- السفير الصيني: التبادل والتعلم بين الحضارتين الصينية والعربية أثرى كنوز الحضارة الإنسانية
حنان عبدالمعبود
تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، وحضور وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري ممثلا عنه، أقيم مؤتمر «تباعد المسافات وتقارب العلاقات: طريق الحرير عروة بين عالمين» بدار الآثار الإسلامية، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجسار، وعدد من السفراء ومديري المتاحف في جمهورية الصين الشعبية.
وألقى ممثل سمو رئيس مجلس الوزراء، وزير الإعلام ووزير الثقافة عبدالرحمن المطيري كلمة أعرب فيها عن تقديره لجهود المشرف العام لدار الآثار الإسلامية الشيخة حصة الصباح، والدور الايجابي البارز الذي تقوم به من خلال أنشطة الدار التي جابت وتجوب العالم على مدى أعوام، وكشف مواطن الجمال والفن في صنعة الآثار وعالم التحف العريقة، مما عزز من مكانة دولة الكويت في العناية بالتراث الإنساني.
وقال «إن العلاقات الكويتية -الصينية وعمقها الراسخ تعكس الرؤى المشتركة لقادة البلدين الصديقين، حيث بنيت هذه العلاقات على أسس قوية ومتينة وواضحة، وشملت مجالات التعاون الثنائية نموا كبيرا وفعالا في كل مجالات التنمية والبناء بما يلبي تطلعات قادة وشعبي البلدين الصديقين».
وأضاف «منذ بدأت الكويت نهضتها الثقافية والحضارية قبل أكثر من مائة عام وهي وفية لتراثها وآثارها القديمة وهذا يترجم اليوم باحتضان دار الآثار الإسلامية لمؤتمر ومعرض الصين تحت عنوان «تباعد المسافات وتقارب العلاقات.. الفن الصيني في الكويت» فالتراث هو الهوية التي تميز الشعوب، ومن واجبنا أن نتناقل هذا التراث كحافز للأجيال يثبت الهوية ويدفعها إلى المزيد من الإبداع والرقي».
واختتم مؤكدا العمل من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وتعلیمات سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، على ترجمة دعم القيادة السياسية للثقافة والفنون والآداب في البلاد من خلال استراتيجية المجلس الوطني التي تحرص على تنمية الإنتاج الفكري وتطويره وإثرائه، ونشر المعرفة الثرية، وتوفير المناخ المناسب للإبداع.
من جانبها، ألقت الأمين العام المساعد لقطاع الآثار الإسلامية بالإنابة، الشيخة د.العنود الصباح كلمة قالت «منذ نشأة دار الآثار الإسلامية في 1983 نكرس جهودنا لرفع اسم الكويت وانتشاره في مجال الآثار والثقافة، وهي نفس المبادئ التي تمت التوصية بها في الجزء السابع من رؤية الكويت 2035 والتي تهدف إلى تعزيز مكانة الكويت إقليميا وعالميا» من خلال الآثار والثقافة والسياحة، ولأهمية وندرة مقتنيات مجموعة الصباح الآثارية، والتي ستروى من خلال عرض بعض منها فإن لها قصة تقارب الحضارات والتاريخ الذي يربط العالمين منذ عصر التانغ من خلال طريق الحرير إلى عالمنا اليوم».
وأضافت «هذا الحدث بمثابة استكمال للتعاون الثقافي الذي بدأ بين دولتي الكويت والصين في بداية العلاقات، مشيرة إلى أن المؤتمر يضم ثلاث جلسات الأولى تختص بالتجارة على طريق الحرير، والعلم والفلسفة وانتشار الإسلام في الصين، والجلسة الأخيرة تتحدث عن انتشار الفكر الصيني والإسلامي، حيث نتناول نقاط الالتقاء، حيث طريق الحرير القديم كان يقرب الشعوب عن طريق التجارة وانتشار الثقافة والعلم والفنون، بينما اليوم يأتي بحلة جديدة تربط بين الشعوب من خلال المبادرة الصينية والتي تنضم لها الكويت، وهي متعددة الأطراف حيث تتعامل مع المواضيع التجارية والثقافية والاقتصادية وغيرها.
بدوره، ألقى سفير جمهورية الصين الشعبية بالكويت تشانغ جيانوي كلمة أكد خلالها أن جذور العلاقات الودية بين الصين والدول العربية تضرب في أعماق التاريخ، وأنه منذ أكثر من ألفي سنة، ربط طريق الحرير القديم بين الحضارتين الصينية والعربية وعبره انتقلت الاختراعات الصينية الأربعة الكبرى، إلى جانب الحرير والخزف الصيني، إلى المنطقة العربية ومنها إلى العالم أجمع.
وأضاف «بالمقابل، وصلت إنجازات الحضارة العربية في مجالات الطب وعلم الفلك والهندسة، وحتى دين الإسلام الذي ظهر في القرن السابع الميلادي، إلى الصين عبر طريق الحرير القديم، وجعلت الحضارة الصينية أكثر تنوعا، مؤكدا أن التبادل والتعلم بين الحضارتين العريقتين قد أثرى كنوز الحضارة الإنسانية بشكل كبير». وأوضح السفير الصيني أن الرئيس شي جين بينغ وصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وقعا بيانا مشتركا بشأن الخطة الخمسية للتعاون الثنائي بين الصين والكويت في مدينة هانغتشو في العام الماضي، وكان تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين من أهم محاورها.
ولفت إلى أن المركز الثقافي الصيني، الأول من نوعه في دول الخليج، بدأ نشاطه التجريبي في الكويت ونظم سلسلة من الفعاليات كالترويج لفن التاي تشي والطب الصيني التقليدي.