- الثقافة والإعلام دورهما أساسي في بناء المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم التطور
- مهرجان القرين الثقافي أصبح منصة بارزة للإبداع وحلقة مضيئة في المشهد الثقافي العربي
- الكويت تسعى دائماً إلى ترسيخ مكانة الثقافة كعنصر محوري في تحقيق التواصل بين الشعوب
- اختيار الكويت عاصمة للثقافة دليل دورها الريادي ومسيرتها الحافلة في دعم الثقافة العربية
- الكويت منذ استقلالها تبنت رؤية ثقافية متكاملة جعلتها في طليعة الدول الداعمة للفكر والإبداع
- نحتفي بتكريم شخصية مهرجان القرين د.عبدالله الغذامي تقديراً لمسيرته الحافلة بالعطاء
فرحان الشمري و«كونا»
دشن ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري الخميس فعاليات «الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025» بحضور عدد من الوزراء والشخصيات الإعلامية والثقافية من الوطن العربي.
وقال الوزير المطيري في كلمة خلال حفل أقيم في المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بهذه المناسبة: «يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم ممثلا لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الذي يولي الثقافة والإعلام أهمية بالغة؛ إيمانا من سموه بدورهما الأساسي في بناء المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانفتاح والتطور».
وأضاف الوزير المطيري «نحتفل اليوم باختتام الدورة الثلاثين لمهرجان القرين الثقافي، هذا الحدث الثقافي العريق الذي أصبح منصة بارزة للإبداع وحلقة مضيئة في المشهد الثقافي العربي، فلطالما كانت دولة الكويت حاضنة للفكر والثقافة وداعمة للمبدعين والمفكرين».
وأوضح أن هذا الحدث يأتي متزامنا مع انطلاق فعاليات «الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025» وهو ما يعكس الدور الريادي والمسيرة الحافلة والعطاء الفني والثقافي والإعلامي لدولة الكويت في دعم الثقافة العربية وتعزيز مساراتها وتأكيد التزامها المستمر بترسيخ مكانة الثقافة كعنصر محوري في تحقيق التواصل والتفاهم بين الشعوب.
وأشاد بدور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو» ومجلس وزراء الإعلام العرب لاختيار دولة الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025 وعلى دعمهما اللامحدود للثقافة والإعلام بكل أشكالهما، مضيفا «ونؤكد هنا على تقديم كل ما من شأنه إثراء الحراك الثقافي والإعلامي بمختلف المجالات والعمل على تنمية الإنتاج الفكري وتطويره وإثرائه ونشر المعرفة الثرية وتوفير المناخ المناسب للإبداع».
وبين الوزير المطيري أن دولة الكويت منذ استقلالها تبنت رؤية ثقافية متكاملة جعلتها في طليعة الدول الداعمة للفكر والإبداع، إذ أطلقت العديد من المبادرات التي أسهمت في تشكيل وعي الأجيال العربية وتعزيز الهوية الثقافية وبفضل جهودها المستمرة أصبحت دولة الكويت منارة للفكر تحتضن المبدعين وتوفر لهم بيئة خصبة للإنتاج الثقافي والمعرفي، مما عزز مكانتها كمركز ثقافي عربي رائد.
وأكد أن دولة الكويت أثبتت أن الثقافة قوة دافعة للتنمية والتقدم، حيث يمثل الاستثمار فيها استثمارا في الإنسان والمستقبل ويضمن استمرار النهضة الفكرية والازدهار الحضاري.
وأكد التزام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمواصلة دعم الفكر والإبداع وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب من خلال العديد من الفعاليات التي تسلط الضوء على ثراء تاريخنا وهويتنا الوطنية، وتؤكد انفتاحنا على الثقافات الأخرى بما يعزز من دور دولة الكويت كمنصة للحوار والتلاقي الفكري الإبداعي.
واستطرد الوزير المطيري قائلا «حين تلتقي العراقة بالحداثة يتجسد الإبداع في أبهى صوره ويأتي العرض المسرحي الملحمي «محيط الأرض» معلنا انطلاق فعاليات «الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025»» مبينا أن «هذا العمل تجربة فنية متكاملة تعكس الهوية الثقافية للكويت وتؤكد مكانتها الراسخة في المشهد الثقافي العربي، حيث تتضافر فيه الفنون والتقنيات الحديثة لتقديم رؤية إبداعية نابضة بالحياة».
وأكد أن الكويت تواصل اليوم مسيرتها الثقافية، مجددة التزامها بالفنون كوسيلة للتعبير والتطور وحاملة راية الإبداع نحو آفاق جديدة، فهي تؤمن بدور الثقافة في بناء جسور التواصل بين الشعوب وترسيخ قيم السلام وتعزيز الهوية الإنسانية المشتركة، بما يسهم في إثراء الفكر ودفع عجلة التنمية الثقافية إلى المستقبل.
