أطلقت القيادة العامة للدفاع المدني في دبي استراتيجية متطوّرة معززة بالذكاء الاصطناعي لسلامة الأرواح والممتلكات في الإمارة حتى عام 2033. وكشفت النقاب عن حزمة من الأنظمة والروبوتات والتقنيات التي تضمن سرعة الاستجابة للحوادث وتقليل زمن المكافحة، فضلاً على تحقيق المنعة الاستباقية بما يحول دون وقوع الحرائق من الأساس.

وقال القائد العام للدفاع المدني في دبي، الفريق راشد ثاني المطروشي لـ«الإمارات اليوم» على هامش معرض «جيتكس» إن المبادرات تشمل منظومة «شاهين 2» للطائرات دون طيار التي أثبتت كفاءة كبيرة في التعامل مع حرائق الأبراج الشاهقة، آخرها حريق في برج بمنطقة البرشاء، إضافة إلى «الذراع القوية» لرجال الإطفاء التي تضيف 40% إلى قوة الكادر البشري وتساعده على الصعود بسرعة إلى الطوابق العليا، وتعزّز قدرته في حمل المصابين وعمليات الإخلاء والمكافحة.

وتفصيلاً، أكد الفريق راشد المطروشي، أن مبادرات الدفاع المدني الذكية والتقنية صممت وطورت داخل الإدارة بالتعاون مع شركاء خارجيين وفق دراسات معمقة لأحدث أنظمة السلامة من الحرائق بما يتناسب مع الطبيعة العمرانية لإمارة دبي، التي تضم مئات من الأبراج والمباني الشاهقة.

وأوضح أن جميع المبادرات التي تبنتها الإدارة تركّز بشكل أساسي على تحقيق ثلاثة أهداف هي سرعة الاستجابة للحوادث، وتقليل زمن المكافحة، والارتقاء ومساعدة العنصر البشري.

وأشار إلى أن منظومة الطائرات دون طيار «شاهين» حققت نتائج مذهلة في ما يتعلق بزيادة سرعة الاستجابة، وتقليل زمن المكافحة، لأنها مزوّدة بأنظمة تتيح لها المسح والاستكشاف ثم المكافحة، لافتاً إلى أن المعتاد سابقاً مشاهدة الدخان يتصاعد من المبنى، ثم استغراق بعض الوقت لتحديد مصدر النيران، لكن مع وجود «شاهين»، يمكنها التحليق خلال زمن قياسي حول المبنى وتحديد المصدر ونقل الإحداثيات إلى غرفة العمليات في الموقع، ثم تشرع مباشرة في مكافحة الحرائق، بمساعدة الكادر البشري.

وتابع أن الجيل الثاني من طائرات شاهين أُطلق خلال معرض «جيتكس»، وتتميز فيه الطائرة بالقدرة على حمل كميات كبرى من مواد المكافحة سواء المياه أو المادة الرغوية، والطيران لمدة 24 ساعة بدلاً من 20 أو 25 دقيقة فقط في الجيل الأول، ويمكنها الطيران حتى 300 متر ما يتيح لها مكافحة الحرائق في أكثر الطوابق ارتفاعاً، بقدرات عالية في قذف المياه.

وأوضح أن الطائرة معزّزة بمستشعرات تعمل بالذكاء الاصطناعي، يتيح لها تحديد المسافة الآمنة للتعامل مع النيران، وخرطوم طويل ممتد من مركبات الإطفاء وحتى السماء.

وفي ما يتعلق بممكنات العنصر البشري، قال المطروشي الإدارة استحدثت البدلة الذكية التي تعرف باسم «الذراع القوية» لرجل الإطفاء، وتمثل نقلة حقيقية في مجال المكافحة، لأنه يحمل عادة وزناً إضافياً يصل إلى 18 كيلوغراماً تتضمن خرطوم المياه والمعدات الأخرى، فضلاً على حذائه الثقيل وخوذته وردائه السميك.

وأضاف أن الذراع القوية تتحمل نحو 40% من القوة التي يتحملها الإطفائي، فتعطيه سرعة وقدرة إضافية على حمل الأوزان، وتبرز أهمية ذلك حين التعامل مع الحرائق التي تقع في طوابق مرتفعة ويضطر فيها إلى الصعود على الدرج أحياناً لارتفاع 50 أو 60 طابقاً.

من جهتها، ذكرت مدير إدارة الاستراتيجية والمستقبل بالدفاع المدني في دبي، عفاف المهيري، أن هناك ستة محاور أساسية لاستراتيجية سلامة الأرواح والممتلكات التي أطلقتها الإدارة خلال معرض جيتكس، تشمل الاستجابة الفعالة للطوارئ، والسلامة والحماية من الأخطار، والمنعة الاستباقية، والاستثمار الفعال للموارد، وجودة حياة المعنيين والريادة التنافسية.

وأضافت أنها تتضمن خمس استراتيجيات تنافسية، الأولى استراتيجية الذكاء الاصطناعي، والثانية استراتيجية «صنع في دبي»، والثالثة الاستدامة، واستراتيجية المواهب 779، واستراتيجية الابتكار.

 

شاركها.
Exit mobile version