أكد خبراء ومشاركون في «الكونغرس العالمي للإعلام»، الذي انطلقت فعاليته، أمس، في أبوظبي، تحت رعاية سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام، وأشاروا إلى أنه لن يكون بديلاً عن العنصر البشري في عمليات النشر والقرارات التحريرية.
وناقش المشاركون في جلسة بعنوان «غُرف الأخبار المدعومة بالذكاء الاصطناعي» إعادة صياغة مستقبل الصحافة، ضمن فعاليات اليوم الأول من «الكونغرس العالمي للإعلام» 2024، وأهمية الدور الحيوي للذكاء الاصطناعي في تحويل مشهد الإعلام والصحافة، مع التركيز على الأتمتة وإنشاء المحتوى، والعمليات التحريرية، والقضايا الأخلاقية.
وقال مستشار رئيس مجلس إدارة شركة «MONIIFY»، الدكتور ياسر بشر، إن الذكاء الاصطناعي أتاح لنا في الوقت الحالي إمكانات هائلة حتى وصلنا إلى مرحلة تتفوق فيها هذه التقنيات على القدرات البشرية، مضيفاً أنه من المتوقع أن نصل خلال 10 سنوات إلى مرحلة يمكننا فيها إقامة منصة متكاملة تعمل بأدوات الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن المحتوى العربي يمثل نحو 1% فقط من مجموع المحتوى المتوافر على الإنترنت اليوم، ما يعني وجود تحيز في المحتوى الذي نحصّله عبر أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعكس الثقافة الغربية.
وقال نائب رئيس قسم الإبداع في «آي إم آي» «IMI»، أحمد أبوشباب، إن الذكاء الاصطناعي أسهم في تمكين العاملين بمجال الإعلام من القيام بمهام لم يكن باستطاعتهم إنجازها.
وفي جلسة بعنوان «النماذج الإخبارية الجديدة وتحولات الساحة الإعلامية»، ناقش المشاركون تطورات الساحة الإخبارية، ودور الابتكارات الرقمية وديناميكيات وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات المتقدمة في إعادة رسم ملامح أساليب إنتاج الأخبار وتوزيعها واستهلاكها.
وقال محرر شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بموقع «سيمافور»، محمد سرجي: «نعترف بقدرة الذكاء الاصطناعي المتنامية على أتمتة بعض المهام الصحافية، مثل التحرير وتجميع المحتوى».
وأشار مؤسس «دوز أوف سوسايتي»، أحمد فايد، إلى الدور المتنامي لمنصات التواصل الاجتماعي في توزيع الأخبار، وأوضح أن الجمهور أصبح أكثر تشككاً في مقاييس تشمل المشاهدات والتفاعلات، ليركز بدلاً من ذلك على المحتوى الذي يجسّد قيماً مشتركة.
وناقشت جلسة نقاشية بعنوان «ما الذي يؤرقك ليلاً؟» القضايا الأساسية التي تحرك عالم وسائل الإعلام اليوم، بدءاً من التحديات التي تواجهها الصحافة، وصدقية وسائل الإعلام والتحول الرقمي، وصولاً إلى تحديات الأمن العالمي والقيادة الحضرية والمعضلات الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
ودعا الأمين العام للاتحاد الأوروبي لوكالات الأنباء، ألكسندرو غيبوي، المؤسسات الإعلامية إلى الابتكار للتفاعل مع الجمهور الأصغر سناً، وتحسين الفهم العام للأخبار، وأشار إلى دور أدوات الذكاء الاصطناعي، بما فيها الملخصات الآلية والصوت المولّد بالذكاء الاصطناعي كأمثلة على تكيف وكالات الأنباء مع التغيير.
وناقش المدير التنفيذي لـ«آيدياشن»، لودوفيك بليشر، ظاهرة تجنب الأخبار، حيث يتجنب 40% من الجمهور الأخبار بسبب سلبيتها، وانتشار نقص الثقة بالصحافة، داعياً إلى المزيد من الشفافية والتعاطف لإعادة بناء العلاقة مع الجمهور.
وأيّد بليشر استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة تدعم وتعزز الصحافة من دون استبدال الإسهام البشري.
وركزت رئيسة تحرير صحيفة «ذا ناشيونال»، مينا العريبي، على بروز تقنيات التزييف العميق، التي تصاعدت بنسبة 900% في عام واحد، وغالباً ما تُستخدم في نشر المعلومات المضللة.
وأعربت عن قلقها إزاء ارتفاع كلفة التكنولوجيا المتقدمة، ما يحدّ من قدرة وسائل الإعلام الصغيرة على المنافسة وتقديم محتوى عالي الجودة، وشددت على ضرورة الشفافية وسلامة الصحافيين ووضوح القوانين لإعادة بناء الثقة، مع إبراز أهمية التفريق بين الصحافة الموثوقة والمحتوى الترفيهي.
وقال رئيس تحرير «العين الإخبارية» و«سي إن إن بزنس عربية»، أحمد العلوي، إنه لابد من القرار البشري في ما يتعلق باتخاذ القرارات التحريرية، باعتبار أن العنصر البشري هو الأساس في عملية النشر.
الدكتور ياسر بشر:
. تقنيات الذكاء الاصطناعي تفوقت على القدرات البشرية، ومتوقع خلال 10 سنوات إقامة منصة متكاملة تعمل بالذكاء الاصطناعي.
لودوفيك بليشر:
. %40 من الجمهور يتجنب الأخبار بسبب سلبيتها، وانتشار نقص الثقة بالصحافة.