أكد عدد من الفائزين في تحدي القراءة العربي 2025 أن سباق التحدي لم يكن مجرد منافسة، بل رسالة حضارية تُسهم في بناء أجيال عربية قارئة وواعية، تعي قيمة المعرفة ودور القراءة في تطوير الذات والمجتمع.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إن التحدي شكّل محطة فارقة في مسيرتهم، إذ غرس في نفوسهم حب اللغة العربية، ورسّخ عادة المطالعة اليومية، وفتح أمامهم آفاقاً واسعة من الفكر والإبداع، مؤكدين أن القراءة أصبحت رفيقهم الدائم في رحلة التعلّم والحياة.
ومن تونس الخضراء إلى قمة المطالعة في دبي، تألق التوأم بيسان وبيلسان كوكة، الفائزتان بلقب بطل تحدي القراءة العربي 2025، مجسّدتين نموذجاً ملهماً لشغف المعرفة وروح التعاون.
وقالت بيسان وبيلسان لـ«الإمارات اليوم»: «حصدنا لقب بطل تحدي القراءة العربي 2025 بفضل حبنا للكتب والمطالعة منذ الطفولة، إذ تحوّلت القراءة إلى أسلوب حياة قادنا بخطى ثابتة نحو منصة التتويج، ليحتفي بنا الوطن العربي اليوم نموذجاً للجيل القارئ الواعي والمبدع».
وقالت بيسان كوكة لـ«الإمارات اليوم»، إن رحلتها مع القراءة بدأت منذ الطفولة المبكرة، حين كانت والدتها تصحبهما يومياً إلى المكتبة العامة وتحثّهما على اختيار كتاب جديد في كل زيارة.
وأشارت إلى أن القراءة أصبحت عادة يومية لا يمكن الاستغناء عنها، إذ تخصص مع شقيقتها نحو ثلاث ساعات يومياً للقراءة والمناقشة وتبادل الآراء حول ما قرأتا، معتبرة أن هذه الجلسات المشتركة هي سرّ تفوقهما وتميّزهما في فهم النصوص وتحليلها.
وأضافت أن روح التعاون بينهما كانت الدافع الأكبر نحو الاستمرار، فكلّ واحدة كانت تحفّز الأخرى على إنجاز عدد أكبر من الكتب وتحسين أسلوب العرض والنقاش.
وقالت: «كنا نعيش التجربة فريقاً واحداً، لا منافستين، فالقراءة بالنسبة لنا ليست سباقاً، بل رحلة نقطعها معاً نحو المعرفة».
وأكدت أن تحدي القراءة العربي شكّل محطة فارقة في مسيرتهما، إذ وسّع آفاقهما الفكرية وربطهما بعالم واسع من الثقافة العربية، مشيرة إلى أن المشروع يعزز مكانة اللغة العربية ويغرس في نفوس الطلبة العرب حب المطالعة والفكر النقدي، وأهدت الفوز لوالديها اللذين وفّرا لهما بيئة مثالية للقراءة.
من جهتها، قالت بيلسان كوكة، إن علاقتها بالكتب كانت أشبه بصداقة تنمو يوماً بعد يوم، فكل صفحة جديدة تفتح أمامها عالماً مختلفاً من الخيال والمعرفة.
وأوضحت أن أكثر ما ميّز تجربتها مع بيسان يكمن في روح التشجيع المتبادل بينهما، حيث تتناوبان على تلخيص الكتب ومناقشة أفكارها بأسلوب ممتع، حتى أصبحت القراءة نشاطاً يومياً مشتركاً يجمعهما بعد انتهاء اليوم الدراسي.
وبيّنت أن تخصيص وقت ثابت للقراءة ساعدهما على تنظيم الوقت وتحقيق التوازن بين الدراسة والهواية، مشيرة إلى أن قراءتهما المتنوعة شملت الأدب العربي، والتاريخ، والعلوم، وكتب التنمية الذاتية، ما صقل لغتهما ومهارات التفكير النقدي لديهما. وقالت: «القراءة جعلتنا نعبّر بالعربية بثقة، ونفهم قيمها الجمالية والإنسانية».
وأشادت بالدور الكبير الذي لعبه والداها في دعمهما المستمر، حيث كانا يحتفيان بإنجازاتهما الصغيرة قبل الكبيرة، ويشاركانهما النقاش حول الكتب التي يقرآنها، ما رسّخ في الأسرة ثقافة القراءة والحوار.
وأعربت مديرة مدرسة عاتكة بنت زيد في خورفكان، هند أحمد الشحي الفائزة بجائزة أفضل مدرسة في تحدي القراءة العربي 2025، مناصفة مع مدرسة طرابلس الحدادين للبنات «لبنان»، عن سعادتها بتفوق مدرستها على أكثر من 132 ألف مدرسة مشاركة من مختلف الدول العربية، مؤكدة أن هذا الإنجاز يعكس روح الفريق الواحد داخل المدرسة، وتعاون المعلمين والطلبة وأولياء الأمور في ترسيخ ثقافة القراءة كجزء من الحياة المدرسية اليومية.
وقالت إن المدرسة جعلت من المكتبة مركزاً نابضاً بالحياة، يحتضن مسابقات ومجالس قرائية ومبادرات إبداعية تدعم اللغة العربية وتعزز مهارات الطلبة في التعبير والفهم والتحليل.
وأشارت إلى أن تحدي القراءة العربي أسهم في بناء وعي لغوي ومعرفي لدى الجيل الجديد، لافتة إلى أن مواصلة نشر ثقافة القراءة بين الطلبة تبقى هدفاً دائماً يتجدد كل عام مع انطلاق التحدي.
عبّرت سحر مصباح، من جمهورية مصر العربية، عن فخرها بالفوز بلقب أفضل مشرف في تحدي القراءة العربي 2025، متفوقةً على أكثر من 160 ألف مشرف ومشرفة من مختلف الدول العربية، مؤكدة أن هذا الإنجاز تتويج لسنوات العطاء والعمل المتواصل في غرس حب القراءة بين الطلبة.
وقالت لـ«الإمارات اليوم»، إن تجربتها مع التحدي كانت رحلة ثرية نقلت خلالها شغفها بالكتب إلى طلابها، فحوّلت القراءة إلى نشاط جماعي ممتع يعزز روح الحوار والتفكير النقدي، مضيفة أنها أطلقت أكثر من 24 مبادرة نوعية لدعم مسيرة القراءة وتعزيز ثقافة المطالعة في مجتمع التعليم المصري، ركّزت من خلالها على تحويل القراءة إلى ممارسة يومية ممتعة ومثمرة داخل المدارس.
وأوضحت أن ما يميز تحدي القراءة العربي هو قدرته على بناء جيل عربي مؤمن بقوة الكلمة، مشيرة إلى أن المشرفين يشكلون ركيزة أساسية في هذا المشروع الحضاري. وعبّرت عن تقديرها الكبير لدولة الإمارات على دعمها المتواصل لمبادرات اللغة العربية، قائلة إن التحدي لم يكن مجرد منافسة، بل رسالة ثقافية تجمع العرب على حب الكتاب والمعرفة.
