تُجسّد مبادرة المدن الصحية مفهومًا متكاملًا للصحة لا يقتصر على الجوانب العلاجية، بل يمتد ليشمل جودة الحياة بمختلف أبعادها، من خلال منظومة معايير شاملة تتجاوز 90 معيارًا معتمدًا، تغطي العوامل المؤثرة في صحة الإنسان جسديًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا.

وفي هذا الإطار، أكملت منطقة عسير استعداداتها لاستقبال وفد منظمة الصحة العالمية خلال الأسبوع الجاري، لتقييم معايير المدن الصحية وجودة الحياة ضمن برنامج المدن الصحية المعتمد عالميًّا، وذلك سعيًا للحصول على الاعتماد الدولي للمدن الصحية لأول مرة على مستوى المنطقة.

ويشمل التقييم مدينة أبها، ومحافظتي محايل عسير وطريب، إضافةً إلى المدينة الجامعية لجامعة الملك خالد، حيث يعتمد على تطبيق معايير شاملة تتعلق بجودة الحياة والصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية، من خلال مراجعة السياسات والخطط المعتمدة، وتنفيذ زيارات ميدانية، وقياس مستوى الالتزام بتطبيق المعايير في مختلف القطاعات ذات العلاقة.

ويرتكز مفهوم المدن الصحية على تعزيز الصحة والتنمية المجتمعية، ورفع جودة الحياة، ودعم التعليم ومحو الأمية، وتحسين البيئة وسلامة الأغذية، إلى جانب الاهتمام بالحوكمة المجتمعية، وبناء القدرات والتدريب، وتنمية الاقتصاد المحلي عبر القروض الصغيرة، فضلًا عن دعم السياحة، والرياضة والأنشطة التنافسية، والفنون والتراث، وتأهيل المسافرين، ورفع كفاءة التأهب والاستجابة للطوارئ.

ويُعد برنامج المدن الصحية أحد البرامج المعتمدة عالميًّا لدى منظمة الصحة العالمية (WHO)، التي تضطلع بدورها المرجعي الدولي في وضع المعايير، وإجراء التقييم الميداني للمدن المرشحة، والتحقق من التطبيق الفعلي، ودعم التحسين المستدام، وصولًا إلى منح الاعتماد الدول للمدن التي تطبق المفهوم الصحي بصورة متكاملة.

ويمثل هذا التقييم فرصة لتعزيز جودة الحياة في منطقة عسير، ورفع مستوى الخدمات، وتوسيع المشاركة المجتمعية في مجالات التطوع، والرياضة، والمسطحات الخضراء، والتعليم، وبناء القدرات، والاقتصاد، والثقافة، والترفيه، والسياحة، إضافةً إلى تعزيز الجاهزية للتعامل مع الكوارث والمخاطر.

شاركها.
Exit mobile version