اقترب «نافس» البرنامج الوطني الرائد الذي أطلقته حكومة الإمارات في سبتمبر 2021 ضمن الحزمة الثانية من «مشاريع الخمسين» ومن المقرر أن ينتهي في 2026، من إنجاز ضعف مستهدفاته إذ بلغ عدد المواطنين المنضمين للعمل في القطاع الخاص منذ انطلاق البرنامج 136 ألف مواطن، في حين أن البرنامج كان يستهدف تعيين 75 ألفاً خلال خمس سنوات، فيما ارتفع عدد المنشآت التي وظّفت مواطنين إلى نحو 30 ألف منشأة.

وبلغت نسبة ارتفاع المواطنين العاملين في القطاع الخاص نحو 755.5% خلال أربع سنوات فقط، حيث ارتفع العدد من 18 ألفاً قبل إطلاق البرنامج إلى 154 ألفاً حالياً حسب آخر إحصائية لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، وذلك بفضل الدعم والحوافز التي وفرها البرنامج، ما يعكس أثره الكبير في تعزيز ثقافة العمل بالقطاع الخاص.

وأكد مواطنون وخبراء موارد بشرية أن «نافس» شكّل نقطة تحول في مسار التوظيف بالقطاع الخاص، إذ أسهم في تغيير فكر الشباب تجاه هذا القطاع، وجعلهم أكثر إقبالاً على الانخراط فيه بفضل الدعم المادي والمعنوي الذي يقدمه، إلى جانب البرامج التدريبية والتأهيلية التي ساعدت في تطوير مهاراتهم وصقل خبراتهم العملية.

ودعوا إلى تمديد برنامج «نافس» خلال السنوات المقبلة، لما له من أثر مباشر في دعم استقرارهم الأسري والوظيفي بالقطاع الخاص وتحفيز المزيد من الكوادر الوطنية على الانضمام إليه، مؤكدين أن الدعم الذي تقدمه القيادة الرشيدة من خلال البرنامج يمثل نموذجاً فريداً في تمكين الشباب الإماراتي وتحقيق طموحاتهم المهنية، ويعكس حرص الدولة على الاستثمار في الشباب باعتباره المحرك الرئيس للتنمية المستدامة والاقتصاد المستقبلي.

وتفصيلاً، قال المواطن مايد طارق، الذي يعمل في قطاع التعليم الخاص، إن برنامج «نافس» كان المحفز الأساسي لانضمامه للعمل في القطاع الخاص، حيث منحه البرنامج فرصة ثمينة للاندماج في بيئة عمل مهنية حديثة ومتنوّعة، تتيح له تطوير مهاراته واكتساب خبرات جديدة.

وأضاف أن القطاع الخاص يوفر مرونة كبيرة في اكتساب مهارات متعددة، بما في ذلك مهارات التواصل وإدارة الوقت والعمل ضمن فرق متنوعة، فضلاً عن القدرة على التكيف مع تحديات العمل المختلفة، وهو ما ساعده على توسيع آفاقه المهنية والشخصية.

وأشار إلى أن تجربة العمل في القطاع الخاص أعطته قدرة أكبر على الابتكار وتحمل المسؤولية واتخاذ المبادرات، مقارنة بالخبرات السابقة، مؤكداً أن هذا الدعم أسهم في تعزيز ثقته بنفسه وقدرته على المساهمة بشكل فعّال في تحقيق أهداف مؤسسته وخدمة المجتمع.

وطالب بأهمية استمرار وتمديد الدعم المقدم من برنامج «نافس»، مؤكداً أن هذا الدعم يمثل حافزاً أساسياً للمواطنين للعمل في القطاع الخاص، ويساعدهم على تحقيق طموحاتهم المهنية والاستقرار الوظيفي، وفي الوقت نفسه المساهمة في خدمة الوطن والانخراط الفاعل في مسيرة التنمية الوطنية. وأضاف: «من دون هذا الدعم، قد يواجه الكثير من المواطنين صعوبة في اختيار القطاع الخاص، خصوصاً أن بعض الشركات لا توفر رواتب أو مزايا تناسب طبيعة المتقدمين من المواطنين، لذلك فإن الاستمرار في دعم برنامج نافس يعتبر عنصراً أساسياً لضمان استدامة مشاركتهم ونجاحهم المهني».

