أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن التجارة كانت من الركائز الأساسية التي قامت عليها الحضارات قديماً، وهي اليوم رافد رئيس من روافد التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، وقطاع تفوقت فيه دولة الإمارات بشراكات قوية وعلاقات متوازنة ورؤية مستشرفة للمستقبل، لتكون أحد الأقطاب المؤثرة في تطور هذا القطاع الحيوي ومحور لحركته بين شرق العالم وغربه.
جاء ذلك خلال لقاء صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وسموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، اليوم، فريق عمل التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد، وفريق مفاوضات اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة في مجلس المضيف بدار الاتحاد بدبي، بحضور معالي د. ثاني الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، حيث أثنى سموّه على جهود الفريقين، وما أثمره نهج العمل بروح الفريق الواحد من تحقيق نتائج قياسية للتجارة الخارجية للإمارات خلال العام 2024، حيث بلغ حجمها 5.23 تريليون درهم مع فائض تجاري تجاوز 490 مليار درهم.
وقال سموّه خلال اللقاء: «التجارة كانت ولا تزال لغة الحضارات.. والإمارات أتقنت هذه اللغة بثقة كبيرة وصوت مسموع يتردد صداه في كافة أركان العالم.. تفوّقنا في التجارة ليس محض صدفة… بل ثمرة رؤية بعيدة، وشراكات متينة وسياسات مرنة، وعزيمة فرق عمل آمنت بأن حدود طموحاتنا لا تتوقف عند جغرافيا المكان.. بل تبدأ منها».
وأشاد سموّه بأسلوب العمل والتنسيق المستمر بين كافة الجهات المسؤولة عن قطاع التجارة الخارجية، داعياً إياهم لمواصلة ابتكار مزيد من السبل التي تكفل الحفاظ على المكانة التاريخية لدولة الإمارات على خارطة التجارة العالمية، وتضمن استدامة نمو روابطها التجارية مع العالم.
وقال سموّه: «نحن لا نواكب حركة التجارة العالمية فحسب.. بل نُسهم في صياغة مستقبلها.. ونربط الشرق بالغرب برصيد وافر من ثقة العالم وتقديره… شكراً لكل فرد أسهم في تعزيز منظومة التجارة الخارجية… أنتم تكتبون قصة نجاح وطن قرر أن يكون رقماً مؤثراً في معادلات الاقتصاد العالمي.»
وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تدوينة على منصة «إكس» أمس: «استقبلت اليوم ضمن مجلسنا الدوري مجموعة من المسؤولين والأعيان ورجال الأعمال الأجانب.. تبادلنا معهم الحديث.. وآخر أخبار التجارة والأعمال.. وأهم مستجدات مشاريع الحكومة.. وأخبار المجتمع».
وأضاف سموّه: «استمع الجميع بعد ذلك لشرح واف من وزيرة التربية والتعليم حول المبادرة الجديدة لحكومتنا في تعليم الذكاء الاصطناعي في كافة مراحل التعليم.. وأثر ذلك على الطلاب.. والمعلمين.. وعلى مستقبل بلادنا باذن الله».
وأردف سموّه: «كما استقبلت أيضاً ضمن المجلس مجموعة عمل اعتز بها وأفخر بجهودها.. هم فريق عمل المفاوضات الدولية الخاصة بالشراكات الاقتصادية وتسهيل وفتح تجارتنا الخارجية مع دول العالم … فريق يساوي بلغة الأرقام أكثر من 100 مليار درهم سيضيفها لاقتصادنا الوطني.. لهم التحية والتقدير.. ولجميع فرق الوطن كل الفخر والمحبة.. كل في مجاله».
وقال سموّه: «مجالسنا وجمعاتنا هي جلسات عمل.. وتعارف.. وتعلم.. وتقدير.. ونسأل الله أن يوفق الجميع لخدمة البلاد والعباد».
وتبادل صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الأحاديث الودية مع الحضور حول مسيرة التنمية المستدامة في الدولة، وما تشهده الإمارات من تقدم في مختلف المسارات الاقتصادية، وما يدعم هذه المسيرة من إنجازات مصدرها حرص صادق على تهيئة كافة الظروف الداعمة للقطاع الخاص وإشراكه بأدوار مؤثرة تكفل دفع عمليات التطوير، وتفتح المجال رحباً لنجاح مؤسسات الأعمال وازدهارها وتطورها انطلاقاً من أرض آمنت أن النجاح في إطاره الجماعي أقوى تأثيراً من النجاحات الفردية، لتبني نموذجاً اقتصادياً فريداً جوهره الشراكة الإيجابية في إرساء أسس المستقبل.
حضر اللقاء سموّ الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، وسموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، وسموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وسموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وجمع من الشيوخ والوزراء ومديري العموم، وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي وأعيان البلاد والتجّار ورجال الأعمال والمستثمرين.
يُذكر أن دولة الإمارات وقّعت حتى الآن 21 اتفاقية للشراكة الاقتصادية الشاملة، وأسهمت تلك الاتفاقيات في تعزيز الوصول إلى مزيد من الأسواق العالمية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وهي أسواق يقطنها نحو 25% من سكان العالم، إذ تأتي تلك الاتفاقات في سياق مشاريع الخمسين، بما لها من أهمية اقتصادية كبيرة، لاسيما في مجال التجارة غير النفطية، في حين تسهم الدولة بنسبة 41.4% من إجمالي صادرات السلع في منطقة الشرق الأوسط، وتأتي في الترتيب الـ11 عالمياً في صادرات السلع، والمرتبة 13 في صادرات الخدمات.
وأعرب الحضور عن عميق الشكر والتقدير إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لما يوليه سموّه من اهتمام وتشجيع لكافة فرق العمل ضمن مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع التجارة الخارجية، مؤكدين التزامهم بالسير على ذات النهج الذي أرسته القيادة الرشيدة في ترسيخ روابط التعاون الدولي وبناء جسور التواصل وتعزيز القدرات التي تكفل الحفاظ على المكانة المتقدمة لدولة الإمارات في صدارة دول العالم صاحبة التأثير الأكبر في حركة التبادلات التجارية ومستقبلها.
وتخلّلت اللقاء محاضرة قدّمتها سارة الأميري، وزير التربية والتعليم، حول إدراج مادة الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية في المدارس الحكومية على مستوى الدولة، وأهمية قرار الحكومة الإماراتية بهذا الشأن في تعزيز قدرة الأجيال الجديدة على إتقان التعامل مع تكنولوجيا سيكون لها عظيم الأثر في تبديل العديد من المفاهيم والممارسات في حياة المجتمعات بصورة عامة، ولا تقتصر فقط على مجالات العمل والإنتاج.