ناقشت اللجنة العليا لحماية المستهلك في اجتماعها برئاسة معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، خططها لدعم وتطوير منظومة حماية المستهلك في دولة الإمارات، وتعزيز آليات الرقابة على منافذ البيع في جميع إمارات الدولة في المرحلة المُقبلة، وشهد الاجتماع مناقشة التقدم المحرز في تنفيذ مخرجات الاجتماع السابق للجنة في العام الجاري، ومستجدات صدور المرسوم بقانون اتحادي رقم (5) لسنة 2023، بتعديل بعض أحكام القانون الاتحادي رقم (15) لسنة 2020 في شأن حماية المستهلك، إضافة إلى القرارات التنظيمية الخاصة بسياسة تسعير السلع الأساسية الاستهلاكية وفقاً لقرار مجلس الوزراء رقم 120 لسنة 2022، وسبل نشر الوعي المالي بين المستهلكين.
وأكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أن تمكين الممارسات الاستهلاكية السليمة وحماية حقوق المستهلكين، أولوية قصوى لوزارة الاقتصاد، من أجل تطوير البيئة التنظيمية والتشريعية للقطاع الاقتصادي، وتعزيز بيئة الأعمال وحوكمتها، وذلك يعد من ضمن الأهداف الاستراتيجية للوزارة، تماشياً مع مستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031».
وقال معاليه: «بفضل توجيهات القيادة الرشيدة تشهد منظومة حماية المستهلك في الدولة تطوراً مستمراً، بعد صدور العديد من القرارات في المرحلة الماضية والتي تستهدف دعم النمو المتواصل لهذه المنظومة والارتقاء بآلياتها وفق أفضل الممارسات المتبعة عالمياً، وترسيخ مكانة الإمارات سوقاً عالمياً رائداً يوفر تجربة آمنة للمستهلكين ويضمن الحقوق كافة للمزودين، وبما يعزز مكانة الإمارات وجهة جاذبة للأعمال والاستثمار في قطاع التجزئة، ويصب في دعم تنافسية ومرونة الاقتصاد الوطني».
وتفصيلاً، استعرضت اللجنة مستجدات صدور المرسوم بقانون اتحادي رقم (5) لسنة 2023، بتعديل بعض أحكام القانون الاتحادي رقم (15) لسنة 2020 في شأن حماية المستهلك، وأكد معالي ابن طوق في هذا الصدد، أن الهدف من هذه التعديلات استكمال خطوات بناء السند القانوني بشكل فعال لإسهام أكبر من الدوائر المحلية في إنفاذ القانون عبر تعزيز دورها في فرض الجزاءات الإدارية لأيّ من الأفعال المرتكبة بما يخالف القانون ولائحته التنفيذية، إضافة إلى مراعاة المرونة في تركيبة اللجنة العليا لحماية المستهلك بإتاحة المجال أمام جهات أخرى للمشاركة في عضوية اللجنة، ما يؤكد المسار التشاوري في ما يتعلق بحماية المستهلك في الدولة، وهو ما يتيح المجال للتعاون على المستويين الاتحادي والمحلي وتجاوز أي تحديات سابقة في تطبيق الرقابة بشكل كامل على الأسواق المحلية.
كما تناولت اللجنة القرارات التنظيمية الخاصة بسياسة تسعير السلع الأساسية الاستهلاكية وفقاً لقرار مجلس الوزراء رقم 120 لسنة 2022، والتي شملت القرار الوزاري في شأن الرقابة على أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية وهي 9 سلع تتمثل في زيت الطهي، والبيض، والألبان، والأرز، والسكر، والدجاج، والبقوليات، والخبز، والقمح، وتخضع جميعها لعدم الزيادة في سعر أيّ من هذه السلع من دون الموافقة المسبقة من قبل وزارة الاقتصاد، وذلك عبر تشكيل فريق عمل لمراقبة أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية من الوزارة والسلطات المختصة والجهات ذات العلاقة، بما يضمن التدقيق على كلّ الطلبات الواردة إلى الوزارة واتخاذ القرارات المناسبة في شأنها، إضافة إلى القرار الوزاري في شأن التسعير بالوحدة من أجل ضمان الشفَافَة التامّة في الأسعار للسلع الاستهلاكية وتمكين المستهلك من اختيار السلعة المناسبة له بناء على سعر الوحدة وبما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية في مجال حماية المستهلك.