وقالت ميثاء عبدالله المري، التي تعمل في قطاع السياحة منذ عامين، إن العمل في القطاع الخاص كان تحدياً شخصياً ومهنياً، لكنها استطاعت بفضل برامج الدعم الحكومية والمبادرات الوطنية أن تتعلم وتتطور بشكل مستمر، حتى وصلت لمرحلة أصبحت تنقل خبراتها للآخرين وتعلمهم مهارات جديدة.

وأوضحت أن أبرز ما اكتسبته من خبرتها في القطاع الخاص هو القدرة على التعامل مع مختلف الجنسيات وتطوير مهارات التواصل والقيادة.

وطالبت بأهمية استمرار الدعم المقدم للمواطنين ضمن برنامج «نافس»، مؤكدة أنه ضروري لمواصلة تشجيع المواطنين على الانضمام للقطاع الخاص وتحقيق طموحات الشباب، ولضمان استفادتهم من فرص النمو والتطور المهني التي يوفرها هذا القطاع.

وقالت نورا محمد، التي تعمل بمجال العلاقات العامة، إن تجربتها العملية في هذا القطاع منحتها مهارات متعددة وطورت قدراتها المهنية، مشيرة إلى أن ذلك تحقق بفضل الدعم الموجه من برنامج «نافس» للمواطنين.

وأضافت أن القطاع الخاص يوفر فرص نمو أكبر وتنوعاً في العمل، وأن برامج الدعم الحكومية حفزتها على الاستمرارية والتفاني في عملها، مشيرة إلى أن هذا الدعم المقدم من الحكومة ساعدها على الترقي وتطوير مسيرتها المهنية.

وأكدت أن نظرتها للعمل في القطاع الخاص تغيرت بالكامل، ولم تواجه أي صعوبات في التأقلم أو أي تحديات سلبية في بيئة العمل، مؤكدة أهمية استمرار وتمديد فترة الدعم المقدمة من برنامج «نافس»، لاستمرار تشجيع المواطنين على الانخراط الكامل في القطاع الخاص، مؤكدة أن القيادة الرشيدة لا تتوانى عن أي مبادرات تخدم المواطنين وتنمي مهاراتهم لخدمة الوطن.

من جانبه، قال خبير الموارد البشرية، الدكتور سعيد الطنيجي، إن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تحرص دائماً على إطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تخدم المواطن، خصوصاً الشباب من أجل العمل والانخراط في القطاع الخاص، مشيراً إلى أن برنامج «نافس» منح المواطنين فرصتين مهمتين وهما «الدعم المادي، وتطوير مهاراتهم في القطاع الخاص، ليكونوا مهيئين للعمل في كل مكان».

وأضاف أن تعاون «نافس» مع الشركات الخاصة أسهم بشكل مباشر في تمكين المواطنين وجذبهم للعمل في القطاع الخاص، مؤكداً أن اليوم مفهوم «البطالة» في دولة الإمارات أصبح معدوماً بفضل الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لتوظيف المواطنين في القطاعات كافة، وأن برنامج نافس لعب دوراً محورياً في هذا المفهوم.

وأشار الطنيجي إلى أن القطاع الخاص أصبح هو المستقبل، وتغيرت أفكار الشباب عنه بفضل الامتيازات التي تقدم للمواطنين والدعم المستمر من الحكومة والقيادة، مؤكداً أن برنامج نافس خلق قوة وظيفية للمواطنين، وأصبح لديهم مرجع وهو الحكومة، بفضل الدعم الذي تقدمه ومتابعتها المستمرة في حال واجههم أي معوقات من أي شركة.

