كشف الباحث التربوي علي البدواوي عن تفاصيل اعداد دراسة  بحثية وطنية، لقياس  قيم التسامح في المدارس الإماراتية، عبر استبيان علمي موجه للكادر التربوي تحت عنوان: «المناخ المدرسي والتسامح” اذ يستهدف الطلبة وأولياء الأمور والكوادر التربوية بمختلف فئاتها.

البيئة  التعليمية 
قال علي البدواوي بن محيل لـ«الإمارات اليوم»: «تركّز الدراسة  على دعم البيئة التعليمية وتعزيز القيم الإنسانية بين الطلبة، استلهاماً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، الهادفة إلى بناء مجتمع متسامح يقوم على المحبة والرحمة وقبول الآخر».

معايير علمية دقيقة 
واكد  أن هذه الدراسة  صُمّمت وفق معايير علمية دقيقة، لتكون  أداة موثوقة في قياس المناخ المدرسي، ومستويات الانتماء والأمان، وجودة العلاقات، وقيم التعاطف والتسامح، بالإضافة إلى رصد تأثير الأسرة في تشكيل السلوك الطلابي. 

نتائج  متوقعة 
واشار إلى  أن النتائج المتوقعة ستسهم في تقديم صورة موضوعية تساعد صناع القرار التربوي في تطوير سياسات وبرامج تعزز بيئة تعليمية أكثر إنسانية وعدالة وانفتاحًا.

موافقات رسمية 
وأكد أن جميع الإجراءات تمت بعد الحصول على الموافقات الرسمية اللازمة، وأن المشاركة تطوعية، بسيطة في إجراءاتها، لكنها «قادرة على إحداث فرق حقيقي» في فهم واقع مدارسنا.

لية المشاركة
وعن آلية المشاركة، أوضح البدواوي أن أولياء أمور الطلبة من الصف السابع حتى الثاني عشر يمكنهم الموافقة على مشاركة أبنائهم في الدراسة عبر النموذج الإلكتروني المتاح على منصة «مايكروسوفت فورمز»، عبر الرابط التالي:
https://forms.cloud.microsoft/r/
EgC2Z60fJZ

مدرسة متسامحة 
شدّد  علي البدواوي  على أن بناء مدرسة متسامحة ومتعاطفة يمثّل مدخلًا أساسيًا لتأسيس مجتمع أكثر تماسكًا وإنسانية، داعيًا جميع التربويين وأولياء الأمور إلى التفاعل مع هذه المبادرة البحثية، وتقديم إجابات صادقة وموضوعية، بما يضمن أن تعكس النتائج الواقع بدقة، وتمهّد لمرحلة جديدة من التطوير التربوي القائمة على بيانات علمية راسخة، بعيدًا عن الانطباعات العامة
وفيما يخص موضوع الدراسة، 

سلوكيات الطلبة 
قال إن العبارات المطروحة عبر الاستبيان تعكس سلوكيات الطلبة وخصائص المناخ المدرسي، وتدعو أفراد الكادر التربوي إلى الإجابة بدقة وشفافية، بوصفهم شهودًا مهنيين على واقع المدرسة اليومي، مع التأكيد على أنه لا توجد إجابات صحيحة أو خاطئة.

خلفيات المشاركين 
وتابع: «يشتمل الاستبيان المصاحب للدراسة في بدايته على قسم مخصص للبيانات الديموغرافية، يهدف إلى التعرف على خلفيات المشاركين عبر أسئلة تتعلق بالنوع الاجتماعي، والوظيفة التربوية، والمدرسة التي ينتسبون إليها، إضافة إلى الإمارة التي يشاركون منها. ويسهم ذلك في تحليل النتائج وفق متغيرات جغرافية ومهنية، مع ضمان الحفاظ الكامل على سرية هوية كل مشارك».

المناخ المدرسي 
وأوضح: «ينتقل الاستبيان بعد ذلك إلى مجموعة من المحاور الرئيسة؛ إذ يتناول في جزئه الأول المناخ المدرسي ومستوى شعور الطلبة بالرفاه والانتماء. ويضم عبارات تقيس درجة سعادتهم وقدرتهم على التكيف مع ضغوط الدراسة والتغيرات في البيئة المدرسية، إضافة إلى مدى تمتعهم بالمرونة في مواجهة التحديات، وشعورهم بالأمان، وحماسهم للمواظبة على الحضور اليومي، وانتمائهم للمؤسسة التعليمية ورغبتهم في الاستمرار فيها. وتُقاس هذه المؤشرات من خلال مقياس تدرّجي من ست درجات، يبدأ بـ«لا أوافق بشدة كبيرة» وصولاً إلى «أوافق تماماً»»

