يخضع طلبة المدارس الحكومية والخاصة، التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم، إلى اختبارات معيارية رئيسة محلية ودولية، تستهدف مختلف مراحل التعليم من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، ما يوفر قاعدة بيانات دقيقة ومتجددة، تعكس مستوى أداء النظام التعليمي، وتتيح تطوير السياسات والمناهج وفق أفضل الممارسات العالمية.

وتُشكّل هذه المنظومة الشاملة أداة استراتيجية أساسية تسهم في تحسين جودة التعليم، وتعزيز تنافسية الدولة في المؤشرات التربوية العالمية، وتحقيق رؤيتها الطموحة في بناء نظام تعليمي رائد عالمياً.

وتركز الاختبارات على قياس مستويات أداء الطلبة الأكاديمي بدقة، وتحديد نقاط القوة وفرص التحسين، ودعم صُنّاع القرار التربوي في وضع السياسات التعليمية القائمة على الأدلة، وتصميم المناهج وخطط التدخل العلاجي، بما يسهم في تحسين عملية التعلم بشكل مستمر.

وبحسب سياسة تقييم الطلبة للعام الأكاديمي الجاري 2025-2026 الذي اطلعت عليها «الإمارات اليوم»، تبدأ المنظومة الوطنية باختبار التقييم الأساسي للغة العربية (ABA)، الذي يُطبّق على طلبة الصف الأول في المدارس الحكومية والخاصة المطبقة لمنهاج الوزارة، خلال الأسابيع الثمانية الأولى من بداية العام الدراسي.

وأفادت وزارة التربية والتعليم عبر سياسة التقييم بأن هذا التقييم يركز على قياس امتلاك الأطفال مهارات اللغة العربية الأساسية التي تُمكّنهم من تعلم اللغة واستخدامها في التواصل مع الآخرين.

ويتضمن التقييم مجموعة من الأدوات، منها اختبار الطلبة في مهارات اللغة العربية، وملاحظات المعلمين، واستبانات إلكترونية موجهة إلى أولياء الأمور، كما يتم توظيف بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في جمع وتحليل البيانات، وتُوزع درجات الطلبة فيه على مقياس موحد، ما يتيح إجراء مقارنات دقيقة على مستوى المدارس في مختلف المناطق التعليمية.

ويسهم كذلك في تحديد مستوى التقدم في مهارات القراءة والكتابة في الصفوف المبكرة، ويُعتمد تصميم التقييم على مخرجات التعلم لمهارات القراءة والكتابة المقررة في مناهج مرحلة الطفولة المبكرة، ونظريات اكتساب اللغة الأولى، وهو ما يوفّر للوزارة مؤشراً علمياً لمتابعة مستوى تقدم الطلبة وتطوير برامج دعمهم اللغوي منذ السنوات الدراسية الأولى.

وبحسب سياسة التقييم تشمل الاختبارات الوطنية اختبار الكفاءة القياسي (SPA) الذي يطبق على نطاق واسع وفق أطر مناهج الوزارة، ويقيس مهارات اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات لدى طلبة الصفوف من الرابع إلى الـ11 في المدارس الحكومية.

ويعمل على توفير بيانات دقيقة تساعد في تحديد مستويات الطلبة بشكل مفصل، وتقديم تقارير مدرسية وإقليمية تسهم في توجيه عمليات تصميم المناهج والدعم المدرسي، ما يُعزّز جودة التعليم ويسهم في تحسين تعلم الطلبة. ويتيح اختبار الكفاءة القياسي كذلك رصد الفجوات التعليمية، وتصميم خطط علاجية وبرامج تدخل مستندة إلى البيانات والأدلة العلمية، لضمان تحسين مخرجات التعلم، وتوزع درجات الطلبة على مقياس موحد يمكّن من مقارنة النتائج بين الطلبة على مستوى المدارس، بما يحقق عدالة القياس، ويوفر قاعدة بيانات شاملة لصُنّاع القرار التربوي.

أما على الصعيد الدولي، فيشارك طلبة الإمارات بانتظام في أربعة اختبارات دولية معيارية كبرى، تهدف إلى مقارنة أدائهم بأداء أقرانهم في مختلف دول العالم، وتحديد جوانب القوة وفرص التحسين.

وتشمل هذه الاختبارات «PISA»، الذي يقيس قدرات الطلبة في سن 15 عاماً في مجالات القراءة والرياضيات والعلوم، إضافة إلى قياس التفكير الإبداعي والكفاءة العالمية بحسب دورة التقييم، ويهدف إلى توفير بيانات مقارنة دولية حول جودة مخرجات التعليم.

ويقيس اختبار «TIMSS»، مهارات الرياضيات والعلوم لدى طلبة الصفين الرابع والثامن، ويرصد مستوى تحصيلهم الدراسي بشكل دوري، ويساعد في توجيه السياسات التعليمية، لتحسين تعليم الرياضيات والعلوم.

أما اختبار «PIRLS» فيقيس مهارات الإلمام بالقراءة لدى طلبة الصف الرابع، ويهدف إلى متابعة مستوى تقدم الطلبة في مهارات القراءة عبر السنوات.

وأخيراً اختبار «IELS» الذي يطبق على الأطفال بعمر خمس سنوات، ويقيس أربعة مجالات رئيسة، هي: مهارات القراءة الناشئة، والرياضيات الناشئة، والتنظيم الذاتي، والنمو الاجتماعي والعاطفي بما يشمل التعاطف والثقة.

شاركها.
Exit mobile version