استعرضت شركات متخصصة في الحلول التقنية، خلال مشاركتها في فعاليات معرض «جيتكس غلوبال 2022»، ابتكارات وأنظمة ذكية تدعم مفاهيم وأنماط مدن المستقبل التي ترتكز على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وسرعة استجابة شبكات الجيل الخامس المتقدمة.
ورصدت «الإمارات اليوم»، خلال جولة ميدانية في أجنحة المعرض الذي اختتم فعالياته، أمس، في مركز دبي التجاري العالمي، مجموعة من الأنظمة والحلول التقنية التي تواكب التحول نحو المدن الذكية.
وشملت هذه الابتكارات شاشات روبوتية متحركة تتحدث بلغات مختلفة، يمكن استخدامها في المؤسسات الخدمية للرد على استفسارات الزوار بلغات عدة، إضافة إلى حلول متقدمة لكاميرات الطرق الذكية، قادرة على رصد أعطال الطاقة، وتسربات المياه، والحفر، والحوادث، والمخلفات، وربطها بشكل مباشر بالجهات المختصة، ما يتيح سرعة الاستجابة والتعامل معها بفاعلية.
كما تضمنت المنتجات المطروحة ألواحاً ذكية قادرة على تحويل الأصوات والفيديوهات إلى نصوص مكتوبة، مع إمكانية تقديم ملخصات حسب الأنظمة المخصصة، إلى جانب لوحات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُعرض داخل المنازل، تتضمن صوراً متحركة لأفراد العائلة أو الأقارب المتوفين.
وأفاد خبراء في القطاع التقني، بأن التحول نحو نمط المدن الذكية بات يعتمد بشكل متزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، ما جعل تطبيقاتها أكثر واقعية وقابلية للتنفيذ مقارنة بالنماذج التصورية السابقة، مشيرين إلى أن العديد من هذه الحلول بات يُطبق فعلياً في عدد من الدول، ما يؤكد أن المدن الذكية لم تعد مجرد فكرة مستقبلية، بل واقع ملموس قيد التوسع.
وقال مدير العمليات في شركة «تايم دينماشين»، خالد الأسودي، إن الأنظمة الذكية المعروضة في دورة «جيتكس 2025»، تسهم بشكل كبير في دعم تحول المدن إلى نمط الحياة الذكي. وأكد أن هذا يشمل المتاجر ومراكز التسوق المؤتمتة بالكامل والتي تُدار دون وجود بشري، إضافة إلى الفنادق التي ترتبط بأنظمة ذكية تمكّن النزلاء من التحكم الكامل في عناصر الغرفة كالإضاءة، والستائر، وأجهزة التلفزيون، والمكيفات، عبر هواتفهم الذكية فور تسجيل الدخول. وأضاف أن من بين الأنظمة المبتكرة التي تدعم هذا التحول إشارات المرور الذكية التي تتصل بأجهزة استشعار وشبكات تقوم بتحليل حركة السير أو الحوادث في الطرق المحيطة، ما يتيح تنظيم حركة المرور بشكل أكثر سلاسة وفاعلية.
من جانبها، قالت مديرة المشاريع في شركة «أي فلاي تيك»، حليمة جبلي، إن المعرض شهد عرضاً لعدد كبير من الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي أصبحت قابلة للتطبيق على أرض الواقع، مشيرة إلى أن من أبرز تلك الابتكارات الشاشات الروبوتية المتحركة التي يمكن استخدامها في المطارات والمؤسسات الخدمية، حيث تقوم هذه الشاشات بالرد على استفسارات الزوار بلغات عدة، من خلال موظف افتراضي يظهر على الشاشة ويقدم الترجمة الفورية والتنقل التفاعلي داخل المكان.
وأشارت أيضاً إلى ابتكارات أخرى، مثل الألواح الذكية التي تقوم بتحويل النصوص المكتوبة أو المسجلة إلى نصوص منسقة قابلة للحفظ والتلخيص، ما يسهل إدارة الاجتماعات وتحويلها إلى سجلات رقمية، إضافة إلى اللوحات الذكية التي تعرض صوراً للأقارب أو المتوفين وتقوم بتحريكها باستخدام الذكاء الاصطناعي لإضفاء طابع إنساني وواقعي على الذكريات.
بدوره، أكد رئيس مجموعة «إم دي إس لتكامل النظم»، سامي أبي إسبر، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تلعب دوراً محورياً في دعم مسيرة التحول الرقمي، وتعزيز منظومة الابتكار باتجاه المدن الذكية. وأوضح أن تسارع الاستثمارات في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، أسهم في تسريع طرح مبادرات التحول الرقمي في مختلف القطاعات، بما يتماشى مع متطلبات الأتمتة والاندماج التكنولوجي الذكي.
وقال أبي إسبر إن المبادرات الحكومية المستمرة في هذا القطاع شكلت بيئة خصبة للابتكار، وساعدت على ترسيخ أسس التنوع الذكي في الخدمات والبنية التحتية الرقمية.
وفي السياق ذاته، قال المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط في شركة «تولي سوليوشن»، فيكاس آر بانشال، إن الذكاء الاصطناعي سهّل تطبيق حلول عدة تدعم التحول نحو النمط الذكي، ومنها أنظمة الأتمتة الكاملة للسجلات الورقية والمحاسبية في المؤسسات، حيث تم تحويلها إلى أنظمة رقمية، حتى في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما يسهم في دمجها ضمن منظومة المدن الذكية المتكاملة. وعدّ الذكاء الاصطناعي كان له دور بارز في تسريع وتيرة هذا التحول.