتى تتراجع المياه إلى أي مكان بالقرب من المستويات الطبيعية.
ويقدر الاقتصاديون أن الكارثة – التي شبهها البعض بتأثير إعصار كاترينا على نيو أورليانز في عام 2005 – ستخفض ما يصل إلى 0.3 في المائة من النمو البرازيلي هذا العام. ويقدر المسؤولون الأضرار الاقتصادية بنحو ملياري دولار.
وتمثل الولاية نحو 6% من الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل، وتنتج أكثر من ثلثي إنتاجها من الأرز، فضلاً عن زراعة التبغ والقمح وفول الصويا والماشية.
وتقع المنطقة في نقطة التقاء جغرافية بين الأجواء الاستوائية والقطبية، مما يخلق نمطًا مناخيًا يتسم بفترات هطول أمطار غزيرة أو جفاف.
وتتفاقم هذه الظروف الجوية بسبب تغير المناخ، فضلا عن تأثير ظاهرة النينيو التي تحدث بشكل طبيعي، والتي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المحيط الهادئ.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن الفترة بين نهاية أبريل/نيسان وبداية مايو/أيار 2024 لا تزال متأثرة بظاهرة النينيو.
ساعد تأثيره الدافئ في سد الجبهات الباردة وتركيز أنظمة مناطق عدم الاستقرار فوق ريو غراندي دو سول.
وبالإضافة إلى ذلك، ساهمت درجات الحرارة الأعلى بكثير في جنوب المحيط الأطلسي، بالقرب من الحزام الاستوائي، في زيادة الرطوبة، مما أدى إلى تكثيف هطول الأمطار، حسبما ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية البرازيلية إنميت إن انتقال الرطوبة من منطقة الأمازون والتباين مع الهواء الأكثر دفئًا في الشمال، وكذلك الهواء البارد إلى الجنوب من ريو غراندي دو سول، ساعد في تعزيز العواصف.
وفي حين أنه من المتوقع أن تضعف ظروف ظاهرة النينيو لتصبح محايدة وتتحول إلى ظاهرة النينيا المعاكسة المتمثلة في تبريد المحيط الهادئ، إلا أن هناك عدم يقين بشأن قوتها وتوقيتها، حسبما أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.