استعرضت خديجة حسين المدير التنفيذي لقطاع الاتصال الحكومي في المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، خلال جلسة «الاتصال الحكومي في عصر الإعلام الجديد»، قصصاً من تجربتها في الاتصال الحكومي، ومحطات مهمة شهدتها خلال مراحل عملها، وكانت مقدمات طبيعية لتغيير شامل في أساليب العمل، متوقفة عند خروج الاتصال التقليدي تدريجياً من المشهد، لصالح اتصال حكومي استراتيجي، بدأ يتداول مفردات جديدة، مثل «تفاعل، ردود، دراسة نبرة تعليقات الجمهور، وقياس الرضا..»، والانتقال إلى استراتيجية كاملة لـ «الاتصال عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
وقالت: «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، هو الملهم الأول في الحراك الوطني والحكومي على وسائل التواصل الاجتماعي منذ افتتاح سموه حسابه الرسمي على موقع تويتر (إكس حالياً) عام 2009، والذي جمع أكثر من 27 مليون متابع، ليكون بذلك الأول عربياً والـ 11 عالمياً، ضمن قائمة أكثر القادة تأثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، واليوم أصبحت حسابات سموه، والحسابات الرسمية الأخرى للحكومة، مثل UAEGOV@ المصدر الأول، المباشر والمعتمد للأخبار والتطورات عن العمل الحكومي والمشاريع الكبرى في دبي والإمارات».
وأشارت خديجة حسين إلى الأثر الكبير الذي أحدثه إطلاق منصة UAENation لتغطية الحدث الإماراتي، وإيصاله بأصوات ووجوه مواطنة إلى مجتمع الإمارات، محققة 173.2 مليون مشاهدة خلال عامين.
وأكدت المدير التنفيذي أن الإعلام الجديد أحدث تحولات فارقة في بنية الاتصال الحكومي، وغيّر مفاهيم عدة سادت لعقود طويلة، في المحتوى والأدوات وشكل الخطاب، والسرعة والتوقيت وطريقة التأثير في الفئات المستهدفة، كما فرض على الاتصال الحكومي دخول منافسة على مدار الساعة، مع عشرات المنصات الإخبارية التي يزداد عددها على طريقة المتواليات الحسابية.
وذكرت أن «أول نهاية» في قصة التحولات الجذرية، كانت «الانتقال من التركيز فقط على وسائل الإعلام لنشر أخبارنا ومبادراتنا وقراراتنا وحملاتنا إلى منصات التواصل الاجتماعي، وصياغة محتوانا لها أولاً، ثم لباقي المنصات».
وأشارت خديجة حسين إلى أن «النهاية الثانية»، كانت «نهاية زمن التواصل في اتجاه واحد، وبدء مرحلة التقييم واتخاذ القرارات عبر الإعلام الجديد»، أما «النهاية الثالثة» فكانت بداية عصر الشراكة مع المواطنين والمقيمين، بالاستفادة من آرائهم ووجهات نظرهم وتجاربهم.
عفوية الأسلوب
كما توقفت عند محطة فارقة أخرى في الاتصال الحكومي، وهي على حد قولها «نهاية زمن تركيز الحكومة على التوعية فقط، والانتقال لمشاركتها في التوعية بوسائل الترفيه»..
وأشارت إلى تطوير برامج عدة بالتعاون مع صناع محتوى إماراتيين، مثل برنامج «قصص ملهمة»، لإبراز قصص نجاح في المجتمع في مجالات الأعمال والتطوع والعمل الإنساني، وبرنامج «بالقانون»، الذي يقدمه محامون إماراتيون، يشرحون فيه بشكل مبسط، أهم القوانين التي تعلن عنها الحكومة، والتي تهم المواطنين والمقيمين على أرض دولة الإمارات.
وتابعت: «نجحنا في الوصول إلى 173.2 مليون مشاهدة، من خلال أكثر من 1000 فيديو، متابعة نحو 1.1 مليون متابع، أسهموا بأكثر من 10 ملايين تفاعل خلال العامين الماضيين فقط».
مديح خاص
وفي نهاية الجلسة، خصت خديجة حسين الإعلام الجديد بمديح خاص، وقالت: «الإعلام الجديد جعل حكومتنا تصغي على مدار الساعة.. جعلها تستقبل الأفكار عبر منصات جديدة.. وتحتفي وتفخر بالمبدعين والمنجزين على مرأى العالم.. الإعلام الجديد كان نهاية الشخصية التقليدية للحكومة.. وبداية حكومة لها صوت وقلب.. كانت عملية (أنسنة) بكل معنى الكلمة.. لا تزال أمام الاتصال الحكومي الكثير من النهايات والبدايات، لأن الإعلام الجديد لا يزال يتطور بمحتواه المبتكر، ومنصاته المتجددة، والحكومات الأكفأ ستكون تلك الأكثر مرونة، والأكثر قرباً من الناس».