طبيعية الروابط 
وأضاف: «يركّز الجزء الثاني على العلاقات بين الأقران والمشاركة في الأنشطة، من خلال رصد طبيعة الروابط بين الطلبة، ومستوى تعاونهم ضمن المجموعات الصغيرة، واستعدادهم لتقديم الدعم لزملائهم ممن يحتاجون إلى المساندة. كما يقيس درجة حماسهم للمشاركة في الألعاب والأنشطة الاجتماعية، إضافة إلى مستوى الالتزام بقواعد الصف واحترام المعلمين، وجودة التفاعل بين أولياء الأمور وكادر المدرسة، بما يقدّم صورة شاملة عن شبكة العلاقات داخل المجتمع المدرسي».

دور الأسرة 
أكد البدواوي أن الاستبيان يخصّص جزءًا مهمًا لدور الأسرة، من خلال أسئلة ترصد طبيعة التفاعل بين المنزل والمدرسة؛ مثل مدى دعم أولياء الأمور لأبنائهم في أداء الواجبات، ومشاركتهم في الفعاليات المدرسية وورش العمل، وتأثير أساليب التأديب الأسرية في التزام الأبناء بقواعد المدرسة. كما يقيس مستوى إدراك الطلبة لتقارب التوقعات السلوكية بين البيت والمدرسة، وقدرتهم على نقل مهارات حل المشكلات بين البيئتين.

ملاحظات التربويون
ويتناول هذا المحور كذلك ملاحظات التربويين حول مظاهر التوتر أو عدم الارتياح أو الشعور بعدم الأمان لدى بعض الطلبة، إضافة إلى مؤشرات الرغبة في مغادرة المدرسة أو مقاومة الحضور، بما يوفر رؤية أعمق لاحتياجات الطلبة وسلوكياتهم.

مقياس التعاطف 
وقال: «وفي خطوة نوعية، جرى دمج مقياس تورونتو للتعاطف ضمن الدراسة، بهدف قياس مستوى التعاطف لدى أفراد الكادر التربوي. ويُطلب من المشاركين تقييم تكرار مشاعرهم وسلوكياتهم التعاطفية عبر مقياس من خمس درجات، يبدأ من “أبدًا” وصولًا إلى “دائمًا”. وتشمل العبارات قياس مدى مشاركة المربي لفرح الآخرين، وتأثره عند مشاهدة معاملة غير محترمة، واستمتاعه بمساعدة الآخرين، بالإضافة إلى قدرته على ملاحظة علامات الحزن حتى دون تصريح، وشعوره بالدافع لتقديم الدعم لمن يمرون بظروف صعبة»

عبارات عكسية 
وأضاف: «تتضمن الدراسة أيضاً عبارات عكسية لقياس ضعف التعاطف، مثل عدم الاكتراث بمشاعر الآخرين أو الانزعاج من بكاء الزملاء. ويُختتم هذا المحور بسؤال مباشر حول أهمية غرس قيمة التعاطف في العملية التعليمية، مع إتاحة خيارات تبيّن درجة أولوية هذه القيمة من وجهة نظر المشارك»

النزعة نحو التسامح 
وكشف أن الدراسة تتضمن أيضاً مقياس النزعة نحو التسامح، الذي يهدف إلى قياس مواقف أفراد الكادر التربوي تجاه سلوكيات الطلبة المخالفة، مثل العنف، والسخرية من الزملاء، والكذب، والسرقة، وإحضار أدوات ضارة، أو العبث بممتلكات الآخرين. ويسهم هذا المقياس في التعرف إلى حدود الحزم والتسامح لدى المربي، ومدى تقبّله للأعذار أو رفضه القاطع لبعض السلوكيات، وذلك عبر مقياس من أربع درجات يبدأ بـ «غير مناسب إطلاقًا» وينتهي بـ «مناسب لي تمامًا».

مؤشرات السلوك
كما يتضمن المحور نفسه مؤشرات لسلوكيات تعكس تعاطف الطلبة، مثل إظهار مشاعر طيبة تجاه زملائهم الأقل حظًا، أو تجنّب الخوض في مشكلات الآخرين عبر تحويل مسار الحديث، بما يربط بين قيم التسامح لدى المربين وانعكاسها في سلوك الطلبة داخل البيئة المدرسية

شاركها.