وأضاف بقوله: نحتفي اليوم بتكريم شخصية مهرجان القرين الثقافي لهذا العام الناقد الأدبي د.عبدالله الغذامي تقديرا للمسيرة الحافلة بالعطاء لهذه القامة الفكرية المتميزة التي أثرت المشهد الثقافي العربي بإسهامات عميقة جعلته أحد أبرز رموز الثقافة العربية في عصرنا الحديث، مستدركا «كما نحتفي أيضا بتكريم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، وهو تكريم مستحق لمن كرسوا حياتهم لخدمة الفكر والإبداع وأسهموا في إثراء المشهد الثقافي الكويتي والعربي».
وأوضح الوزير المطيري أن هذه الجوائز احتفاء بمنظومة متكاملة من العطاء والإبداع، ودعوة لمواصلة المسيرة نحو مستقبل أكثر إشراقا للفكر والثقافة والفنون.
وتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد على الرعاية السامية لهذه الفعالية، وإلى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد على دعم سموه الدائم، وإلى سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء على متابعة وتشجيع سموه الدائمين.
بدوره، هنأ المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو» د.محمد ولد أعمر في كلمته الكويت قيادة وحكومة وشعبا بافتتاح هذا الحدث الحضاري المهم والاستحقاق الثقافي الملهم، حيث نحتفي بالكويت عاصمة عربية للثقافة لعام 2025، مضيفا أن هذا الاستحقاق الثقافي والحضاري الخاص سيشكل فرصة مهمة لإعادة اكتشاف الكويت والاحتفاء بتاريخها الثقافي والعلمي والأدبي.
وهنأ الكويت على اختيار الشاعر والمثقف الكويتي الراحل أحمد العدواني كأحد رموز الثقافة العربية لهذه السنة وهو مؤلف النشيد الوطني الكويتي ورائد فكرة تدوين الأمثال والحكم الكويتية، مبينا أن «المنظمة» ستحتفي بمختلف إنجازاته وإسهاماته في احتفال اليوم العربي للشعر لهذه السنة.
وثمن جهود وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري وإشرافه ومتابعته وحرصه على إنجاح فعاليات هذه التظاهرة باحتفائنا بالكويت عاصمة عربية للثقافة «ومما يزيد هذا الاحتفاء ثراء وبهجة أيضا وكغيره من الاحتفاءات السابقة بمدننا العربية هو اعتبار مدينة القدس الشريف عاصمة دائمة للثقافة العربية توأمة مع أي مدينة عربية يحتفى بها».
وبين أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم دأبت منذ ما يناهز ثلاثة عقود بدءا من سنة 1996 على تنفيذ برنامج الاحتفاء بالعواصم العربية للثقافة تخليدا للمكانة الثقافية للمدن العربية ومساهمة في تقديم الصورة المشرقة للثقافة العربية ونفض الغبار عن الموروث الثقافي وصيانته وتنمية أواصر القربى والتواصل الثقافي بين المدن والحواضر العربية.
وأفاد بأن «المنظمة» تطمح من خلال هذا المشروع الاستراتيجي إلى تطوير السياسات الثقافية في الدول العربية وإعادة الاعتبار لمكانة الثقافة وقوتها ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مدننا وحواضرنا العربية إذ «سيسخر فريق إدارة الثقافة بالمنظمة كل طاقته وجهوده في سبيل تحقيق هذا الهدف وإطلاق مشاريع ثقافية مشتركة وبرامج عمل ميدانية واحتفائية مع الكويت طيلة هذه السنة».
وثمن كل الجهود المبذولة والتي ستبذل في سبيل إظهار دولة الكويت عاصمة الثقافة العربية بحلتها التي تليق بها والتي تعكس أهليتها واستحقاقها لاستضافة هذا الحدث الحضاري والاستحقاق الثقافي المهم.
وكان الحفل قد استهل بالسلام الوطني، كما قدم المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو» د.محمد ولد أعمر درع «الكويت عاصمة الثقافة والإعلام 2025» للوزير المطيري.
وتضمن الحفل أغنية وطنية من أداء الفنان نبيل شعيل وكلمات من إعلاميين ومثقفين عن دور الكويت البارز في مجالي الثقافة والإعلام.
وتخلل الحفل أيضا العرض المسرحي التاريخي «محيط الأرض» بتوقيع الفنان عبدالله عبدالرسول في البناء الدرامي والحوار والإخراج، مقدما تجربة مسرحية متكاملة تجمع بين محاكاة التاريخ ورؤية المستقبل بمشاركة نخبة من نجوم الفن الكويتي.
