شهد الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الجلسة الرمضانية الرابعة التي نظمها مجلس محمد بن زايد في موسمه الحالي، تحت عنوان «تعزيز القيم الإيجابية في المجتمع».
وتحدث في الجلسة، التي عُقدت بمقر المجلس في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، الأم الحاضنة الدكتورة عائشة البوسميط، وصاحب مبادرة زراعية، المهندس سنان الأوسي، ومؤسس فريق ربدان التطوعي، سالم البريكي، والمتطوعة من مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ريم الظبياني.
وركزت المحاضرة على ثلاثة محاور رئيسة هي: دور العطاء والمشاركة المجتمعية في تحقيق التنمية المستدامة، دور التطوع في إلهام الآخرين وتحفيزهم على المشاركة المجتمعية، الآثار الإيجابية للإسهامات المجتمعية.
وشهدت بداية الجلسة عرض فيلم حول أهمية القيم الإنسانية والأخلاقية في حياة المجتمعات، ودور العمل التطوعي في تغيير حياة الفرد والمجتمع، وجهود الجهات الحكومية.
وشهدت المحاضرة تنظيم استطلاع رأي للجمهور المشارك، نصه «كونك فرداً من أفراد المجتمع.. هل لديك اليوم خطة لإحداث أثر إيجابي في المجتمع هذا العام؟».
وأظهرت النتائج اختيار 77% من الحضور خيار «نعم بكل تأكيد،» بينما اختار 13% «غير متأكد» و10% خيار «ليس لدي خطة في الوقت الحالي».
وعرفت الأم الحاضنة، الدكتورة عائشة البوسميط، الاحتضان بأنه شكل قانوني وأيضاً تشريعي ديني لأسرة ترغب في أن تحتضن طفلاً، حيث تقدم طلباً للجهات الرسمية التي تتولى بدورها اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتتمثل في التأكد من كون الأسرة التي ترغب في الاحتضان مهيأة وقادرة اجتماعياً ونفسياً على احتضان طفل، وأن البيئة التي سيعيش فيها تساعد على تنشئة الطفل بصورة سليمة.
وقالت: «هناك مفاهيم مغلوطة عن الاحتضان، حيث يعتقد العديد من الأشخاص أن الاحتضان مرادف لمفهوم التبني، وأن الأخير قد يتسبب في حدوث اختلاط في الأنساب في حال منح المتبني الطفل اسم الأب والعائلة كاملاً، فضلاً عن تمتعه بجميع الحقوق الأسرية، بما فيها الحصول على الإرث»، مشيرة إلى أن الإسلام شجعنا على الاحتضان، مستشهدة بذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين»، داعية إلى تغيير كلمة مجهولي النسب إلى كلمة فاقدي الرعاية الأسرية، نظراً لكونها تنطبق على كل الأطفال.
وأضافت: «يتوجب علينا جميعاً قبل الشروع في احتضان طفل أن نفتح قلوبنا قبل أن نفتح أبواب بيوتنا، فعلينا أن نراعي هذا الطفل وأن نوفر له كامل الدعم ليعيش حياة طبيعية ومستقرة، بما يمكنه من أن يكون عضواً مساهماً في تطور ونمو مجتمعة».
من جانبه، أشار المهندس سنان الأوسي إلى أن مبادرته تضمنت زراعة 209 من أشجار «البلومريا» و«الياسمين» و«ملكة النهار» على مسافة 500 متر في محيط المنطقة التي يقطنها، لافتاً إلى أن المبادرات المجتمعية تعكس مدى شعور الإنسان بالمسؤولية الأخلاقية تجاه المجتمع من حوله، ومدى حبه وولائه لهذا الوطن، وتشجيعاً على استدامة موارده، فضلاً عن زيادة رقعة المساحات الخضراء.
وكشف سالم البريكي أن إجمالي عدد المستفيدين من برامج فريق ربدان التطوعي تجاوز 700 شخص من كبار المواطنين والمواطنات، لافتاً إلى أن الفريق ينفذ العديد من البرامج المجتمعية، بما فيها برامج الدمج للمتعافين من الإدمان، وبرنامج مواهب، الذي يتم من خلاله تنفيذ زيارات إلى منازل كبار المواطنين للاطمئنان عليهم.
وأكدت المتطوعة في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ريم الظبياني، أن أهم الدروس التي يتوجب على المتطوع الالتزام بها هو العطاء من غير مقابل، والإيمان بأن التطوع له أثر إيجابي في الحياة العملية والعلمية للفرد.
وأوصى المشاركون بزيادة الحملات التوعوية المتعلقة بنشر مفاهيم الاحتضان في المجتمع، والتوسع في إنشاء الشركات الزراعية لما لها من أهمية في التنمية الاقتصادية والبيئية في المجتمع.