أكد فائزون في الدورة التاسعة لـ«جائزة محمد بن راشد للغة العربية 2025» التي تنظمها مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، أن الجائزة ترسّخت منصة معرفية رائدة برؤية عالمية، تحتفي بالمبادرات الريادية التي تسهم في تمكين اللغة العربية وتعزيز حضورها في ميادين الابتكار والمعرفة، بما يواكب تطلعات العصر الرقمي ويحافظ على جوهر الهوية الثقافية العربية.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن مبادراتهم جاءت استجابة لرؤية دولة الإمارات في دعم اللغة العربية والنهوض بها من خلال مشروعات نوعية تجمع بين الإبداع والمعرفة والتقنية الحديثة، مؤكدين أن هذا التكريم لا يقتصر على الأفراد، بل هو انتصار للغة العربية بوصفها وعاء للهوية والثقافة والفكر، ورسالة حضارية تستحق أن تتناقلها الأجيال بفخر واعتزاز.
وأكدوا أن التكريم يجسد تقديراً لجهودهم في خدمة اللغة الأم، وترسيخ حضورها في مجالات التعليم والثقافة والإعلام والتكنولوجيا، مشيرين إلى أن الفوز يمثل حافزاً لمواصلة تطوير مشاريعهم التي تسهم في جعل العربية لغة قادرة على المنافسة والانتشار في بيئة رقمية متجددة.
وأعربت المستشار الاستراتيجي في مؤسسة «ألف للتعليم» الدكتورة عائشة اليماحي، عن فخرها بفوز تطبيق «أبجديات» بالجائزة، مؤكدة أن هذا الإنجاز يأتي ثمرة جهود حثيثة في تطوير منصة تعليمية رقمية متكاملة، تمكّن الطفل من تعلم لغته الأم بطريقة مشوقة وتفاعلية تجمع بين الدروس والألعاب ومقاطع الفيديو وأوراق العمل المحفزة. وأشارت إلى أن التطبيق يشكل منظومة تربط المدرسة بالمنزل، وتوحّد دور المعلم وولي الأمر والطالب ضمن تجربة تعليمية حديثة تجعل الطفل يتقن لغته بشغف ويعتز بها منذ الصغر.
وأكد علي الصالحي، الفائز بالجائزة عن مبادرة «أدوات عربي»، أن الفوز يمثل تتويجاً لسنوات من الجهد المتواصل في تطوير أدوات تقنية تخدم اللغة العربية وتيسر استخدامها، موضحاً أن المبادرة توظف التقنيات الرقمية بأسلوب مبتكر يجمع بين السهولة والتنوع والإبداع، مشيراً إلى أن مشاركته منذ الدورة الأولى للجائزة كانت دافعاً للاستمرار في العمل. وقال إن هذا التكريم يعد وساماً يعتز به كل من يسعى لخدمة اللغة العربية والنهوض بها.
ومن جانبه، أوضح الدكتور منير محمد سالم، من كلية الصيدلة في جامعة الملك سعود والفائز بجائزة أفضل عمل في الترجمة عن كتاب «الإدارة الرشيدة للمضادات الميكروبية»، أن الكتاب الذي يضم أكثر من ألف صفحة و38 فصلاً موزعة على ثمانية محاور رئيسة، أصبح مرجعاً علمياً عالمياً للكوادر الصحية، مشيراً إلى أن ترجمته إلى العربية تساهم في رفع الوعي بهذه القضية الصحية الحيوية في العالم العربي.
ومن الأردن، عبّرت ساجدة أبوسيف، الفائزة بجائزة أفضل مبادرة لتعليم العربية لغير الناطقين بها، عن فخرها بالتكريم، مؤكدة أن مبادرتها تقدم اللغة العربية بصورة عصرية تمزج بين الثقافة والتواصل، وتعتمد التعليم التواصلي القائم على استراتيجيات الصف المعكوس والتعليم القائم على المهام، مع توظيف التكنولوجيا لخلق بيئة تعلم ذاتي تفاعلية. وأوضحت أن المبادرة انطلقت من طالب واحد لتصل إلى 100 طالب خلال خمس سنوات، مع التركيز على جودة التعليم وتأهيل المعلمين لضمان استدامة النجاح.
ومن سلطنة عمان، أعرب عبدالله بن محمد البلوشي، الفائز في محور الثقافة والفكر ومجتمع المعرفة عن مبادرة «مسرحيات إدارة السلوك الطلابي – قيم ومبادئ»، عن سعادته بهذا التتويج الذي يراه مسؤولية مضاعفة تجاه اللغة العربية.
وأوضح أن المبادرة تهدف إلى غرس القيم الإيجابية وبناء السلوك السليم لدى الطلبة عبر المسرح المدرسي كأداة تربوية فعّالة.
وفي محور التقانة، عبّرت جنى عواد من لبنان، الفائزة عن مبادرة «أتعلم» لأفضل تطبيق ذكي لنشر اللغة العربية، عن فخرها الكبير بالجائزة، مشيرة إلى أن المشروع يجسد التكامل بين التكنولوجيا والتعليم عبر تطبيق يعتمد على معلمة افتراضية تدعى «رنا» تتابع الطالب وتوجهه بشكل مباشر وتفاعلي. ولفتت إلى أن التطبيق استخدم في أكثر من 176 دولة حول العالم، ما يعكس قدرة التكنولوجيا على نشر اللغة العربية في كل بيت ومدرسة، مضيفة أن الخطط المستقبلية تشمل تطوير محتوى مخصص للصفوف العليا وتوسيع نطاق الاستفادة من التطبيق.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مجرة المطوّرة لتطبيق «مجرة» والفائز عن محور الإعلام والتواصل، عمار هيكل: «إن هذا الفوز يشكل حافزاً لمواصلة تقديم محتوى عربي متميز يواكب متطلبات العصر ويتواصل مع الجمهور بلغة قريبة منهم. وأوضح أن التطبيق يوفر محتوى معرفياً متنوعاً من مواد مقروءة وصوتية مختصرة تساعد المستخدمين على تطوير معارفهم ومهاراتهم المهنية والشخصية ضمن تجربة معرفية سريعة وسلسة».
وأعرب المدير العام لمشروع «سبيستون مام»، عمر ويس، عن فخره بهذا التكريم، مؤكداً أنه يُعد تقديراً كبيراً للمبادرة واعترافاً بدورها المؤثر في ترسيخ اللغة العربية لدى الطفل في مراحله العمرية الأولى. وأضاف ويس أن هذا التقدير يشكّل حافزاً لمواصلة العمل وتقديم الأفضل، وتوسيع نطاق المبادرة لتصل إلى شريحة أوسع من المتابعين والأطفال حول العالم.