أكّد متخصصون اجتماعيون أن «أعراس دبي» أسهمت في تخفيف الأعباء المالية، وشجعت الشباب على اتخاذ خطوة الزواج في بيئة مستقرة ومُيسرة.
ودعوا خلال جلسات حوارية، ضمن مبادرة «خطتي لإعداد ابني للزواج»، التي نظمتها، أمس، جمعية النهضة النسائية في دبي تحت عنوان «أبناء اليوم.. أزواج الغد»، إلى تشجيع الأبناء على الزواج المبكر.
وتناولت الجلسات، التي أُقيمت في مجلس الخوانيج بدبي، محاور تهم الأسرة، أبرزها الإعداد النفسي للشباب قبل الزواج، ومفهوم الحقوق والواجبات بين الزوجين في الإسلام، إلى جانب توضيح الجوانب القانونية المتعلقة بحقوق الزوجين ضمن إطار قانون الأسرة.
وشارك في الجلسة نخبة من المتخصصين، بحضور عدد من كبار المواطنين، وشخصيات مجتمعية، ومقبلين على الزواج.
وقال المستشار النفسي والأسري في جمعية النهضة النسائية، الدكتور جاسم المرزوقي، لـ«الإمارات اليوم»، إن المبادرة تنسجم مع التوجهات الوطنية في ترسيخ دعائم الأسرة، باعتبارها النواة الأساسية لبناء مجتمع متماسك ومستقر.
وأوضح أن المبادرات التوعوية التي تُعنى بتأهيل الزوجين، تهدف إلى تسليط الضوء على المهارات الحياتية والتواصلية التي من شأنها الحد من المشكلات الأسرية، والتقليل من معدلات الطلاق التي تشير إليها مؤشرات عدة ودراسات ميدانية.
وأشار إلى أن «العلاقة الزوجية لا تخلو من التحديات، لكن امتلاك أدوات الحوار والوعي المشترك، يمكن أن يحوّل الخلاف إلى مساحة للنمو والتفاهم، لا إلى صراع يقود إلى الانفصال، ومن هذا المنطلق تسعى الورش والمحاضرات إلى تمكين الأزواج من إدارة علاقاتهم بأسلوب متزن، يحول دون التصعيد النفسي أو القانوني».
من جهته، أكّد المدرب والمستشار الأسري في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، الدكتور إسماعيل كامل البريمي، أن متوسط سن الزواج ارتفع بشكل ملحوظ، مقارنة بسنوات مضت، حيث أصبح في الأغلب فوق الـ30 عاماً لدى الشباب، وما بين 26 و27 عاماً لدى الفتيات.
ولفت إلى ضرورة تشجيع الأسر لأبنائها على الإقدام على الزواج، مع أهمية التدخل الإيجابي من أهل الزوجين عند حدوث خلافات، وعدم تركها تتفاقم.
وأوضح البريمي أن تغيّر البنية الاجتماعية للأسرة من العائلة الكبيرة وتكاتف «الفريج» في تربية الأبناء، إلى الأسرة الممتدة بوجود الجد والجدة، وصولاً إلى الأسر المستقلة، أسهم في تغيّر أولويات المقبلين على الزواج، حيث بات السكن المستقل من أبرز الشروط التي تضعها بعض الفتيات في عقود الزواج.
وشدد على أن من أهم معايير نجاح الزواج هو التوافق في الدين والخلق والكفاءة بين الطرفين، إذ إن غياب التكافؤ قد يكون سبباً في نشوء خلافات مستقبلية.
وناقشت عضو ومستشار المجلس الاستشاري الأسري لدولة الإمارات، الدكتورة فاطمة جاسم الهياس، الحقوق القانونية للزوجين وفق قانون الأسرة الإماراتي، موضحة أن حقوق الزوج تشمل القوامة باعتبارها مسؤولية، والمشاركة في إدارة الأسرة، في حين تضمن حقوق الزوجة النفقة، والسكن، والاستقلال المالي، والحماية من العنف.
وشدّدت على أهمية التوعية القانونية قبل الزواج، لما لها من دور في توضيح الحقوق والواجبات، وفهم الإجراءات القانونية للزواج والطلاق، ما يسهم في الحد من النزاعات الأسرية.
وأشارت إلى دور الدولة والمجتمع في هذا المجال، من خلال توفير دورات التوجيه الأسري، والاستشارات القانونية، وتشجيع الشباب على طلب المشورة المسبقة.
واعتبرت أن الجهات الفاعلة في هذا الجانب تشمل المؤسسات الحكومية، إضافة إلى الإعلام والمجتمع المدني عبر تنظيم الورش والحملات التوعوية.
كما تطرقت إلى دور القوانين في تعزيز استقرار الأسرة والمجتمع، موضحة أن القانون يُوازن بين حقوق الرجل والمرأة، ويوفر حماية قانونية للمرأة أثناء الزواج، ويمنحها أولوية الحضانة بعد الطلاق، وأضافت أن آليات الوساطة والتوجيه الأسري تؤدي دوراً محورياً في تسوية الخلافات ودياً، ما يسهم في خفض نسب الانفصال.
كما أكّد الحضور أهمية تعزيز ثقافة الزواج المبكر وتشجيع الأبناء على الإقبال عليه في سن مناسبة، وأشاروا إلى أن كُلفة الزواج تُعدّ من أبرز العوائق، وأن مبادرة «أعراس دبي» أسهمت في تخفيف الأعباء المالية، وشجعت الشباب على اتخاذ خطوة الزواج في بيئة مستقرة ومُيسرة.