كشفت استشارية الأشعة والتصوير التداخلي للثدي في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، والقارئ الرئيس في برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي، الدكتورة أسماء سعيد خماس، أن معدل الإصابة بسرطان الثدي في الدولة يبلغ 94 حالة لكل 100 ألف سيدة، وفقاً لآخر إحصاءات السجل الوطني للسرطان، مشيرة إلى أن 66% من الحالات تم تشخيصها واكتشافها في مراحل مبكرة، ما رفع نسب الشفاء والبقاء إلى نحو 98%.
وقالت لـ«الإمارات اليوم» إن عام 2023 شهد تسجيل 1456 حالة سرطان ثدي على مستوى الدولة، مؤكدة أن هذه الأرقام تعكس أهمية استمرار حملات التوعية وتوسيع نطاق البرامج الوطنية للكشف المبكر، خصوصاً بين الفئات العمرية الأصغر سناً، إذ إن الكشف المبكر يتيح فرصاً عالية للشفاء التام.
وأكدت أن الجهود الوطنية في دولة الإمارات للتوعية بسرطان الثدي كبيرة ومستمرة، غير أن الإقبال على الفحص من النساء لايزال أقل من التوصيات العالمية، الأمر الذي يفتح المجال أمام المزيد من العمل لتعزيز الوعي المجتمعي، وتشجيع السيدات على إجراء الفحص المبكر بشكل دوري، لما له من أثر حاسم في رفع معدلات الشفاء وتقليل نسب الوفيات.
وقالت: «التحدي الأبرز في المنطقة العربية، هو أن إحصاءاتنا تظهر حالات مصابة بسرطان الثدي لدى النساء في أعمار مبكرة جداً تبدأ من العشرينات، وهو ما يسبق المعدلات الغربية بنحو 10 إلى 15 عاماً، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً للقطاعات الصحية في الدولة والدول العربية عموماً».
وأرجعت الإصابة بالسرطان للنساء في الأعمار الصغيرة إلى احتمالية وجود عوامل وراثية وجينية مشتركة بين النساء في المنطقة العربية، إضافة إلى تشابه نمط الحياة والعادات والثقافة المجتمعية، مشيرة إلى أن بعض العوامل الثقافية والاجتماعية لاتزال تمثل حاجزاً أمام بعض السيدات في الإقدام على الفحص المبكر من تلقاء أنفسهن، إما بسبب نقص الوعي أو الحرج الاجتماعي.
وأكدت أن دولة الإمارات تحتل مكانة متقدمة في نسب الكشف عن سرطان الثدي، ونسب الشفاء ومعدلات البقاء على قيد الحياة، قائلة: «معدلات البقاء لدينا بعد سنتين وخمس سنوات من التشخيص توازي معدلات الدول الغربية، وهذا يعكس قوة النظام الصحي في الدولة».
وأوضحت خماس أن دولة الإمارات كانت من أوائل الدول التي أدخلت الذكاء الاصطناعي في برامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ما أسهم في تحسين دقة التشخيص واكتشاف حالات إضافية في مراحلها الأولى.
وأضافت أن الدولة تمتلك أحدث الأجهزة والتقنيات المستخدمة عالمياً، مثل الماموغرام الرقمي والماموغرام المقطعي الرقمي.
