انتشرت أخيراً تطبيقات تنجيم مدعومة بالذكاء الاصطناعي على متاجر معروفة، تجمع بين التنجيم والفلك، وتوهم المستخدمين بتقديم تنبؤات دقيقة ورؤى حول حياتهم المهنية وعلاقاتهم الاجتماعية والشخصية والعاطفية، والصحة وقراءة الأبراج وغيرها من الخدمات، مقابل مبالغ مالية، ويُقبل عليها ملايين الأشخاص حول العالم، مستسلمين لما تُسوّقه من أوهام.
وتتنوع التطبيقات التي تجمع بين علم الأبراج والتنجيم، حيث تزعم أنها تُقدّم توقعات شخصية وتحليلات لمخطط الميلاد وتوافق الأبراج، زاعمة اعتمادها على الذكاء الاصطناعي والتواصل مع المنجمين.
وبعض التطبيقات تزعم أنها تركز على العلاقات الإنسانية من خلال بيانات وكالة «ناسا»، وتُقدّم قراءات يومية شخصية، وتسمح بمقارنة مخططات ميلاد الأصدقاء لفهم التوافق.
وهناك تطبيقات توفر الأبراج اليومية، ومخططات الميلاد، وقراءات فلكية، إضافة إلى استشارات شخصية مع منجمين، مع فترة تجريبية مجانية، ثم يلتزم المستخدم بدفع رسوم اشتراك.
وتختلف رسوم الاشتراك في تطبيقات التنجيم بشكل كبير بناء على التطبيق ومقدّم الخدمة، فقد توجد تطبيقات تتطلب اشتراكاً شهرياً مدفوعاً، في حين أن تطبيقات أخرى تُقدّم محتوى مجانياً مع خيارات مدفوعة للوصول إلى ميزات إضافية، أو استشارات خاصة مع منجمين.
كما أن بعض التطبيقات تعتمد على رصيد أو نقاط يتم شراؤها، أو تقديمها كخدمة مدفوعة بنظام الدفع عند الاستخدام.
ويطرح أحد التطبيقات نفسه للمستخدمين، على أنه تطبيق يستخدم الذكاء الاصطناعي للتنجيم، ويستند إلى نتائج وكالة «ناسا» لتوقع الأبراج.
وتُقدّر دراسات أرباح سوق الأبراج سنوياً بمليارَي دولار، وأن المولودين بعد عام 2000، يستفسرون دائماً عن أبراج الآخرين، ما يعني ازدهاراً مستقبلياً لهذه السوق بأشكال رقمية مختلفة جذرياً عن السابق.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان، لـ«الإمارات اليوم»، إن هناك فروقاً كبيرة بين ما تروج له هذه التطبيقات، وتلك المعنية والمختصة بالفلك، محذراً من تصديق ما تروّجه من توقعات فلكية وأحداث لا يعلمها غير الله.
وأكد الجروان أن ما تُقدّمه تطبيقات التنجيم من معلومات ليس له أي أساس علمي، ويستهدف أموال المستخدمين، فضلاً عن أن التنجيم محرم شرعاً، ولا يعتبر ضمن العلوم، وإنما يُعدّ دجلاً، لأنه يفتقد المنهج العلمي ولا يستطيع أن يُفسّـر أو يثبت ارتباط الحظ بالأجرام السماوية كالنجوم.
وقال: «يستغل مطورو هذه التطبيقات الاحتياجات النفسية لدى بعض الأشخاص، للحصول على المال»، شارحاً أن الفلك علم تطبيقي ونظري مرتبط بالعلوم الأخرى، كالفيزياء والرياضيات والجيولوجيا، وتطور المنهج التجريبي له عبر العصور، فهو يحتاج إلى دراسة وفهم، ويعتمد على المعلومات والوقائع، وهو من أقدم العلوم التي اشتهر بها العرب، وهو علم من العلوم المعنية بالفضاء الكوني في نجومه وكواكبه وشموسه وأقماره وبروجه وأفلاكه، وجميع ما يتعلق به من حركات وتعاقب الليل والنهار، وهو من العلوم التي عرفها العرب بفطرتهم التي فطروا عليها، واستطاعوا تسمية أكثر من 300 نجم، مع البروج وما يتبعها من توابع، كما أن المسلمين هم الوحيدون الذين لم يتعاملوا مع النجوم في عمليات التنجيم.
وأشار إلى أن هناك تطبيقات فلكية معتمدة يمكن الاستعانة بها، وتُقدّم معلومات وخدمات متنوعة تفيد المستخدمين، ومنها مواقيت الصلاة والخسوف والكسوف والحج وغيرها، وتطبيقات توضح الأحداث الفلكية ومواقع الأجرام السماوية.
2 مليار دولار سنوياً أرباح سوق الأبراج.
إبراهيم الجروان:
• التنجيم يفتقد المنهج العلمي، ولا يستطيع أن يُفسّـر أو يثبت ارتباط الحظ بالأجرام السماوية.