كما تمّ التأكيد على أهمية مدونة السلوك التي ستصدر بقرار وزاري بشكل استرشادي من أجل الاسترشاد بها في تنظيم العلاقة التعاقدية ما بين المزود وتاجر التجزئة.
وأشار معالي ابن طوق، إلى أن جهود وزارة الاقتصاد مستمرة في شأن الرقابة على جميع منافذ البيع في مختلف أسواق الدولة لضمان عدم ارتفاع غير مبرر في الأسعار، بما يخالف قانون حماية المستهلك ولائحته التنفيذية وقرار مجلس الوزراء رقم 120 لسنة 2022، وذلك بالتعاون مع جميع دوائر التنمية الاقتصادية والجهات المحلية والاتحادية ذات العلاقة، لتعزيز حماية المستهلكين في الدولة، موضحاً أن هذه الجهود الرقابية أسفرت في المرحلة الماضية عن (284) جولة تفتيشية من بداية سنة 2023 وحتى الآن فيما تلقت وزارة الاقتصاد 80 طلب استدعاء لسلع معيبة في السيارات تمثل 109651 سلعة من بداية سنة 2023 وحتى نهاية الربع الثالث.
وأكد وزير الاقتصاد أن الهدف الأساسي من إيقاع هذه الجزاءات الإدارية والغرامات المالية تمكين الممارسات الاستهلاكية السليمة، عبر رفع نسبة الامتثال للوائح والقوانين المعمول بها في الدولة في شأن حماية المستهلك، معرباً عن ثقته بأن تسهم هذه الجهود في تقليل مخالفات حماية المستهلك في المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن اللائحة التنفيذية للقانون الاتحادي رقم 15 لسنة 2020 في شأن حماية المستهلك، والتي صدرت بقرار مجلس الوزراء رقم 66 لسنة 2023، ستسهم في ردع المخالفين عبر استحداث عقوبات إدارية وغرامات مالية، بما يراعي التدرج في الجزاءات الإدارية بداية من الإنذار إلى الشطب من السجل التجاري، 46 مخالفة تبدأ من 50 ألف درهم وتصل إلى مليون درهم.
وفي سياق متصل، استعرضت اللجنة خطتها لنشر الوعي المالي بين المستهلكين على يد خبراء ومتخصصين عالميين، وأكد معالي ابن طوق أن وزارة الاقتصاد تعمل باستمرار عبر حملاتها للتوعية في وسائط الإعلام التقليدية، إضافة إلى منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي على تعزيز ثقافة استهلاكية إيجابية وسليمة، عبر تشجيع المستهلكين على ضرورة الاختيار بين البدائل المتاحة في أسواق الدولة بما يناسب احتياجاتهم وميزانياتهم الشرائية، وتحديد الكميات التي تناسب استهلاك عائلاتهم، وأهمية الاحتفاظ بالفاتورة ومراجعتها بشكل دقيق.
وتختص اللجنة العليا لحماية المستهلك بعدد من المهام الاستراتيجية لتطوير منظومة حماية المستهلك وتمكين الممارسات الاستهلاكية والتجارية السليمة في الدولة، ومن ذلك ضمان تطبيق التشريعات ذات الصلة في أسواق الدولة بالصورة المثلى، ووضع السياسات العامة المتعلقة بحماية المستهلك، ودراسة الاقتراحات والتوصيات واللوائح والتقارير التي ترد إليها والمتصلة بحماية المستهلك واتخاذ القرارات اللازمة في شأنها، ووضع التوصيات المتعلقة بحركة الأسعار في الأسواق المحلية، إضافة إلى وضع خطط وبرامج تثقيف المستهلك وتوعيته بحقوقه والتزاماته.
وضمت اللجنة في عضويتها في هذا الاجتماع، عبدالله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد نائب رئيس اللجنة، وعبدالله سلطان الفن الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع الرقابة والمتابعة بوزارة الاقتصاد مُقرر اللجنة، إلى جانب ممثلين عن دوائر التنمية الاقتصادية في أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة وبلدية الفجيرة، ومجموعة من الخبراء والمختصين في مجال حماية المستهلك من القطاع الخاص.