تمكّن الصياد المواطن هيثم البلوشي (35 عاماً) من إمارة الفجيرة من صيد سمكة تونة عملاقة، بلغ وزنها 137 كيلوغراماً، أول من أمس، في واحدة من أبرز حالات الصيد الاستثنائية التي شهدتها مياه الإمارة خلال الفترة الأخيرة، وعلى مسافة تقارب 40 ميلاً بحرياً من السواحل.
وأكد البلوشي لـ«الإمارات اليوم» أن صيد تونة بهذا الحجم (يطلق عليها محلياً اسم «أم قوس») غير معتاد، موضحاً أنه ظن في البداية أن السمكة «دولفين»، قبل أن يكتشف مع اقترابها أنها تونة ضخمة، لافتاً إلى أنه دخل في صراع معها خلال عملية الصيد استمر لأكثر من ساعة و20 دقيقة، وأنه بذل جهداً كبيراً قبل أن يتمكن من السيطرة عليها.
وأشار إلى أنه تواصل مع صيادين في سلطنة عُمان للاستفسار عن أحجام التونة الكبيرة، وعرف أن أعلى وزن مسجل لديهم بلغ 117 كيلوغراماً، فيما تراوح الأوزان القياسية المتعارف عليها بين 109 و110 كيلوغرامات، مؤكداً أن الرقم الذي حققه يُعد دفعة معنوية كبيرة لمواصلة التحدي وتحقيق أرقام أعلى مستقبلاً.
وأكد البلوشي، الذي بدأ رحلته مع الصيد قبل 15 عاماً، حين كان يرافق والده، رحمه الله، على قارب العائلة، أنه فور نجاحه في صيد التونة وانتشار صورها على وسائل التواصل الاجتماعي، بادر أشخاص بالتواصل معه لتسعير السمكة مطالبين بشرائها، إلا أن وفرة التونة في الأسواق خلال الموسم الحالي جعلت سعرها لا يتجاوز 1800 درهم، مضيفاً أن أحد الأشخاص تواصل معه وعرض شراءها مقابل 2000 درهم، لكنه فضّل عدم بيعها وقرر إهداءها لأحد أصدقائه.
وتأكيداً على البُعد البيئي والمهني لحالات الصيد اللافتة، أفاد رئيس جمعية صيادي الفجيرة، محمود حسن سليمان آل علي، بأن الجمعية تولي اهتماماً خاصاً برصد وتوثيق حالات الصيد الاستثنائية، سواء من حيث نوع السمكة أو حجمها ووزنها وطولها وكمية الصيد وطريقته، لافتاً إلى أن «هذه البيانات لا تعد مجرد أرقام، بل تمثل مؤشرات علمية مهمة تُبنى عليها قراءات بيئية وبحرية دقيقة».
وأوضح أن الجمعية تعمل على إعداد تقارير تفصيلية حول هذه الحالات، ويتم رفعها والتنسيق بشأنها مع الجهات المختصة، وفي مقدمتها هيئة الفجيرة للبيئة ووزارة التغير المناخي والبيئة، بما يسهم في دعم الدراسات المرتبطة بالمخزون السمكي، وفهم التغيرات الموسمية والبيئية التي تشهدها المياه الإقليمية للدولة.
وبيّن آل علي أن الموقع الجغرافي المباشر لإمارة الفجيرة على أعماق بحرية ومحيطية واسعة، يجعلها بيئة خصبة لظهور أنواع نادرة وأحجام استثنائية من الأسماك، موضحاً أن الفترة الماضية شهدت تسجيل أكثر من 3000 سمكة تونة ذات زعنفة صفراء، وهو رقم لافت أعطى مؤشرات مبكرة على أن موسم التونة الحالي سيكون مميزاً وغير اعتيادي.
وأكد أن صيد تونة بوزن 137 كيلوغراماً يُعد رقماً جديداً يتجاوز ما تم تسجيله في دول مجاورة، ويمثل مصدر فخر للصيادين في إمارة الفجيرة، خصوصاً أنه تم توثيقه في ميناء الرغيلات وعلى يد صياد محترف ومتخصص في هذا النوع من الصيد، ما يعزّز موثوقية الرقم وقيمته البيئية.
وأضاف أن هذه المؤشرات تعكس وفرة الأسماك، وعلى رأسها السردين، في مياه الإمارة، وهو ما يفسر وجود وانتشار أنواع محيطية عملاقة مثل اليودرة، والمارلن، والعنبرة، والسيلفش «أبو شراع»، والميخ، وهي أنواع معروفة بتفضيلها للأعماق والمناطق البحرية الخصبة بالغذاء، مشيراً إلى أن الجمعية رصدت خلال الفترة الماضية تسجيل أحجام وأوزان قياسية لعدد من هذه الأسماك، بما يعزّز مكانة الفجيرة كبيئة بحرية غنية ومتنوّعة.
. موقع الفجيرة على أعماق بحرية ومحيطية واسعة يجعلها بيئة خصبة لظهور أنواع نادرة وأحجام استثنائية من الأسماك.
