زار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أمس، مركز دبي للسلع المتعددة، المنطقة الحرة الرائدة على مستوى العالم، والسلطة التابعة لحكومة دبي المختصة بتجارة السلع والمشاريع، حيث قام سموّه بجولة تفقدية في بورصة دبي للماس، أكبر بورصة لمناقصات الماس في العالم، وتزامنت الزيارة مع إعلان المركز، أخيراً، تحقيق إنجاز نوعي بتداول أكثر من مليار قيراط من الماس الخام والمصقول خلال السنوات الخمس الماضية، ما رسّخ مكانة دبي الرائدة على خريطة تجارة الألماس الدولية.
وكان في استقبال سموّه لدى وصوله إلى مركز دبي للسلع المتعددة، رئيس مجلس إدارة المركز، الدكتور حمد بوعميم، والرئيس التنفيذي الأول المدير التنفيذي للمركز، أحمد بن سليم، ونائب المدير التنفيذي الرئيس التنفيذي للعمليات في مركز دبي للسلع المتعددة، فريال أحمدي.
وقام سموّه بجولة ميدانية، يرافقه وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، عمر سلطان العلماء، في مرافق بورصة دبي للماس، اطّلع سموّه، خلالها على مجموعة منتقاة من الماس الخام والمصقول، والأحجار الكريمة الملونة، إضافة إلى الماس المُنتج مخبرياً. كما استمع سموّه إلى شرح مفصّل حول المنظومة المتكاملة التي يديرها المركز لتجارة الماس، بما في ذلك التوسّع الاستراتيجي للمعهد الأميركي للأحجار الكريمة ضمن منطقة أبتاون دبي التابعة للمركز.
وقال سموّه: «يُشكّل مركز دبي للسلع المتعددة رافداً أساسياً في تحفيز حركة التجارة العالمية وتدفقات الاستثمار نحو دبي، وترسيخ مكانة الإمارة كمركز أعمال من الطراز الدولي».
وأضاف سموه: «نمضي بخطى ثابتة نحو تعزيز مسيرة التنويع الاقتصادي وفق أجندة دبي الاقتصادية (D33)، ويأتي المركز في طليعة هذا التحوّل، عبر بناء منظومات اقتصادية متكاملة، تتسم بالكفاءة والانفتاح على العالم، مستقطباً أفضل المبدعين والمبتكرين، والكفاءات، ورؤوس الأموال نحو القطاعات ذات الأولوية الداعمة لمستقبل الإمارة».
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في تدوينة على حسابه الرسمي في منصة «إكس»، أمس: «زرت، اليوم، مركز دبي للسلع المتعددة، واطلعت على مشاريعه ومبادراته لتعزيز تدفقات التجارة العالمية عبر دبي، من خلال بنية تحتية متطورة، وأطر تنظيمية مرنة، ومنظومة خدمات متكاملة، تسهم في تعزيز نمو 25 ألف شركة من 180 دولة تتخذ من المركز مقراً لعملياتها. كما تفقدت خلال الزيارة، بورصة دبي للماس الأكبر عالمياً للمناقصات، مع تسجيل نمو في حجم تداول الماس بنسبة 177% خلال 5 سنوات، ليتخطى مليار قيراط. فخورون بهذا المركز وقيادته الشابة وبمشاريعه ومبادراته في قطاعات الاقتصاد الجديدة، ونتطلع لإسهامات أكبر للمركز في تحقيق كافة مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33».
واطّلع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الزيارة، على أبرز مستجدات البيئة التنظيمية والسياسات والبنية التحتية التي أسهمت في ترسيخ مكانة دبي ودولة الإمارات مركزاً عالمياً رائداً على خريطة تجارة الماس الخام. وقد أسهم النمو المتسارع للدولة في قطاعَي الماس المصقول والمُنتج مخبرياً، إلى جانب دورها المحوري بصفتها رئيساً وراعياً لعملية كيمبرلي، في تعزيز مكانة دبي مركزاً مستقبلياً يتميّز بالابتكار والمسؤولية، ويحظى بثقة دولية متزايدة، ويقدم نموذجاً للتميّز في صناعة الماس العالمية.
واختُتمت الزيارة بإهداء سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إصداراً خاصاً من تقرير «مستقبل التجارة 2024»، الصادر عن مركز دبي للسلع المتعددة، والذي يرصد التحولات الديناميكية في مشهد التجارة العالمية، ويستعرض أبرز الاتجاهات المؤثرة في رسم ملامح الأسواق الدولية.
وبالتزامن مع الزيارة، أعلن مركز دبي للسلع المتعددة إطلاق «استراتيجية 2033»، وهي رؤية طموحة جديدة تضع المنظومات المتخصصة في صميم خطته للتوسع والنمو خلال العقد المقبل.
