أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع إدارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، إطلاق «حملة الوقاية من الإنهاك الحراري والأمراض 2025»، تحت شعار «سلامتكم غايتنا»، في الثالث من يوليو المقبل، تزامناً مع فترة حظر العمل وقت الظهيرة، التي تتواصل خلال شهرَي يوليو وأغسطس، بهدف تعزيز الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع بمخاطر التعرض للحرارة في الصيف، ودعم فئات العمال بالوسائل الوقائية، لتجنب الإنهاك الحراري أو الإصابة بالأمراض الناتجة عنه، وذلك في إطار جهود وطنية متكاملة تعزز مكانة الإنسان في قلب العمل المجتمعي، وتترجم توجهات «عام المجتمع 2025».

وتتضمن الحملة تقديم محاضرات تثقيفية توعوية في مواقع العمال، حول مخاطر التعرض للإنهاك وأعراضه، وكيفية تقديم الإسعافات الأولية، والتعريف بالإجراءات الوقائية والممارسات التي تمنع الوصول إلى مرحلة الإصابة بالإنهاك الحراري، إضافة إلى توفير فحوص طبية مجانية استباقية، تشمل قياس ضغط الدم، ومستوى السكر، وفحص النظر، وحملات للتبرع بالدم، إضافة إلى تكثيف الحملات التفتيشية على المواقع العمالية بالإمارة، للتأكد من تطبيق قانون حظر العمل وقت الظهيرة، بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتوطين.

وستعمل الحملة على توزيع مستلزمات الوقاية الشخصية من أشعة الشمس والمواد الغذائية والمياه، وسيتم تنظيم مسابقات تثقيفية تقدم فيها هدايا قيّمة، تشمل بطاقة مشتريات بقيمة 5000 درهم، وتوفير المشروبات الصحية والمواد الغذائية.

وأكدت الوزارة – رداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته، أمس، للإعلان عن تفاصيل الحملة – أن النتائج خلال العام الماضي حققت انخفاضاً ملحوظاً في أعداد الحالات التي تتعرض للإنهاك الحراري والتي تصل إلى جميع الوحدات الصحية، وأشار إلى أن الحملة هذا العام وسعت دائرة العمال المستهدفين من 6000 عامل، في العام الماضي، إلى 10 الآف عامل.

وأضافت أن الحملة شهدت توسعاً نوعياً للفئات المستهدفة، لتشمل الأسر، والعمالة المنزلية، والعمال في المصانع، والعاملين في الوظائف الميدانية المعرّضين لأشعة الشمس مثل أفراد الشرطة، ومفتشي البلديات، والمهندسين في المواقع، وسائقي توصيل الطلبات، وغيرهم، من خلال تنظيم ورش توعوية افتراضية، وحملات ترويجية برسائل نصية قصيرة، بهدف توعية أكبر شريحة ممكنة من الفئات المستهدفة بمخاطر الإنهاك الحراري، وتغطي الحملة أكثر من تسعة مواقع بمدينة الشارقة والمنطقتين والشرقية.

وأوضحت أن الحملة تستهدف 500 ألف فرد من المجتمع عبر التوعية الافتراضية، مؤكدة في إطار جهودها المستمرة للوصول إلى جميع أفراد المجتمع، حرصها على توظيف مختلف الوسائل التكنولوجية والتطبيقات الرقمية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز التوعية والتثقيف الصحي، لاسيما بين فئة العمال خلال أشهر الصيف، بما يسهم في تعزيز الوقاية ورفع مستوى الوعي الصحي لديهم.

وأكد مدير المكتب التمثيلي للوزارة في الشارقة، محمد الزرعوني، أن إطلاق الحملة في الشارقة للسنة الـ14 بمشاركة جهات حكومية ومحلية وخاصة، يأتي في إطار التوجهات الحكومية التي تحفظ حقوق العمال، وتحرص على سلامتهم، وتكفل لهم بيئة عمل صحية، والتي تتطابق مع المعايير المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية، وانطلاقاً من أن الاستدامة المجتمعية تبدأ من صحة الإنسان، وأن حماية العاملين في بيئات العمل المكشوفة تشكل ركيزة استراتيجية في مسار التنمية المستدامة، ما ينسجم مع نهج الدولة في تمكين الإنسان، وتحقيق التوازن بين بيئة العمل والصحة العامة، في ظل مناخ صيفي يتطلب إجراءات وقائية متقدمة، من خلال نشر الوعي الصحي بمخاطر الإصابة بالإنهاك الحراري والأمراض المتسببة فيها.

من جهتها، أشارت مديرة إدارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، إيمان راشد سيف، إلى أن الحملة تجسد قيم المسؤولية المجتمعية والتكافل الإنساني.

وأكدت رئيسة مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى الكلى التابعة لإدارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، منى الحواي، أن المشاركة في الحملة تأتي انطلاقاً من الإيمان العميق بأهمية العمل التوعوي والتكاملي في حماية صحة المجتمع، خاصة الفئات التي قد لا تصل إليها الخدمات بسهولة.

شاركها.