تتسبب سلوكيات مرورية خطأ يرتكبها سائقون بحسن نية، مثل التوقف المفاجئ داخل الطريق أو أحد المسارات لتمرير المشاة، على الرغم من أن الإشارة الضوئية خضراء، في إرباك حركة السير وتعريض مستخدمي الطريق لمخاطر محتملة، نتيجة كسر عنصر التوقع لدى السائقين الآخرين، القادمين من الخلف.

وأكد سائقون لـ«الإمارات اليوم» أن التوقف وسط الطريق، أو داخل مسار الحركة، للسماح بمرور المشاة خارج التوقيت النظامي، يعرض المشاة أنفسهم للخطر، خصوصاً في الطرق متعددة المسارات.

وأضافوا أنهم تعرضوا لمواقف مرورية محرجة، عندما توقف فجأة سائقون يسيرون في الأمام، للسماح لرجل مسنّ، أو شخص من ذوي الهمم، أو سيدة، بعبور الطريق، على الرغم من أن الإشارة لاتزال خضراء.

وقال سائق إن «هذا تصرف حضاري، يعكس الاحترام الذي نشعر به جميعاً نحو فئات المجتمع كافة. لكن حدوثه فجأة، وفي غير وقته، قد يعود على السائق ومستخدم الطريق، بعواقب وخيمة، أو يكون سبباً في وقوع حوادث دهس».

في المقابل، ذكرت امرأة أنها تشعر بالإحراج عندما يتوقف سائق من أجلها، قبل أن تنقلب الإشارة الخضراء إلى حمراء، لأن امتناعها عن الاستجابة لمبادرته سيجعلها «ناكرة للجميل»، على الرغم من أنها لم تطلب منه التوقف، أو لم تبدِ ما يوحي بأنها لا تستطيع الانتظار دقيقة أخرى على جانب الطريق.

من جانبه، قال مدير إدارة المرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة الفجيرة، العميد صالح محمد عبدالله الظنحاني، إن التوقف المفاجئ لتمرير المشاة أثناء الإشارة الخضراء للمركبات يُعد سلوكاً مرورياً خطأ، مشدداً على أن «حسن النية لا يبرر مخالفة النظام المروري أو الوقوف داخل الطريق دون مبرر نظامي».

وأوضح أن «القانون لا يجيز التوقف المفاجئ إلا في حالات الطوارئ أو عند وقوع حادث»، مشيراً إلى أن «مثل هذه التصرفات قد تربك حركة السير وتضع السائقين في مواقف حرجة، نتيجة اضطرارهم للتصرف فوراً لتفادي الاصطدام».

ودعا الظنحاني السائقين إلى الالتزام التام بالإشارات الضوئية وعدم الاجتهاد الفردي أثناء القيادة، مؤكداً أن «تمرير المشاة يجب أن يكون فقط في الأماكن المخصصة لعبورهم، وبوجود الإشارة الخاصة بهم».

وحثّ المشاة على العبور من الأماكن المخصصة لهم فقط، وعدم العبور العشوائي، حفاظاً على سلامتهم وسلامة مستخدمي الطريق، مؤكداً أن السلامة المرورية مسؤولية مشتركة بين السائقين والمشاة.

وأشار إلى أن إدارة المرور نفذت حملة توعية تحت شعار «للمشاة حق في العبور بأمان» ضمن خطتها التشغيلية للعام الجاري، استمرت لمدة شهر، وهدفت إلى توعية قائدي المركبات والمشاة بأهمية الالتزام بقواعد العبور الآمن، والحد من السلوكيات الخطأ التي قد تُشكل خطراً على الحياة، مع التركيز على حماية الفئات الأكثر حاجة للرعاية، مثل كبار السن والنساء والأطفال وأصحاب الهمم.

وبيّن أن المادة (89) من قانون السير والمرور الاتحادي تنصّ على توقيع غرامة مالية قدرها 400 درهم على المشاة الذين يعبرون الطريق من غير الأماكن المخصصة لهم، مؤكداً أن تطبيق القانون يسير بالتوازي مع التوعية لترسيخ ثقافة مرورية قائمة على الالتزام وليس المجاملة.

