تواصل المرأة الإماراتية تعزيز حضورها الفاعل في المنظمات والهيئات والمجالس الإقليمية والدولية عبر توالي الإنجازات المرتبطة بانتخابها أو فوزها برئاسة أو عضوية تلك المؤسسات والهيئات، ما يعكس حجم الثقة العالمية بابنة الإمارات وكفاءاتها في إدارة مختلف الملفات والقضايا التي تهم المجتمع الدولي.

وأسهم نجاح تجربة دولة الإمارات في تمكين المرأة، في دعم وتعزيز فرص بنات الوطن بالتواجد الدائم على رأس قائمة المرشحين لقيادة أهم الملفات العالمية وأبرز المؤسسات الدولية، وذلك بعد أن أثبتن جداراتهن وبراعتهن في البناء والتنمية والإدارة على المستوى المحلي.

وجسد فوز مرشحة الدولة، شيخة ناصر النويس بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة خلال الفترة من عام 2026 حتى عام 2029، سابقة تاريخية كأول امرأة على مستوى العالم تتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة في العام 1975، وذلك في إنجاز جديد يُرسّخ مكانة دولة الإمارات الريادية على خريطة السياحة العالمية.

وتبرز أهمية فوز شيخة ناصر النويس، أنه جاء عقب انتخابات شاركت فيها 35 دولة من الدول الأعضاء بالمنظمة، وقد أشاد عدد من الوزراء والمسؤولين في حكومة دولة الإمارات بالفوز الذي وصفوه بالمشرف والتاريخي.

وقال عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس مجلس الإمارات للسياحة: “فخورون بكسب ثقة العالم بطاقاتنا الوطنية واختيار شيخة النويس كأول شابة إماراتية وعربية تتولى منصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، وهي خطوة تعكس كفاءة كوادرنا الوطنية الشابة وقدرتها على أن تحظى بثقة دولية لقيادة مناصب رفيعة المستوى في قطاعات متخصصة مثل القطاع السياحي.

من جانبها، أكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، أن انتخاب شيخة ناصر النويس أميناً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة يُمثّل إنجازاً بارزاً لدولة الإمارات وللمرأة الإماراتية، ويعكس المكانة الرائدة التي تحتلها الإمارات في دعم مسيرة التنمية المستدامة على مستوى العالم.

ومن جانبه، قال الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة: “إن انتخاب سعادة شيخة النويس في هذا المنصب الدولي الرفيع، لا يعبّر فقط عن كفاءتها وتميّزها المهني، بل يعكس أيضاً ثقة المجتمع الدولي بدولة الإمارات ومصداقيتها كشريك فاعل في دعم مسارات التنمية المستدامة حول العالم.

من جهته، عبّر عمر عبيد الحصان الشامسي، وكيل وزارة الخارجية، عن مدى أهمية هذا الإنجاز التاريخي الذي حققته دولة الإمارات العربية في القطاع السياحي، مشيراً إلى أن انتخاب أول إماراتية من قِبل منظمة الأمم المتحدة للسياحة، يؤكد ما تحظى به ابنة الإمارات من دعم ورعاية متواصلة من القيادة الرشيدة.

بدورها، أعربت عفراء محش الهاملي، مديرة إدارة الاتصال الإستراتيجي في وزارة الخارجية، عن فخرها واعتزازها بانتخاب سعادة شيخة ناصر النويس كأول امرأة في تاريخ منظمة الأمم المتحدة للسياحة تتولى منصب الأمين العام، مؤكدة أن هذا الإنجاز يعكس مكانة دولة الإمارات المرموقة على الساحة الدولية، ويجسّد رؤية القيادة الحكيمة في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في قيادة المنظمات العالمية.

وأكدت أن هذا الفوز التاريخي لا يمثّل إنجازاً شخصياً فحسب، بل هو شهادة دولية على كفاءة الكوادر الإماراتية، وامتداد طبيعي لنهج دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه الله، في تمكين المرأة وتعزيز حضورها في المحافل الدولية.

وقالت ” إن هذا الإنجاز يرسّخ مكانة دولة الإمارات الريادية في دعم التنمية السياحية المستدامة على مستوى العالم، ويعكس الثقة الدولية المتنامية في كوادرنا الوطنية”.

