بدأت أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة مرحلة الاختبارات النهائية للقمر الصناعي المكعب “الشارقة سات-2″، وذلك خلال زيارة وفد الأكاديمية إلى مملكة هولندا، في إطار متابعة مراحل التجميع والاختبار النهائية للمشروع قبل الإطلاق.

وقام الوفد بزيارة ميدانية إلى شركة Innovative Solutions In Space (ISISPACE) المتخصصة في تطوير وتجميع الأقمار الصناعية المكعبة وأنظمة الفضاء المتقدمة، حيث اطلع على سير العمل في مشروع “الشارقة سات-2″، الذي ينفذه فريق مختبر الأقمار الصناعية المكعبة بالأكاديمية، بالتعاون مع عدد من الجهات الوطنية تشمل بلدية الشارقة، ودائرة التخطيط والمساحة، وهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة.

وهدفت الزيارة إلى متابعة أنشطة التجميع والاختبار (AIT) للقمر الصناعي المكعب بحجم ست وحدات، والتي تُعد من أهم مراحل المشروع قبل الإطلاق، إذ شملت اختبارات الأداء الوظيفي والبيئي، والتحقق من تكامل الأنظمة الفرعية كوحدة واحدة، إضافة إلى فحص أنظمة الطاقة وأوضاع الأمان، وتقييم أنظمة الاتصال للتأكد من كفاءتها في استقبال الأوامر من المحطة الأرضية وإرسال البيانات، فضلاً عن التحقق من جاهزية برمجيات الطيران، وذلك ضمن مراجعة إجراءات تهيئة القمر الصناعي للإطلاق المقرر خلال الربع الأول من عام 2026.

كما تضمنت الزيارة جولة تفقدية في مرافق الاختبارات بالشركة، شملت غرفة الفراغ الحراري التي تحاكي الظروف القاسية للفضاء الخارجي من حيث الفراغ ودرجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة، إلى جانب الاطلاع على أجهزة الاهتزاز الميكانيكي التي تحاكي الاهتزازات المصاحبة لعملية الإطلاق، بهدف التأكد من سلامة الهيكل وتماسك الأنظمة والمكونات.

وشارك الوفد في ختام الزيارة في عدد من الاجتماعات الفنية والتنسيقية مع مهندسي الأنظمة، إضافة إلى حضور ورشة تعريفية حول معايير IPC المعتمدة في تصنيع وتجميع وفحص الأنظمة الإلكترونية، والاطلاع على إجراءات ضبط الجودة، بما يشمل آليات الفحص والتدقيق ومعايير قبول المكونات وأساليب توثيق النتائج، بما يعكس جاهزية القمر الصناعي للانتقال إلى المراحل اللاحقة من المشروع.

يُذكر أن القمر الصناعي المكعب “الشارقة سات-2” مجهز بكاميرا للتصوير الطيفي مخصصة لمهام رصد الأرض ودراسة مواردها الطبيعية، قادرة على توفير صور عالية الدقة تصل إلى خمسة أمتار، بما يسهم في دعم جهود إمارة الشارقة في مجالات التخطيط العمراني، ومراقبة التغيرات البيئية، وإدارة الموارد الطبيعية، وتعزيز الاستجابة للطوارئ والكوارث، إلى جانب دعم قطاعات حيوية مثل الزراعة المستدامة وحماية المناطق الساحلية، وتعزيز القدرات الوطنية في مجال تقنيات الفضاء وبناء الكفاءات العلمية المحلية.

شاركها.
Exit mobile version