ينطلق معرض ومؤتمر الصحة العربي 2025 «أراب هيلث 2025» بنسخته الـ50، اليوم، في مركز دبي التجاري العالمي، تحت شعار «حيث يلتقي عالم الرعاية الصحية تحت سقف واحد».
ويعد الحدث فرصة للتفاعل مع أحدث الابتكارات الطبية وتقنيات الرعاية الصحية، من خلال 3800 شركة عارضة من 180 دولة، ويمثل منصة مثالية للتواصل بين المهنيين الشركات والمستشفيات من مختلف أنحاء العالم.
يشارك في المعرض مجموعة من الشركات العالمية والمحلية المتخصصة في مجالات المعدات الطبية والأدوية، والرعاية الصحية الرقمية، والتقنيات الصحية المتقدمة، ويستقطب كبرى الشركات العالمية، إضافة إلى العديد من الشركات الناشئة التي تقدم حلولاً مبتكرة لتحسين الرعاية الصحية.
ويشهد المعرض مشاركة من منظمات حكومية ومؤسسات صحية تستهدف تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في تطوير القطاع الصحي.
ويتزامن المعرض مع مجموعة من المؤتمرات المتخصصة التي تضم عدداً من الجلسات العلمية وورش العمل، التي تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات التي تهم المتخصصين في الرعاية الصحية.
ويقدم المؤتمر جلسات علمية تتناول موضوعات مثل الابتكارات الرقمية والطب عن بُعد، وعلاج الأمراض المزمنة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، ويعد منصة للتعلم والنقاش حول التحديات والفرص الحالية في هذا المجال، إضافة إلى تبادل الخبرات بين الأطراف الفاعلة في الصناعة.
كما تعرض وزارة الصحة ووقاية المجتمع ودائرة الصحة في أبوظبي وهيئة الصحة في دبي، خلال مشاركتها في الدورة الجديدة، منظومة متكاملة من المبادرات المبتكرة والخدمات الصحية الرقمية تحت مظلة منصة «صحة الإمارات».
وتهدف المشاركة النوعية إلى إبراز التكامل الاستراتيجي بين الجهات الصحية وجهودها المشتركة في تطوير وتنظيم القطاع الصحي، بما يعزز من تنافسيته ومرونته وفاعليته ومواءمته مع توجهات وأولويات الدولة في مجالات الاستدامة والتنافسية والريادة العالمية.
وتشهد منصة الوزارة في المعرض، الذي يستمر حتى 30 يناير الجاري، في مركز دبي التجاري العالمي، الكشف عن حزمة متكاملة من المشاريع والمبادرات الاستراتيجية التي تسهم في تعزيز جودة الخدمات الصحية المستقبلية.
وتتميز المبادرات بتوظيفها التقنيات الرقمية والنماذج التنبؤية ونظم المعلومات الصحية، مع التركيز على الترابط بين الصحة والمناخ.
وأكد وزير الصحة ووقاية المجتمع، عبدالرحمن بن محمد العويس، أن الدورة الـ50 لمعرض ومؤتمر الصحة العربي 2025 علامة فارقة في مسيرة التميز والريادة التي امتدت لنصف قرن، ترسخ مكانة دولة الإمارات مركزاً إقليمياً وعالمياً للابتكار في القطاع الصحي، مشيراً إلى أن تعزيز تنافسية الدولة وريادتها في المجال الصحي يأتي ترجمة للرؤية الاستشرافية للقيادة الحكيمة في ظل نجاحها في بناء منظومة صحية متكاملة تستند إلى بنية تحتية متطورة، وتشريعات مرنة، وكفاءات وطنية مؤهلة، ما أهلها لتحقيق إنجازات عالمية مشهودة.
