كشف البروفيسور مارك تيستر، الخبير في علوم النبات ورئيس مركز التميز للأمن الغذائي المستدام بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، عن مجموعة من المبادرات المتقدمة التي تهدف إلى تعزيز إنتاج التمور في المملكة عبر تبني التقنيات الذكية والابتكارات المستدامة. جاء ذلك خلال فعاليات المعرض الزراعي السعودي في نسخته الحادية والأربعين، الذي انطلق المقام حاليا في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض ويستمر حتى 24 أكتوبر الجاري.
وأشار البروفيسور «تيستر»، إلى أن «الزراعة في المملكة تتمتع بتاريخ حافل بالإنجازات، لكنها تواجه تحديات بيئية كبيرة تتطلب حلولاً مبتكرة، موضحا أن استهلاك المياه لإنتاج تمرة واحدة يبلغ حوالي 50 لترًا، وهو رقم مرتفع في ظل قلة الموارد المائية»، مبينًا أن الهدف هو تقليل هذا الاستهلاك من خلال تقنيات ذكية تعزز الكفاءة وتحافظ على الموارد.
وأكد أن «مركز التميز للأمن الغذائي المستدام في جامعة كاوست يسعى إلى تقليل الأثر البيئي للزراعة من خلال اعتماد حلول مثل البيوت الزجاجية واستخدام المياه المالحة بدلاً من العذبة، مما يسهم في حماية الموارد الطبيعية»، مشيرًا إلى أن الجامعة تستفيد من أجهزة استشعار متطورة والذكاء الاصطناعي وأنظمة التحكم الذكية لتحسين إنتاجية النخيل وضمان كفاءة العمليات الزراعية، داعيًا في الوقت ذاته إلى تيستر إلى تكاتف الجهود بين جميع الأطراف لتحقيق الأهداف الطموحة في قطاع الزراعة، ومشددًا على أهمية التعاون لتحقيق إنتاج مستدام يُحسن من استخدام الموارد ويخدم الأجيال القادمة.
يذكر أن المعرض الزراعي، شهد توقيع عدة اتفاقيات مهمة لدعم الابتكار الزراعي في المملكة. ويشارك فيه أكثر من 370 عارضًا من 29 دولة، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز الإنتاج الزراعي من خلال التحول التكنولوجي. ويُعتبر المعرض فرصة حيوية للتواصل بين قادة الصناعة وصناع القرار، حيث يعرض أحدث التطورات في التكنولوجيا الزراعية والحلول المستدامة، بما يتماشى مع رؤية 2030 وأهداف تنويع مصادر الأمن الغذائي في المملكة.