وشهد العام الجاري، مجموعة الإنجازات الخاصة بتولي المرأة الإماراتية مناصب رفيعة في عدد من المؤسسات الإقليمية والدولية المرموقة، ففي مايو الماضي انتخبت حشيمة ياسر العفاري، عضو المجلس الوطني الاتحادي رئيسا للجنة الشؤون الاجتماعية والمرأة والطفل في الاتحاد البرلماني العربي، وذلك ضمن أعمال المؤتمر الـ38 للاتحاد.

وشكل انتخاب العفاري، تأكيدا على الدور الفاعل للدبلوماسيّة البرلمانية الإماراتية في عمل الاتحاد؛ لا سيما في الموضوعات العربية ذات الاهتمام المشترك، كما جسد رؤية الدولة الوطنية، ومساهماتها الإقليمية والدولية والتزامها الراسخ بدعم القضايا المجتمعية وشؤون المرأة والشباب والأطفال، وقدرتها على الإسهام الفاعل في تطوير السياسات والأهداف ذات الصلة بالأسرة والمجتمع.

وفي ذات السياق انتخبت الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، خلال اجتماعها 150 الذي عقد في 9 أبريل الماضي في أوزبكستان، الإمارات عضواً في لجنة الصحة في الاتحاد.

وتم انتخاب الدكتورة سدرة راشد المنصوري، عضو المجلس الوطني الاتحادي، حيث تأسست اللجنة مؤخراً بموجب التعديلات التي أُجريت على النظام الأساسي للاتحاد.

وجاء انتخاب المنصوري، ليؤكد ثقة المجتمع البرلماني العالمي في خبرات الشعبة البرلمانية الإماراتية، وقدرتها على المساهمة الفاعلة في تطوير السياسات، ودعم أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالصحة.

وحققت المرأة الإماراتية أيضا في شهر أبريل الماضي، نجاحا لافتا عقب إعلان منتدى الاقتصاد العالمي عن اختيار شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تمكين المجتمع، وسعادة ميرة سلطان السويدي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، وتقى وضاح الهنائي، الأستاذ المساعد لتكنولوجيا المعلومات في جامعة نيويورك أبوظبي، لعضوية مجلس القيادات العالمية الشابة 2025.

ويختار منتدى الاقتصاد العالمي لعضويته نخبة من أبرز القيادات العالمية الشابة ممن تقل أعمارهم عن 40 عاماً، وتشمل الشخصيات العامة ورجال الأعمال ورواد الأعمال الاجتماعية وقيادات القطاعات الأكاديمية والاجتماعية والثقافية والرياضية، ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام، وغيرها.

وفي أبريل الماضي أيضا، فازت دولة الإمارات ممثلة بوزارة الداخلية، برئاسة لجنة الحوكمة إحدى اللجان الرئيسة التابعة لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول” في إنجاز إماراتي جديد يؤكد السمعة الطيبة للدولة ودورها المحوري في بناء شراكات مؤثرة دولية والثقة العميقة بمصداقية دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة في مجالات التعاون الدولي الأمني.

وحصلت المقدم دانة حميد المرزوقي مدير عام مكتب الشؤون الدولية بوزارة الداخلية على نسبة 67% من مجموع أصوات الدول الأعضاء المشاركين بأعمال هذه اللجنة التي انعقدت في ليون بفرنسا بمقر الإنتربول الدولي.

وتعد هذه اللجنة من اللجان الفنية الرئيسية في هيكلية الإنتربول الدولي وتضطلع بعدد من المهام الحيوية التي تسهم في إنجاح عمل المنظمة الشرطية الأكبر في العالم، وتُعدّ المرجع الرئيسي لإدارة المنظمة الدولية في مجال الحوكمة.

ويحفل التاريخ بالعديد من الشواهد على نجاح المرأة الإماراتية في شعل  أرفع المناصب الدولية والإقليمية، ومن تلك الأمثلة تولي الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين 2021 – 2022 لتكون أول امرأة عربية وإماراتية تتولى هذا المنصب في تاريخ الاتحاد، وثاني امرأة على مستوى العالم، وانتخاب سعادة رزان المبارك، في عام 2022 لشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة “IUCN” لتكون بذلك ثاني امرأة تقود الاتحاد منذ تأسيسه وأول رئيسة له من غرب آسيا، وتولي الطبيبة الإماراتية منى تهلك، رئاسة الاتحاد الدولي للمستشفيات في أكتوبر 2023.
 

 

شاركها.
Exit mobile version