كشف مركز محمد بن راشد للفضاء عن أول مجموعة من الصور التي التقطها القمران الاصطناعيان «محمد بن زايد سات» و«اتحاد سات»، اللذان أُطلقا مطلع العام الجاري، لمعالم في دبي وأبوظبي، وتشمل مدينة إكسبو دبي، ونخلة جميرا وعين دبي، وقصر الوطن في أبوظبي، والمنطقة الثقافية في السعديات بأبوظبي.

وقال مركز محمد بن راشد للفضاء، في بيان صحافي أمس، إن الكشف عن أول مجموعة من الصور التي التقطتها القمران الاصطناعيان «محمد بن زايد سات» و«اتحاد سات» يأتي تزامناً مع الأسبوع العالمي للفضاء، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تمثل إنجازاً نوعياً يعزز مكانة الإمارات في مجال صور الأقمار الاصطناعية، ويؤكد جاهزيتها لتوفير بيانات عالية الدقة لدعم التطبيقات المدنية والبحرية والبنية التحتية وجهود الاستدامة.

ويجسد القمران الاصطناعيان تقنيات متكاملة، حيث يعتمد «محمد بن زايد سات» على التصوير البصري المتطور، بينما يستخدم «اتحاد سات» تقنيات الرادار عالية الدقة (SAR)، ليشكلا معاً منظومة متقدمة، توفر رؤية أشمل وأكثر دقة في مجال رصد الأرض.

وقال رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد عبيد المنصوري: «تعكس الصور الأولى التي أرسلها قمرا (محمد بن زايد سات) و(اتحاد سات) الرؤية الاستراتيجية لقيادتنا الرشيدة، وتجسد كفاءة مهندسينا الإماراتيين».

وأضاف: «من خلال دمج تقنيات التصوير البصري والراداري، تعزز دولة الإمارات قدراتها الوطنية، وتوفر حلولاً مبتكرة للتحديات العالمية. يمثل هذا الإنجاز فصلاً جديداً في مسيرة الدولة نحو الريادة في تكنولوجيا الفضاء».

من جانبه، قال المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، سالم حميد المري: «يشكّل القمران (محمد بن زايد سات) و(اتحاد سات) جزءاً من منظومة وطنية متكاملة لتطوير قدرات الإمارات في رصد الأرض. وتؤكد أول مجموعة من الصور قدرتنا على توفير بيانات دقيقة وموثوقة تدعم الاستدامة وتخدم مختلف القطاعات، كما تعكس التزامنا بتطوير جيل جديد من الأقمار الاصطناعية لخدمة الإمارات والعالم».

ويمثل «محمد بن زايد سات» علامة فارقة في مجال تكنولوجيا الفضاء، بوزن إجمالي يبلغ 750 كغم، وأبعاد تصل إلى 3 أمتار × 5 أمتار. يتميز القمر الاصطناعي بدقة تصوير مضاعفة مقارنة بالأجيال السابقة من الأقمار الاصطناعية، مع قدرة إنتاج صور أكبر بـ10 أضعاف، وسرعة في تسليم البيانات خلال ساعتين فقط. كما يضم تقنيات متطورة، مثل الدفع الكهربائي الدقيق، وكاميرا عالية الدقة، لتلبية احتياجات متنوعة، تشمل مراقبة البيئة، وإدارة البنية التحتية، والإغاثة في حالات الكوارث.

إلى جانب التقنيات المتطورة، أسهم المشروع في تعزيز التعاون مع الشركات الإماراتية المحلية، حيث أسهم في تعزيز نقل المعرفة، ودعم الاقتصاد الوطني، وترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي لتكنولوجيا الفضاء.

وأُطلق «اتحاد سات» في مارس الماضي كأول قمر اصطناعي راداري يطوره مركز محمد بن راشد للفضاء بتكنولوجيا متطورة لرصد الأرض بدقة عالية في مختلف الظروف الجوية والبيئية المتنوعة، وفي كل أوقات اليوم ليلاً ونهاراً. كما يوفر ثلاثة أنماط للتصوير، تصوير دقيق لمناطق صغيرة، وتغطية واسعة للمساحات الكبيرة، ورصد ممتد لمناطق أطول. كل هذه التقنيات تجعل منه أداةً حيوية لخدمة قطاعات متعددة، بدءاً من اكتشاف تسربات النفط، مروراً بإدارة الكوارث الطبيعية، وتتبع حركة الملاحة البحرية، ودعم الزراعة الذكية، والمراقبة البيئية الدقيقة. وتُعالج بياناته باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة، ما يعزز دقة وسرعة الاستفادة منها على المستويين الوطني والدولي.

ويعكس «مركز محمد بن راشد للفضاء» التزامه ببناء منظومة فضائية متقدمة تدعم الأمن الغذائي والتنمية الحضرية ومواجهة تحديات تغير المناخ، من خلال دمج تقنيات التصوير البصري والراداري، فضلاً عن تعزيز مكانة الإمارات كقوة رائدة في قطاع الفضاء العالمي، قادرة على تقديم بيانات فضائية دقيقة وموثوقة للعالم أجمع.

شاركها.