انطلقت أمس، فعاليات “صُنّاع الحِرَف” التي ينظمها حي حراء الثقافي بمكة المكرمة بالشراكة مع هيئة التراث، وعدد من الجهات الحكومية والخاصة، في خطوة تهدف إلى تعزيز حضور الحرفيين المحليين وإبراز مهاراتهم في مختلف مجالات الحرف التقليدية، ضمن برامج دعم التراث الوطني وتنميته.

واستقطبت الفعاليات في يومها الأول حضورًا لافتًا من الزوار والمهتمين بالصناعات الحرفية، الذين تابعوا سلسلة من العروض الحيّة التي قدّمها حرفيون متخصصون في مجالات متنوعة تجسد عمق التراث المحلي وتنوعه.

وتنوعت الحرف المعروضة بين الصناعات التقليدية المرتبطة بالبيئة المكية، وفنون التطريز، وصياغة المعادن، وحرف النجارة، وصناعة الفخار، وغيرها من الحرف التي تعد جزءًا من الهوية الثقافية والاجتماعية في المملكة.

ومن بين المحطات المميزة جاءت فعالية “الحرفي الصغير”، التي شهدت تنفيذ عدد من الورش التدريبية الموجهة للأطفال، إذ تعلم الصغار أساسيات الرسم وأساليب الحفر على الزجاج، ضمن برامج تهدف إلى ترسيخ الوعي الفني لديهم وتشجيعهم على اكتشاف مواهبهم في سن مبكرة.

وتسعى هذه المبادرة إلى إظهار جيل جديد مهتم بالحرف اليدوية، بما يضمن استمرار هذه الفنون عبر الأجيال.

وتضم الفعاليات التي تستمر حتى 26 نوفمبر الجاري مجموعة من البرامج الثقافية والتفاعلية، مثل منصات العرض المباشر، وحلقات النقاش، واستعراض المنتجات الحرفية، إضافة إلى مساحات مخصصة لتبادل الخبرات بين الحرفيين.

وتهدف هذه البرامج إلى تمكين الحرفيين من توسيع دائرة حضورهم التجاري والثقافي، وتشجيع الجمهور على اقتناء المنتجات المحلية الأصيلة، وتأتي ضمن سلسلة من المبادرات الوطنية الرامية إلى الحفاظ على التراث السعودي وتعزيز استدامته، من خلال تقديم الدعم للحرفيين، وإنشاء منصات تتيح لهم إحياء الحرف التقليدية وإيصالها إلى شرائح أوسع من المجتمع.

وتمثل فعاليات “صُنّاع الحِرَف” وجهة سياحية وثقافية بارزة في مكة المكرمة، إذ تجمع بين المتعة البصرية والمعرفة التراثية، وتمنح الزوار فرصة للتعرف عن قرب على مهارات الحرفيين وإبداعاتهم، في أجواء ثقافية تفاعلية تعكس الاهتمام المتنامي بالهوية الوطنية.

شاركها.
Exit mobile version