كشفت مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القُصّر بدبي أن المشاركة النسائية بالعمل الوقفي، شهدت قفزة نوعية، حيث سجلت المؤسسة 207 أوقاف قدمتها 149 واقفة، بقيمة إجمالية تجاوزت 1.3 مليار درهم، توزعت على عقارات وأسهم وتبرعات عينية ونقدية، خصص ريعها لمجالات متعددة، تشمل شؤون المساجد، ورعاية الأيتام، وأصحاب الهمم، والتعليم، وسقيا الماء، والصحة، والحجاج، وغيرها من أبواب الخير.
جاء ذلك خلال «ملتقى الواقفات»، الذي نظّمته المؤسسة برعاية حرم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سموّ الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، في نادي زعبيل للسيدات، لتسليط الضوء على الدور المتنامي للمرأة الواقفة في دعم وتنمية القطاع الوقفي في إمارة دبي.
وتضمّن الملتقى الإعلان عن إطلاق مشروع وقفي جديد باسم «بسمة طفولة»، يهدف إلى دعم الأطفال من الفئات محدودة الدخل، إضافة إلى تكريم مجموعة من الواقفات، تقديراً لعطائهن المستمر في تنمية المجتمع والعمل الإنساني.
حضر الملتقى مدير عام هيئة تنمية المجتمع، حصة بنت عيسى بوحميد، وعضو مجلس إدارة مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القُصّر بدبي، حمدة إبراهيم قطامي، وعدد من كوادر المؤسسة، كما جمع الملتقى نخبة من الواقفات الإماراتيات والمشاركات في المبادرات الخيرية والإنسانية، في احتفالية مميزة لتكريم عطائهن المتواصل.
وتضمّن الملتقى عرضاً توثيقياً بعنوان «نمو الوقف بعطاء المرأة»، استعرض إسهامات النساء في القطاع الوقفي وما تحقق من أثر مجتمعي واسع عبر مشروعات تنموية وخيرية، إذ عبّر الفيلم عن التقدير الكبير الذي تحظى به المرأة الواقفة وبشكل خاص في دولة الإمارات.
وأعربت حصة بوحميد عن عميق الشكر والتقدير إلى سموّ الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، راعية الملتقى، لدعمها المُلهم وتشجيعها المستمر، مؤكدةً أن «رعاية سموّها تمثل تكريماً لكل واقفة آمنت برسالة الوقف والعطاء، ودليلاً على أن المرأة الإماراتية كانت ولاتزال شريكة فاعلة في بناء مجتمع متماسك ومزدهر».
ووصفت الملتقى بأنه «حدث نبيل يحتفي بالعطاء المؤسسي والإنساني للمرأة الإماراتية، ويجسّد حضورها الفاعل في ميادين الخير والوقف والعمل التنموي المستدام».
وأشارت حصة بوحميد، في كلمة ألقتها خلال الملتقى، إلى أن «الوقف في جوهره هو تعبير خالص عن الإيمان بالمسؤولية المجتمعية المشتركة، وهو من أرقى صور الصدقة الجارية التي تستمر آثارها الطيبة في الحياة الدنيا، وتلتحق بصاحبها في الآخرة»، مشيدةً بالدور الريادي الذي تؤديه المرأة الإماراتية في مسيرة العطاء والتمكين، حيث قالت: «المرأة اليوم لم تعد من تتلقى الدعم وحسب، بل هي من تصنعه وتنشره، وتفتح آفاقاً جديدة من الإلهام والتأثير في المجتمع».
وأكدت مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي أن منصة «جود»، التابعة لهيئة تنمية المجتمع، ملتزمة بترسيخ ثقافة الوقف والعمل الإنساني والتنموي المستدام، ضمن مستهدفات أجندة دبي الاجتماعية 33، بما يسهم في تعزيز جودة الحياة، والتكافل المجتمعي، والاستقرار الاجتماعي في الإمارة.
بدورها، أكدت حمدة إبراهيم قطامي أن الملتقى شكّل فرصة فريدة للاحتفاء بدور المرأة الواقفة، وقالت: «أولت دولة الإمارات، برؤية القيادة الرشيدة، اهتماماً بالغاً بتطوير العمل الوقفي وتحويله إلى قطاع مؤسسي مستدام، يسهم في تعزيز التنمية المجتمعية ويدعم التعليم والصحة والعمل الإنساني، وفي هذا الإطار، تبرز أهمية مشاركة المرأة الواقفة، فالمرأة الإماراتية اليوم ليست مساهمة وحسب، بل شريك رئيس في بناء مجتمع الوقف المعاصر»، وأضافت أن الوقف لم يعد صدقة جارية فحسب، بل استثمار في مستقبل الإنسان والوطن، داعيةً إلى ابتكار صيغ جديدة للوقف النسائي تتماشى مع متغيرات العصر.
من جانبها، أشادت رئيسة قسم استقطاب وتنمية الأوقاف بمؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القُصّر بدبي، نعيمة طناف مبارك، بدور المرأة الإماراتية الريادي المتميز في ميادين العمل الإنساني، ودعم الوقف الخيري الذي يعكس أخلاقها الرفيعة ووعيها العميق بأهمية التكافل الاجتماعي والتعاضد المجتمعي في إحداث التغييرات الإيجابية في حياة الأفراد، والإسهام في تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة.
وأضافت: «ما تقوم به الواقفات من مبادرات ومشروعات هو مصدر فخر واعتزاز لكل إماراتي وإماراتية، ويمثل امتداداً طبيعياً للقيم التي أرساها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وهذه الأرقام والإنجازات ليست سوى بداية لمسيرة تقودها المرأة الواقفة بكل إيمان وثبات».
ويُعد الملتقى تتويجاً لمسيرة من الإنجازات التي ترسخ مكانة المرأة الإماراتية شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية والوقف والعمل الخيري.
حصة بوحميد:
• الحدث يحتفي بالعطاء المؤسسي والإنساني للمرأة الإماراتية.. ويجسّد حضورها الفاعل في ميادين الخير والوقف.
حمدة قطامي:
• برؤية القيادة الرشيدة، تولي دولة الإمارات اهتماماً بالغاً بتطوير العمل الوقفي وتحويله إلى قطاع مؤسسي مستدام.