وقال إن هذا الحدث الاستثنائي يمثل منصة استراتيجية تجمع نخبة الخبراء والمختصين لاستشراف مستقبل الرعاية الصحية وتطوير حلول مبتكرة تعزز جودة حياة المجتمعات بشكل مستدام، واصفاً المعرض بأنه منصة سنوية رائدة تستعرض من خلالها الوزارة، بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، مشاريعها ومبادراتها المبتكرة في مجال السياسات والتشريعات والبحوث والاقتصاديات الصحية، معتمدة على توظيف البيانات الضخمة وأحدث التقنيات الرقمية.
وأضاف العويس أن الوزارة تواصل جهودها الدؤوبة بالتعاون مع الجهات الصحية لتحقيق مستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031»، عبر تطوير منظومة صحية وقائية شاملة تواكب التحديات المستقبلية، مؤكداً حرص الوزارة، من خلال مشاركتها في هذا الحدث العالمي، على استكشاف أحدث الابتكارات التقنية في المجال الصحي، وتعزيز شبكة شراكاتها الاستراتيجية محلياً وإقليمياً وعالمياً، بما يخدم التطلعات الحكومية نحو ترسيخ مكانة دولة الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً في تقديم الرعاية الصحية المستدامة والشاملة.
بدوره، قال رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، منصور إبراهيم المنصوري، إن معرض الصحة العربي «محطة مهمة نستعرض من خلالها أبرز المشروعات والمبادرات الصحية التي تشهدها منظومة الرعاية الصحية في أبوظبي».
وعبّر عن التطلع من خلال الحدث إلى استكشاف وتوطيد سبل التعاون مع الشركاء محلياً وعالمياً من أجل المضي قدماً في إرساء منظومة رعاية صحية هي الأكثر ذكاءً وكفاءة، وترسيخ مساهمة أبوظبي في الجهود العالمية للتحول من الرعاية الصحية إلى العناية بالصحة القائمة على الاستباقية والوقاية.
من جهته، أكد المدير العام لهيئة الصحة في دبي، عوض صغيّر الكتبي، أن استضافة دولة الإمارات «معرض ومؤتمر الصحة العربي» في إمارة دبي يعكس مكانة الدولة المتقدمة، وقدرة دبي على تنظيم مثل هذه الأحداث الكبرى، وثقة قادة الصحة في مختلف دول العالم وصناع القرار والخبراء والمتخصصين والأطباء والشركات المتخصصة في دبي كونها الملتقى ونقطة الانطلاق نحو مستقبل صحة أفضل، مضيفاً أن «القطاع الصحي في الدولة يشهد تحولات سريعة ومذهلة، في بنيته التحتية والتقنية وحلوله الذكية وكوادره البشرية».
وأشار إلى أن «الإمارات أصبحت من الدول الرائدة على الساحة الصحية العالمية، بفضل الرعاية الكريمة التي يحظى بها هذا القطاع الحيوي من قيادتنا الرشيدة».
وأشاد الكتبي بالتعاون المثمر بين المؤسسات والهيئات، وفي مقدمتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، لافتاً إلى أن «هذا التعاون يعزز من أهداف الدولة الرامية إلى تحقيق التنافسية العالمية، واستدامة الصحة وجودة الحياة».
ويجمع «أراب هيلث2025» نخبة من المتخصصين في الرعاية الصحية تحت سقف واحد، ويضم مجموعة واسعة من منتجات وتقنيات الرعاية الصحية التي تعرضها آلاف الشركات المحلية والعالمية، ويستقطب أحدث الابتكارات الطبية من تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها، ما يعزز مكانة الإمارات في هذا المجال الحيوي بمنطقة الشرق الأوسط والعالم.
4 ركائز
تنظم مجموعة «M42» الطبية العالمية، خلال مشاركتها في معرض ومؤتمر الصحة العربي «أراب هيلث 2025» جلسات ريادة فكرية معتمدة للتعليم الطبي المستمر مقدمة من «كليفلاند كلينك الولايات المتحدة»، وجلسات مع خبراء من «مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي» التي تعد جزءاً من «M42»، إلى جانب العديد من الجلسات الحوارية التفاعلية والنقاشات الطبية ضمن منصتها في الحدث.
