أسامة دياب
واصل رؤساء البعثات الديبلوماسية العرب والأجانب المعتمدون في البلاد، إلى جانب عدد من المواطنين، تقديم واجب العزاء بوفاة البابا فرنسيس الأول، في مقر سفارة الفاتيكان.
وفي هذا الإطار، عبر السفير الفلسطيني رامي طهبوب عن بالغ حزنه، مؤكدا أن البابا لم يكن مجرد رجل دين، بل كان ضميرا حيا حمل رسائل التآخي والدفاع عن المظلومين في جميع أنحاء العالم، مضيفا أن البابا فرانسيس أسهم بدور كبير في مد جسور الحوار بين الأديان، وحرص على تعزيز قيم الاحترام المتبادل بين المسلمين والمسيحيين، مشيرا إلى أن مبادراته لم تكن رمزية فقط، بل تمخضت عنها خطوات ملموسة خففت من التوترات وأسهمت في بناء الثقة.
وأشاد طهبوب بمواقف البابا الداعمة للحقوق العربية، خصوصا في القضية الفلسطينية، منوها بتصريحاته المتكررة التي أدان فيها الاحتلال، ورفض الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وتنديده المستمر بالإبادة الجماعية والمجازر بحق أطفال قطاع غزة، مؤكدا أن صوت البابا كان دعما معنويا كبيرا لفلسطين في الساحة الدولية.
وختم بقوله «إن العالم فقد رجلا استثنائيا، لكن إرثه سيبقى حيا في قلوب المؤمنين بالعدالة والرحمة، فقد فقدنا صديقا حقيقيا للسلام، وسنظل أوفياء لقيمه ورسائله».
من جانبه، قال السفير البحريني صلاح المالكي «لقد كرس البابا فرنسيس حياته لخدمة الإنسانية وتعزيز قيم المحبة والسلام، ونتقدم بأحر التعازي لدولة الفاتيكان والعالم أجمع بوفاة البابا، الذي سعى جاهدا لترسيخ مفاهيم التعايش بين الشعوب».
وأشاد المالكي بالإرث الإنساني والروحي الذي خلفه البابا، وجهوده في التقريب بين الأديان والثقافات، متمنيا أن يلهم رحيله العالم بقيم التسامح والوئام التي لطالما دعا إليها.
وأشار إلى أن مملكة البحرين، بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تؤمن بأهمية الحوار بين الأديان، مثنيا على الدور الفاعل لمركز الملك حمد للتعايش والتسامح في ترسيخ تلك المبادئ، ومستذكرا الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرانسيس إلى البحرين وما تركته من أثر بالغ في تعزيز هذه القيم.
أما السفير اليوناني يوناس بلوتاس، فقد أعرب عن عميق حزنه، مؤكدا أن العالم بأسره فقد قائدا روحيا استثنائيا، ستبقى مواقفه الإنسانية محفورة في الذاكرة، لما أظهره من دعم دائم للفئات الضعيفة والمهمشة، خاصة اللاجئين والمرضى.
وأضاف أن البابا جعل من الكرامة الإنسانية محور رسالته، ما منحه مكانة رفيعة في قلوب الناس على اختلاف أديانهم. وختم قائلا إن إرث البابا لا يقتصر على الكنيسة الكاثوليكية فحسب، بل يمتد أثره إلى الإنسانية كلها، بمن فيهم المسلمون، داعيا إلى مواصلة السير على نهجه الإنساني.
من جهتها، أعربت المحامية كوثر الجوعان رئيسة «معهد المرأة للتنمية والسلام»، عن حزنها العميق لوفاة البابا، مشيدة بمواقفه النبيلة، مؤكدة أن العالم خسر برحيله رجل حكمة وسلام وعدالة.
وقالت الجوعان «في أيامه الأخيرة، وجه البابا رسالة قوية إلى العالم مطالبا بوقف الحرب في غزة، وهو ما يعكس تمسكه الدائم بقيم الحب والعدالة والدعوة للسلام».
وأضافت أن مواقفه لم تكن محصورة بقضايا المسيحيين، بل امتدت لتشمل دعم القضايا العربية والإسلامية. وأكدت أن وفاته كانت فاجعة شعر بها الجميع في الكويت، وأن إرثه سيظل حيا، مضيفة: «لله ما أعطى ولله ما أخذ».