وأكد أهمية واستمرارية برنامج نافس في الدعم المادي وغيره من أشكال الدعم، مثل أن يكون لبرنامج «نافس» مؤسسات خاصة تعمل تحت إدارته، ليعمل المواطن في القطاع الخاص تحت مظلة حكومية، ما يشجع المواطنين على الاستمرار في العمل بالقطاع الخاص، قائلاً: «نتمنّى استمرار (نافس) بفضل الدعم الكبير الذي تلقاه الشباب خلال الفترة الماضية، ليتمكنوا من تحقيق طموحاتهم المستقبلية وألا يكونوا عبئاً على أسرهم».

فيما أكدت خبيرة الموارد البشرية بالقطاع الخاص منى وضاح، أن السنوات الأخيرة شهدت تحولاً جذرياً في نظرة المواطنين تجاه العمل في القطاع الخاص، مشيرة إلى أن الكفاءات الوطنية اليوم أصبحت أكثر انخراطاً في هذا القطاع وتعمل بكفاءة عالية ومهنية مشهود لها.

وأضافت أن برامج الدعم الوطنية، وعلى رأسها برنامج «نافس»، كان لها دور محوري في تحفيز المواطنين للانضمام إلى القطاع الخاص، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على المنافسة والتميز، مشيرةً إلى أن العديد من الشباب المواطنين حققوا قصص نجاح ملهمة في مؤسسات خاصة كبرى، وأثبتوا تفوقهم على نظرائهم من الوافدين في مجالات عدة.

وأوضحت أن المواطنين يمتازون بحس انتماء عالٍ وشغف كبير لتحقيق النجاح وخدمة الوطن، وهو ما ينعكس على جودة أدائهم وسرعة اندماجهم في بيئة العمل الخاصة، مشيرة إلى أن أصحاب العمل باتوا أكثر ثقة في الكفاءات الوطنية وإدراكاً لقيمتها المضافة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.

وأكدت أن استمرار دعم «نافس» سيساعد القطاع الخاص في جذب المزيد من المواطنين للعمل وتعزيز النمو الاقتصادي الكبير الذي تشهده دولة الإمارات في شتى المجالات، ما سيسهم في أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من الإقبال من قبل المواطنين على العمل في القطاع الخاص، بفضل تنامي الوعي بفرص النمو والتطور المهني التي يوفرها هذا القطاع.

وأكد خبير موارد بشرية يوسف أحمد الحمادي، أن برنامج نافس أحدث نقلة نوعية في ثقافة العمل لدى المواطنين، حيث نجح في تصحيح المفهوم السائد بأن الاستقرار الوظيفي محصور في القطاع الحكومي واليوم أصبح القطاع الخاص شريكاً حقيقياً في التنمية الوطنية ووجهة مفضلة للكفاءات المواطنة، بفضل الثقة التي عززها البرنامج ودعم القيادة الرشيدة لضمان بيئة عمل مستقرة ومحفزة للمواطنين.

وأضاف: «قدّم (نافس) منظومة دعم متكاملة تشمل دعم الرواتب والمزايا الاجتماعية، إلى جانب برامج تدريب وتأهيل نوعية تُمكّن المواطن من التطور المهني، وهذه المبادرات أعادت التوازن بين القطاعين ورسّخت قناعة بأن القطاع الخاص يوفر فرص نمو حقيقية ومساراً وظيفياً مستداماً للمواطنين». وتابع: «التركيز في المرحلة المقبلة يجب أن يكون على التوطين النوعي في الوظائف الاستراتيجية وتطوير المهارات المستقبلية للشباب الإماراتي، كما أن تعزيز الشراكة بين مؤسسات التعليم والقطاع الخاص سيضمن مواءمة المخرجات مع احتياجات السوق، وذلك استمراراً لنهج القيادة الرشيدة في جعل المواطن محور التنمية وهدفها الأسمى».

شاركها.