وتركز مجموعة «M42»، خلال الحدث الطبي، على أربع ركائز، تضم الطب الدقيق والطب الوقائي والطب التنبؤي والشراكات.
ويسهم برنامج «M42» خلال الحدث في استكشاف طيف واسع من الموضوعات التي تدور حول ركائز طبية حيوية تضم علم الجينوم، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والأجهزة القابلة للارتداء، والصحة الإنجابية للنساء، والسمنة، وزراعة الأعضاء، ومرض الكلى، وحلول الصحة الرقمية، والتجارب السريرية، وطول العمر.
وبالتعاون مع شركة «إنفورما» – الجهة المنظمة لمؤتمر ومعرض الصحة العربي – يقدم «كليفلاند كلينك الولايات المتحدة» اعتماد التعليم الطبي المستمر للعديد من المؤتمرات خلال «أراب هيلث 2025».
محطة مهمة
وصف مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، الدكتور يوسف محمد السركال، معرض ومؤتمر الصحة العربي «أراب هيلث 2025» بأنه محطة مهمة لاستعراض الطموحات الوطنية والتطلعات المستقبلية، التي ترسخ مكانة دولة الإمارات محوراً عالمياً للابتكار في مجال الرعاية الصحية، مؤكداً أن الابتكار لم يعد خياراً بل ضرورة لبناء قطاع صحي قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
وقال السركال، في تصريحات صحافية، إن مشاركة المؤسسة في«أراب هيلث 2025» تأتي تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة، وتنفيذاً لأولوياتها الوطنية من خلال مشاريع رائدة تعنى بمستقبل التنمية في قطاع الرعاية الصحية.
وأضاف أن «مشاركتنا تنسجم هذا العام مع توجهات الدولة في مجال دعم ورعاية وتمكين الأسرة، تأكيداً على مكانة الأسرة كحجر الأساس لدعم مسيرة التنمية الوطنية، ورمز للاستقرار والازدهار المجتمعي»، وأضاف: «نسعى إلى تقديم نموذج مبتكر ومستدام، من خلال هذه المشاركة، محوره سعادة الإنسان وتعزيز جودة الحياة».
وتستعرض مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية 19 خدمة ومشروعاً مبتكراً، منها 13 مشروعاً تنفرد المؤسسة بعرضها لأول مرة على منصتها تحت شعار «مستقبل الصحة الآن».
الكشف عن سرطان الثدي بالذكاء الاصطناعي
تخصص مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ضمن مشاركتها في «أراب هيلث 2025»، محوراً تحت عنوان «صحة الأسرة ورعاية المجتمع»، تقدم ضمنه ثلاثة مشاريع مبتكرة، يعرض اثنان منها للمرة الأولى على المستويين الإقليمي والعالمي، في تعاون وثيق مع أهم شركائها الدوليين.
وأكد المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية بالإنابة في المؤسسة، الدكتور عصام الزرعوني، أن المشاركة تأتي انعكاساً لرؤية قيادة الدولة الرشيدة التي تضع رفاه المجتمع في مقدمة أولوياتها، مؤكداً أن الأسرة هي الأساس الذي تبنى عليه المجتمعات، وأن الاستثمار في صحتها يعكس الحرص على تعزيز جودة حياة الأسر الإماراتية، ودعم استقرارها النفسي والاجتماعي، وتوفير حياة كريمة ومستدامة لجميع أفرادها.
وضمن أحد أبرز المشاريع، يتم عرض «باقة خدمات صحة الأسرة»، بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، وهيئة تنظيم الاتصالات، والحكومة الرقمية، ومشروع «العلاج الجيني أثناء الحمل»، وهو مشروع بحثي يتم تنفيذه بالشراكة مع مستشفى فيلادلفيا للأطفال بالولايات المتحدة.
وتعرض المؤسسة للمرة الأولى برنامجاً مبتكراً للكشف المبكر عن سرطان الثدي باستخدام الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع.