كشفت مؤسسة الفطيم التعليمية عن تطبيق أربع مبادرات غير مسبوقة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنتائج تقرير مستقبل الكوادر الإماراتية، أبرزها تعيين مرشد مهني مدعوم بالذكاء الاصطناعي لكل خريج إماراتي، يعمل على تحليل قدراته وتوجهاته المهنية بدقة، وتحديد المسارات التطويرية الأكثر ملاءمة له، وربطه بقيادات المجموعة عبر خوارزميات شفافة قائمة على الجدارة وحدها.
وقالت مديرة الموارد البشرية للفطيم العقارية ورئيسة قسم التوطين بالمجموعة، رغدة فاطمي، لـ«الإمارات اليوم» إن هذه المنظومة التفاعلية تتيح تعلّماً شخصياً وموجهاً، وتضمن أن يحظى كل خريج بفرص توجيه وترقية مبنية على الأداء والكفاءة، بعيداً عن أي تحيزات أو اجتهادات فردية.
وأضافت أن المبادرات تشمل مضاعفة الوظائف المستقبلية في قطاعات الذكاء الاصطناعي، والتنقل الأخضر، والتكنولوجيا المالية، والتوسع في برنامج «من الفصول الدراسية إلى مجلس الإدارة»، لتعزيز التدريب العملي المرتبط بوظائف حقيقية، وتطبيق برامج دوران وظيفي وقطاعي لخريجي برنامج «سنيار» على مدار 18 شهراً، تمنحهم فهماً معمقاً لآليات العمل التجاري والتحول الرقمي.وأكدت الرئيسة التنفيذية للشؤون الإدارية والمؤسسية الدكتورة فرح السراج لـ«الإمارات اليوم»، أن مؤسسة الفطيم التعليمية تعمل على مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل «بشكل مباشر وملموس» من خلال برامج التعلم التجريبي التي تدمج التجربة العملية داخل المناهج الدراسية.
وقالت: «نمنح الطلاب ممن تجاوزوا 16 عاماً فرصة التدريب في مختلف شركات الفطيم، ليتمكنوا من اختبار مهاراتهم واهتماماتهم المهنية على أرض الواقع، وهذا ما يساعدهم في اتخاذ قرارات مستقبلية مدروسة، ويؤهلهم بكفاءات تتماشى مع أولويات التنمية الوطنية».
وأضافت السراج أن التعاون الأكاديمي ومن ضمنه الشراكة مع الجامعة الأميركية في دبي يُعد «ركيزة أساسية لتجسير الهوّة بين المعرفة النظرية ومتطلبات الاقتصاد المتسارع»، مؤكدة استمرار الفطيم في تعزيز هذه الشراكات لضمان تخريج طلبة يمتلكون معرفة، وتطبيقاً، وقدرة عالية على التكيف.
من جانبه، قال رئيس الموارد البشرية لمجموعة الفطيم، ديفيد هندرسون، إن المجموعة تنظر إلى تمكين الشباب الإماراتي باعتباره «مسؤولية وطنية واستثماراً استراتيجياً بعيد المدى»، مشدداً على أن دور الفطيم لا يقتصر على توفير فرص عمل، بل يتجاوز ذلك إلى «بناء مسارات مهنية حقيقية ورعاية قادة المستقبل، وضمان حصول الشباب الإماراتي على فرص تطوير متواصلة داخل المجموعة».
وأوضح أن التقرير الجديد حول مستقبل الشباب الإماراتي يؤكد أهمية الإرشاد المهني المبكر، والتعلم المستمر، والتعرض الواقعي لبيئات العمل، وهي ركائز تنسجم تماماً مع النهج الذي تتبعه الفطيم منذ سنوات لتطوير المواهب الوطنية.
وأكد هندرسون أن نجاح الشباب في أسواق العمل المستقبلية سواء العامة أو الخاصة، سيعتمد على قدرتهم على موازنة المهارات الرقمية والمهارات الإنسانية، مشيراً إلى أن التقرير كشف وجود «فجوة حقيقية في جاهزية الشباب للتعامل مع البيانات والتقنيات الحديثة رغم حماسهم الكبير للذكاء الاصطناعي».
وأضاف: «نحن بحاجة إلى تعزيز مهارات التكيف، وحل المشكلات، والتواصل الفعال. هذه ليست مهارات مكملة بل أساسية لضمان قدرة الشباب على المنافسة في بيئة سريعة التغير». ودعا الشركات إلى تحمل مسؤوليتها في توفير تجارب عمل واقعية: «الشباب بحاجة إلى ممارسات عملية وتوجيه لا نصائح عامة».
