ضبطت هيئة الفجيرة للبيئة، خلال جولة رقابية ميدانية، ستة قوارب صيد مخالفة تمارس نشاط الصيد داخل نطاق محمية جزيرة الطيور، في انتهاك واضح للأنظمة البيئية التي تحظر ممارسة أي نشاط صيد في حدود المحميات.
وقالت مديرة هيئة الفجيرة للبيئة، أصيلة المعلا، لـ«الإمارات اليوم» إن الواقعة جاءت نتيجة للرقابة المستمرة والجولات التفتيشية الدورية التي تنفذها فرق الهيئة الميدانية، بهدف حماية المحميات الطبيعية وضمان التزام القوانين المنظمة للصيد البحري، مشيرةً إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، بالتنسيق مع الجهات المعنية فور رصدهم داخل نطاق الحظر البيئي.
وأوضحت المعلا أن منظومة الرقابة التي تطبقها الهيئة تعتمد على المتابعة اليومية والزيارات الميدانية المنتظمة، إلى جانب استخدام تقنيات رصد حديثة، تمكن الفرق من الكشف المبكر عن أي أنشطة غير قانونية في البيئة البحرية، مؤكدة أن الصيد في نطاق المحميات يُعد مخالفة بيئية جسيمة تستوجب المساءلة.
وأضافت أن الهيئة، إلى جانب مهامها الرقابية، تستجيب أيضاً للبلاغات التي ترد من المواطنين والغواصين حول أي ممارسات تضر البيئة البحرية أو تهدد سلامة مرتادي البحر، مثمنةً وعي أفراد المجتمع وتعاونهم في دعم جهود حماية النظم البيئية.
وشددت المعلا على أن حماية المحميات الطبيعية في الفجيرة تمثل أولوية استراتيجية ضمن خطط الهيئة، لما تشكله من ثروة بيئية تعزز التنوع البيولوجي وتدعم استدامة الموارد الطبيعية، مشيرةً إلى أن فرق التفتيش الميدانية تواصل تنفيذ حملات رقابية مكثفة لضمان التزام جميع الصيادين ومرتادي البحر بالقوانين البيئية.
وبينت أن الصيد داخل المحميات البحرية يمثل تهديداً مباشراً للنظم البيئية الحساسة التي تعمل الهيئة على حمايتها منذ سنوات، فالمحميات ليست مجرد مناطق مغلقة أمام النشاط البشري، بل هي موائل حيوية تحتضن تنوعاً واسعاً من الكائنات البحرية، بدءاً من الشعاب المرجانية والأسماك الصغيرة، وصولاً إلى الكائنات النادرة والمهددة بالانقراض.
وذكرت أن الصيد الجائر أو غير المنظم داخل هذه المناطق يؤدي إلى اختلال التوازن البيئي، إذ تتراجع أعداد الأسماك والكائنات الصغيرة التي تمثل غذاءً أساسياً لأنواع أخرى، ما ينعكس سلباً على السلسلة الغذائية بأكملها، كما تتعرض الشعاب المرجانية للأضرار نتيجة استخدام معدات الصيد الحادة أو سحب الشباك في قاع البحر، ما يؤدي إلى تدمير البنية المرجانية التي تشكل مأوى طبيعياً للعديد من الأحياء.
ونوهت بأن وجود قوارب الصيد بالقرب من مواقع الغوص يعرض سلامة الغواصين ومرتادي البحر للخطر، بسبب احتمال تشابك خيوط الصيد أو تحرك القوارب بسرعة في نطاق مخصص للأنشطة البيئية والسياحية، ما يشكل تهديداً مزدوجاً للبيئة والإنسان في آن واحد.
وتؤكد هيئة الفجيرة للبيئة أن حماية المحميات من الصيد العشوائي تعد من الركائز الأساسية للاستدامة البيئية، إذ تتيح للمخزون السمكي التعافي والتكاثر في بيئة آمنة، وتضمن استمرار الحياة البحرية بتوازنها الطبيعي وتعزز الأمن الغذائي، كما تُسهم هذه الجهود في دعم الاقتصاد الأزرق عبر تعزيز السياحة البيئية والغوص الترفيهي القائم على المشاهدة لا على الاستغلال.
وأكدت أن التنسيق المستمر مع الجهات المعنية يشكل محوراً أساسياً في منظومة العمل البيئي، وأن الهيئة لن تتهاون مع أي تجاوزات تمس البيئة البحرية، داعية الصيادين ومرتادي البحر إلى الالتزام الكامل بالتشريعات البيئية، حفاظاً على موارد الإمارة الطبيعية واستدامتها للأجيال القادمة.
أصيلة المعلا:
. حماية المحميات الطبيعية في الفجيرة أولوية استراتيجية ضمن خطط «الهيئة».