وتشمل الاستراتيجية تطوير مراكز عالمية متقدمة في قطاعات الماس والذهب والطاقة، إلى جانب إطلاق منصات مستقبلية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والجيل الثالث من شبكة الويب «ويب 3»، والبلوك تشين، والألعاب الإلكترونية، بهدف تسريع وتيرة نمو القطاعات العالمية الحيوية عبر منظومة متكاملة من الخدمات ذات القيمة المضافة، والتي تشمل التراخيص المتخصصة، والبنية التحتية المتطورة، وتسهيلات الوصول إلى رأس المال والخبرات النوعية المتخصصة.
وتعتمد الاستراتيجية على نموذج أعمال راسخ، جعل من مركز دبي للسلع المتعددة واحداً من أبرز المناطق الحرة وأكثرها نمواً على مستوى العالم. ومع استمرار الزخم التصاعدي في جميع أنشطة المركز، يُتوقع أن يتجاوز عدد الشركات المسجّلة 26 ألف شركة مع نهاية العام الجاري.
وأسهم المركز في دعم التحول الحضري النوعي الذي شهدته منطقتا أبراج بحيرات جميرا و«أبتاون دبي»، اللتين تم تطويرهما إلى وجهتين نابضتين بالحياة، تجمعان بين مقومات نمط العيش العصري ومجتمعات الأعمال المزدهرة، بما يعكس الدور المحوري الذي يؤديه مركز دبي للسلع المتعددة، وإسهامه في تشكيل المشهدين الاقتصادي والعمراني بالإمارة.
مستقبل التجارة
أكد الرئيس التنفيذي الأول المدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، أحمد بن سليم، أن مركز دبي للسلع المتعددة يسهم في صياغة مستقبل التجارة انطلاقاً من دبي، وأضاف: «نحن نتوقع أن يتجاوز عدد الشركات المسجلة لدينا حاجز الـ26 ألف شركة في نهاية العام الجاري».
الماس الخام
نجحت دولة الإمارات، منذ عام 2021، في الحفاظ على مركزها في طليعة تجارة الماس الخام عالمياً، مع تسجيل توسع سريع في قطاعي الماس المصقول والمُنتج مخبرياً. ويُشكّل الماس المصقول حالياً نحو نصف القيمة الإجمالية لتجارة الماس في الدولة، في حين تجاوزت قيمة التداول في قطاع الماس المُنتج مخبرياً 3.7 مليارات درهم خلال العام الماضي فحسب. وقد لعب مركز دبي للسلع المتعددة دوراً محورياً في ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً رائداً في صناعة الماس والأحجار الكريمة، من خلال بورصة دبي للماس ومنظومتها المتكاملة، التي تضم أكثر من 1350 شركة متخصصة.
25 ألف شركة مسجلة
يضم مركز دبي للسلع المتعددة حالياً أكثر من 25 ألف شركة مسجلة، كما شهد في السنوات الأخيرة نمواً ملحوظاً في عدد الشركات الناشئة والكيانات العاملة ضمن القطاعات الناشئة الجديدة، مثل تكنولوجيا الجيل الثالث من شبكة الويب «ويب 3»، والكريبتو، والألعاب الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي.
ويستمد المركز نجاحه من التوسع المتوازن في القطاعات التقليدية والناشئة على حدٍّ سواء، فعلى مدار السنوات الخمس الماضية سجلت منظومة الأحجار الكريمة نمواً لافتاً بنسبة 177%، والمعادن الثمينة بنسبة 74%، وقطاع الطاقة بنسبة 72%، فيما واصلت تجارة القهوة والشاي أداءها القوي. ويأتي هذا النمو المتواصل في وقت يعزز فيه المركز إسهامه الجوهري في اقتصاد دبي، حيث يسهم حالياً بنحو 15% من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي، وقرابة 7% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.
مكانة رائدة
قال رئيس مجلس إدارة مركز دبي للسلع المتعددة، الدكتور حمد بوعميم: «تُمثل زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، دعماً واضحاً للدور المحوري الذي يضطلع به المركز في ترسيخ مكانة دولة الإمارات الرائدة على خريطة تجارة الماس الدولية، وتعزيز موقع دبي مركزاً متميزاً ضمن مجموعة واسعة من القطاعات المستقبلية، ومن خلال نهجنا الاستثماري طويل الأجل، وسياساتنا الجريئة، وشراكاتنا الاستراتيجية الدولية، نجح المركز في بناء منظومة اقتصادية متكاملة، تدعم النمو في قطاعات السلع والتكنولوجيا والخدمات والابتكار، ومع تسارع وتيرة الإنجاز في تنفيذ أهداف أجندة دبي الاقتصادية D33، سيواصل المركز انطلاقاً من نموذجه المتكامل دوره الحيوي في جذب الاستثمارات والشركات العالمية، وترسيخ مكانة دبي وجهةً دولية رائدة للتجارة والاقتصاد الجديد».
حمدان بن محمد:
مركز دبي للسلع المتعددة رافد أساسي في تحفيز حركة التجارة العالمية وتدفقات الاستثمار نحو دبي.