وأكد أن «الطريق لا يدار بحسن النية، بل بالالتزام بالقانون واحترام الإشارات الضوئية، بما يضمن سلامة الجميع ويحافظ على انسيابية الحركة المرورية».

إلى ذلك، أكد المحامي والمستشار القانوني راشد الحفيتي، أن قواعد السير والمرور وضعت لضبط سلوك الطريق ومنع الاجتهادات الفردية التي قد تفضي إلى نتائج خطرة، موضحاً أن «التشريعات المرورية تبني سلامة الطريق على مبدأ وضوح الأولويات والالتزام بالإشارات، باعتبارها المرجع الوحيد لتنظيم حركة المركبات والمشاة».

وأوضح أن «أي توقف مفاجئ داخل المسار المروري، من دون مبرر قانوني، يُعد إخلالاً بواجب الحيطة والحذر المفروض على قائد المركبة، ويحمّله مسؤولية قانونية عن الأضرار التي قد تترتب على هذا السلوك، حتى إن كان بدافع حسن النية»، لافتاً إلى أن «القانون ينظر إلى النتيجة المترتبة على الفعل لا إلى الدافع الشخصي خلفه».

وأضاف الحفيتي أن «التشريع المروري يحمّل السائق مسؤولية الحفاظ على انسيابية الحركة وعدم تعريض الآخرين للخطر، ويعتبر كسر عنصر التوقع لدى بقية مستخدمي الطريق سبباً مباشراً في قيام الخطأ المروري»، مؤكداً أن «السماح بمرور المشاة لا يكون مشروعاً إلا في الإطار الذي حدده القانون، ووفق الإشارات والتنظيمات المعتمدة».

وأشار إلى أن حماية المشاة مكفولة قانوناً، لكن تقابلها التزامات واضحة على السائقين والمشاة على حد سواء، مبيناً أن «تجاوز هذه الضوابط تحت أي مسمى قد يفضي إلى مساءلة قانونية، مدنية أو جزائية، بحسب جسامة الأضرار الناتجة».

وشدّد على أن الطريق لا يدار بالنوايا الحسنة، بل بأحكام القانون واحترام النظام العام، باعتبار ذلك الضمان الحقيقي لسلامة الأرواح والممتلكات.


وفاة آسيوي دهساً أثناء عبوره من موقع غير مخصص للمشاة في دبا الفجيرة

توفي شخص من الجنسية الآسيوية، إثر تعرضه لحادث دهس أثناء عبوره الطريق من موقع غير مخصص لعبور المشاة في منطقة دبا الفجيرة.

وأفاد مدير إدارة المرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة الفجيرة، العميد صالح محمد عبدالله الظنحاني، بأن غرفة العمليات تلقت بلاغاً يفيد بوقوع حادث دهس على أحد الطرق في منطقة دبا، فانتقلت الدوريات المرورية وفرق الإسعاف إلى الموقع.

وأوضح أن التحقيقات الأولية أظهرت أن شخصاً حاول عبور الطريق من خارج ممرات المشاة بشكل مفاجئ، ما أدى إلى اصطدام مركبة به، وأسفر عن إصابته بإصابات بالغة، فارق على إثرها الحياة في موقع الحادث، على الرغم من سرعة وصول الفرق المختصة.

وأشار الظنحاني إلى اتخاذ الإجراءات القانونية المتبعة، ونقل الجثمان، واستكمال التحقيقات للوقوف على تفاصيل الحادث، مؤكداً أن الجهات المختصة تتابع الحادث وفق الأطر القانونية المعمول بها.

وشدّد على أن عبور الطرق من أماكن غير مخصصة للمشاة يُعد من أبرز السلوكيات الخطرة التي تتسبب في وقوع حوادث دهس مميتة، داعياً المشاة إلى الالتزام باستخدام الجسور والأنفاق وخطوط المشاة، والتقيد بإشارات العبور الضوئية، حفاظاً على سلامتهم.

كما دعا السائقين إلى ضرورة الانتباه أثناء القيادة، وترك مسافة أمان كافية، والالتزام بالسرعات المحددة، خصوصاً في المناطق الحيوية، مؤكداً استمرار الحملات التوعوية والرقابة المرورية للحد من الحوادث، وتعزيز ثقافة السلامة المرورية بين جميع مستخدمي الطريق.

شاركها.
Exit mobile version