ناقشت جلسة حوارية أقيمت، أمس، بأكاديمية أنور قرقاش في أبوظبي «دور الدبلوماسية الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة التحديات العالمية».
حضر الجلسة عدد من السفراء، من بينهم سفير كل من سويسرا وألمانيا وإسبانيا وغانا وأنغولا وقيرغيستان والفلبين والبعثات الدبلوماسية والعاملون في القطاع الإنساني والإغاثي، حيث أدار الجلسة الدكتور ريكارد جالكيبرو، أستاذ مشارك في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.
واستهدفت الجلسة مناقشة التحديات الإنسانية، التي يواجهها العالم في الوقت الراهن، وإبراز أهمية الدبلوماسية الإنسانية، من خلال تكثيف الجهود العالمية، لتخفيف العبء عن المجتمعات والدول المتضررة من الأزمات والكوارث الطبيعية وتداعيات هذه الأزمات على الأمن الإنساني.
افتتحت الجلسة بكلمة ترحيبية، ألقاها الدكتور محمد إبراهيم الظاهري، نائب مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، عبر خلالها عن فخره بالشراكة والتعاون مع منظمة ديهاد الإنسانية المستدامة، بما يسهم في تعزيز العلاقة بين الدبلوماسية والأعمال الإنسانية.
تحديات عالمية
وأشار الظاهري إلى دور الدبلوماسية الإنسانية في مواجهة التحديات العالمية الراهنة، قائلاً: «من المؤكد أن العالم قد تغير في السنوات العشرين الماضية، والتحديات التي نواجهها اليوم معقدة.
ومن خلال الانخراط في تطبيق الدبلوماسية الإنسانية فإننا نواجه هذه التحديات بشكل مباشر، وندفع باتجاه التغيير الإيجابي، من خلال الحوار الهادف والتعليم، وتسخير خبرتنا الدبلوماسية لمعالجة الأزمات، والمساعدة في تقليل المعاناة، وتعزيز قضية السلام الدائم عبر الحدود».
شارك في الجلسة آرثر ماتلي، سفير سويسرا لدى الإمارات ومملكة البحرين وجوسيبي سابا، المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، المؤسس والمنسق السابق لشبكة مستودعات الاستجابة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.
واستهل الجلسة الحوارية السفير آرثر ماتلي، الذي أشاد بالعلاقة الوطيدة والمتميزة بين دولة الإمارات وسويسرا على مختلف الصعد، معرباً عن تطلعه لدفع التعاون المشترك في مجال التعاون الدبلوماسي بين البلدين، بما يعزز ازدهارهما وتقدمهما، ويعود بالخير على شعبيهما.
متانة العلاقات
وقال: «تؤكد هذه الجلسة الحوارية قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعد فرصة مهمة لمواصلة التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، فنحن نسعى لتعزيز التعاون الدبلوماسي، لمواجهة التحديات العالمية، وتحقيق أهداف الدبلوماسية الإنسانية المستدامة».
من جانبه رحب السفير الدكتور عبدالسلام المدني، رئيس منظمة «ديهاد» الإنسانية المستدامة ورئيس «ديساب» وسفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، بالحضور، وشكرهم على تلبية الدعوة.
وتطرق المدني إلى الدور البارز، الذي تقوم به الإمارات في المشهد الإنساني العالمي، مؤكداً أن الإمارات تعتبر مثالاً للدبلوماسية الإنسانية، التي تتسم بالتعاطف والمرونة والاستدامة.
دعم المتضررين
وتابع: «تعتبر دولة الإمارات ملهمة دائماً في دعم المتضررين، وتقديم المساعدة للمحتاجين أينما كانوا دون النظر إلى لون أو عرق أو دين، وذلك وفقاً للرؤية والمسار، الذي وضعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في ميدان الأعمال الخيرية وتقديم المساعدات الإنسانية والتطوع للدول، التي تحتاج إلى الدعم».
وأضاف: «تهدف هذه الجلسة أيضاً إلى تسليط الضوء على مؤتمر ومعرض دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد»، الذي يتم تنظيمه في دبي كل عام منذ 20 عاماً، حيث يحتفل «ديهاد» هذا العالم بالذكرى العشرين لانطلاقته، ويسعى من خلال هذه الدورة الاحتفالية إلى تضافر الجهود، من أجل تعزيز سبل التعاون المختلفة لدعم قطاع التنمية والتطوير في العالم».
تعاون دبلوماسي
من جانبه استعرض جوسيبي سابا، المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، المؤسس والمنسق السابق لشبكة مستودعات الاستجابة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، آليات التعامل مع حالات الطوارئ العابرة للحدود، وضرورة تحقيق استجابة سريعة ومنسقة، لضمان التأهب الفعال والتعاون المستدام في أوقات الأزمات.
وأشار جوسيبي إلى أن القطاع الخاص أظهر فعالية متزايدة في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية، مؤكداً دور الشركات والمؤسسات الخاصة، الذي أصبح أكثر أهمية في تقديم الدعم اللازم للمجتمعات المتأثرة، فالقطاع الخاص أثبت قدرته على تقديم حلول فعالة ومستدامة للتحديات الإنسانية الملحة.