وجاء العرض في قالب ملحمي غنائي برز الإرث العلمي للفلكي الكويتي الراحل صالح العجيري ودوره في إثراء المعرفة عبر مشاهد تنقلت بين الأزمنة المختلفة مع الحفاظ على روح كل مرحلة تاريخية بأسلوب درامي خيالي مبتكر.
تكريم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية 2024
وقام ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري بتكريم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2024 وشخصية مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 30.
وجاء التكريم خلال حفل تدشين فعاليات «الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025» على خشبة المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بحضور عدد من الوزراء والشخصيات الإعلامية والثقافية من الوطن العربي.
وكرم الوزير المطيري شخصية مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 30 د.عبدالله الغذامي من المملكة العربية السعودية لإسهاماته الفكرية والثقافية المميزة التي أثرت الحقل الثقافي العربي لعقود.
كما كرم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية لعام 2024 وهم د.موضي الحمود في مجال الخدمات الاجتماعية والفنان خالد العبيد في مجال الفنون وسناء الخراز في مجال الخدمات الثقافية.
وكرم أيضا الفائزين بجوائز الدولة التشجيعية لعام 2024 حيث فازت في مجال الفنون الفنانة زهراء جاسم وحصلت على جائزة الفنون التشكيلية والتطبيقية «الرسم» بينما فاز بجائزة التمثيل التلفزيوني الفنان حسين الحداد.
وقام الوزير المطيري بتكرم الفائزين بالجائزة التشجيعية في مجال الآداب، وهم الشاعر محمد صرخوه الحاصل على جائزة الشعر وحمود الشايجي بجائزة الرواية وباسمة الوزان بجائزة أدب الطفل ود.عباس الحداد بجائزة الدراسات اللغوية والأدبية والنقدية، أما في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية فقد كرم الوزير المطيري نادر العازمي بجائزة التاريخ والآثار.
شارك في التكريم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.محمد الجسار والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس عائشة المحمود.
«محيط الأرض».. عرض مسرحي تاريخي يحاكي لمحات من سيرة الفلكي الكويتي الراحل صالح العجيري
جسّد العرض المسرحي التاريخي «محيط الأرض» رسالة الفن الحضارية عبر تجربة درامية ملحمية تستعيد محطات من سيرة العالم الفلكي الكويتي الراحل صالح العجيري، مقدما رؤية مبتكرة تجمع بين فن المسرح والموسيقى والمؤثرات البصرية والتقنيات الحديثة.
وشكّل العرض الذي أقيم مساء الخميس على المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي انطلاقة لفعاليات «الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025» وتناول رؤية فنية لعدة أحداث تاريخية ليبرز مكانة الكويت الثقافية الرائدة في نقل المعرفة واستشراف المستقبل بصورة درامية خيالية مبتكرة وبتجهيزات تقنية عالية ومشاركة نخبة من كبار الفنانين.
وجاء العمل الفني بتوقيع الفنان عبدالله عبدالرسول في البناء الدرامي والحوار والإخراج، مقدما تجربة مسرحية متكاملة مازجا بين العناصر الفنية لتعبر الدراما عن الأحداث التاريخية وتتنقل عبر الزمن بين مشاهده وفصوله مع الحفاظ على خصوصية كل مرحلة عبر إشارات ودلالات تعكس روح التاريخ وتستشرف المستقبل.
وتناول العرض الملحمي الذي أنتجته وزارة الإعلام سيرة ذاتية وطنية ملهمة متمثلة في العالم الفلكي د.صالح العجيري، رحمه الله، حيث قدم سردا فنيا مبتكرا يجسد إرثه العلمي ودوره في إثراء المعرفة.
وحمل العرض الفني الغنائي عناصر الإبهار الفني، حيث سلط الضوء على مكانة الحركة الفنية في دولة الكويت من خلال تقديم هذا النوع من الأعمال الإبداعية، كما عكس مستوى الفن الرفيع الذي يمزج بين محاكاة التاريخ واستشراف المستقبل برؤية فنية درامية.
ويعد «محيط الأرض» إحدى مبادرات الكويت الثقافية والإعلامية ضمن احتفالية «الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025» ويهدف إلى ترسيخ مكانة الإعلام والثقافة والفن في البناء المعرفي والحضاري وتحقيق رؤى المستقبل.
وجاء العرض المسرحي «محيط الأرض» كأول فعاليات «الكويت كعاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025» وتستمر حكاية الكويت الثقافية والإعلامية كجزء من منظومة متكاملة تهدف إلى الارتقاء بالإنسان واستثمار معارفه وفق قيم راسخة انعكست على إرثها ومسيرتها الثقافية والفكرية البارزة على مدى عقود طويلة.