نظمت جامعة جازان اليوم فعاليات “منتدى فكر” تحت شعار الوعي الفكري والتحديات المعاصرة، بمشاركة نخبة من القيادات الأكاديمية والفكرية والعلمية، إلى جانب طلبة الجامعة وأفراد المجتمع، وذلك في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز الوعي الفكري وتحقيق الأمن المجتمعي.
واستعرض المنتدى خلال ثلاث جلسات حوارية محاور متخصصة، حيث افتتحت الجلسة الأولى بعنوان الوعي الفكري وبناء الفرد والمجتمع، وأدارتها الأستاذة الدكتورة آمال بنت عبدالعزيز الهزاني عضو مجلس الشورى، وتحدثت خلالها الأميرة دعاء بنت محمد عزت عن أهمية تحصين الطفولة ضد الانحراف والتطرف عبر برامج تعليمية ترتكز على القيم الإسلامية، مؤكدة ضرورة إبراز القدوة وتعزيز وعي الأطفال بما ينسجم مع مستهدفات الرؤية الوطنية.
فيما ركّز معالي الدكتور فهد بن سعد الماجد أمين عام هيئة كبار العلماء على دور اللحمة الوطنية في تعزيز الأمن والاستقرار، مشيدًا بإنجازات المملكة في ترسيخ الانتماء وتوسيع مساحات الحوار بدءًا من الأسرة، بينما تطرق الدكتور هادي بن علي اليامي المدير التنفيذي للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي إلى قيم التسامح والتعايش باعتبارها ركائز أصيلة في الإسلام، مشيدًا بجهود المملكة في نشرها على المستويين الإقليمي والعالمي.
وفي الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان أثر الإعلام السعودي في تعزيز مفاهيم الوعي الفكري وأدارها الدكتور عبدالصمد بن هادي السهلي، تحدث عبدالله بن محمد الفوزان أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار والتواصل الحضاري عن دور الإعلام في مد جسور الحوار والتعايش الحضاري، مشيرًا إلى مكانة المملكة بما حباها الله من الحرمين الشريفين وقيادة رشيدة وشعب متسامح معتدل، وهو ما مكنها من أن تكون قوة فاعلة على الساحة الدولية ووسيطًا مؤثرًا بين الأمم.
أما الجلسة الثالثة التي ناقشت الخطاب الديني المعتدل وترسيخ الوعي الفكري وأدارها الدكتور أبو القاسم بن أحمد مسملي فقد تناولت محورين أساسيين، حيث أكد الدكتور علي بن محمد النعمي من فرع وزارة الشؤون الإسلامية بجازان على دور الخطاب الديني المعتدل في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء للوطن، مشددًا على قيم الوحدة والتنوع والاحترام المتبادل. فيما تناول الشيخ محمد بن رمزان الهاجري دور الخطاب الديني المعتدل في ترسيخ الوسطية والتصدي للتطرف، مبينًا أن بناء الوعي الفكري يتطلب تكامل الجهود المجتمعية عبر الحوار والتنمية الثقافية والمعرفية.
واختُتم المنتدى بالتأكيد على أن تعزيز الوعي الفكري مسؤولية مشتركة تستلزم تكامل أدوار المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية والمجتمعية، بما يسهم في تحصين المجتمع وبناء أجيال قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.