- أكثر من 100 ألف سائح كويتي زاروا إسبانيا العام الماضي عن طريق الناقل الوطني «الخطوط الجوية الكويتية» فقط
- 31 ألف تأشيرة أصدرها القسم القنصلي بالسفارة العام الماضي
- الاستثمارات الكويتية بإسبانيا قديمة ومميزة وتبلغ بضعة مليارات
- 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم تسيّر العلاقات الثنائية بين البلدين وتمثل الإطار القانوني لها وتغطي مختلف مجالات التعاون
- 500 نسمة إجمالي عدد أبناء الجالية الإسبانية في الكويت وهي جالية نوعية ومدربة تمثل إضافة قوية لأماكن عملها
أسامة دياب
ودَّع السفير الإسباني لدى البلاد ميغيل مورو أغيلار الكويت من نافذة «الأنباء» كما قدم نفسه إلى المجتمع الكويتي من خلالها. وكشف أغيلار ـ في لقاء خاص مع «الأنباء» ـ عن أن الحكومة الإسبانية قد قامت بتسمية مانويل هيرناديز غامايو سفيرا لإسبانيا في الكويت، لافتا إلى أن السفير الجديد سيصل إلى الكويت نهاية الشهر الجاري قادما من المملكة العربية السعودية، وبالتالي فإنه يعرف المنطقة جيدا ولن يجد صعوبة في التأقلم، مشيدا بالدور الرائد والمميز الذي تلعبه الكويت في حل الأزمات وإحلال السلام إقليميا ودوليا، موضحا أن الكويت بقيادتها الحكيمة وسياستها المتزنة أحد أهم عوامل استقرار المنطقة.
وأشاد أغيلار بالسنوات الـ 4 التي قضاها في الكويت، معربا عن فخره بكل الإنجازات التي تحققت خلالها، موضحا أن الكويت ستظل دائما في قلبه وسيعود إلى بلاده محملا بصداقات وذكريات لن تنسى، لافتا إلى أنه حرص منذ اليوم الأول له في الكويت على البناء على العلاقات الثنائية بين البلدين وجعلها أكثر قوة واستشراف آفاق جديدة لها تصب في صالح البلدين الصديقين، مشيرا إلى أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين 500 مليون يورو في كلا الاتجاهين وهناك إمكانية كبيرة لزيادة معدلاته، مشيرا إلى أن الاستثمارات الكويتية في إسبانيا قديمة ومميزة ويقدر إجمالي حجمها بنحو بضعة مليارات من الدولارات. في السطور التالية تفاصيل اللقاء:
بعد أن قضيت 4 أعوام مثمرة ذخرت بالأنشطة المتنوعة والإنجازات المميزة بشهادة كل من تعاملوا معك، كيف تصف فترة عملك في الكويت؟
٭ سعيد جدا بأن الكويت كانت محطتي الأولى سفيرا لمملكة إسبانيا، إلا أنني قبل أن آتي إلى هنا كانت لدي مسيرة طويلة وحافلة، حيث عملت نائب سفير في 4 سفارات لبلادي في دول اخرى، وقبلها شغلت منصب قنصل في دولة أخرى، وبالإضافة إلى منصبين صغيرين توليتهم في بداية حياتي الديبلوماسية. وصلت إلى الكويت في الأول من أغسطس 2020 قادما من فيتنام التي كنت أعمل بها كنائب رئيس البعثة في منتصف جائحة كورونا وفي أوقات عصيبة يمر بها العالم وليس الكويت فقط، ولكن بمجرد هبوط الطائرة في مطار الكويت شعرت بأنها فرصتي والتي عملت طوال حياتي لأصل إلى هنا، ولذلك قلت لنفسي كل الأعذار غير مقبولة وسأعمل بجد واجتهاد بالرغم من القيود والعقبات التي فرضتها الجائحة لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية، وأن أجعل البلدين الصديقين أكثر قربا من أي وقت مضى وتطويرها بالشكل الملائم على جميع الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، وخلال أشهر بعد وصولي إلى هنا زار الكويت وزير خارجيتنا وواجهتنا صعوبة كبيرة، حيث ثبتت إصابة أحد أعضاء الوفد بفيروس كورونا، وكنا من المفترض أن نلتقي القيادة السياسية ولكن الإصابة زادت من الأمر تعقيدا واضطر الوفد لأن يلازم فندق الإقامة، ولكنني استطعت التغلب على هذا الموقف بترتيب لقاءات عبر الفيديو بين الوفد والمسؤولين الكويتيين مما ساهم في صنع الفارق وحققت الزيارة أهدافها وتغلبنا على حالة الإحباط التي واجهتنا في بدايتها.
وبعد هذه الزيارة بشهر تقريبا زار وزير الخارجية آنذاك الشيخ د.أحمد ناصر المحمد إسبانيا، كل ذلك كان في غضون أشهر قليلة من وصولي إلى الكويت، أشعر بالفخر بما حققناه على صعيد العلاقات الثنائية، الاقتصادية والتجارية والثقافية والأكاديمية والتعاون العلمي.
بالإضافة إلى أنني ومنذ اليوم الأول في الكويت وأنا أعمل على مسارات عدة ربما يكون بعضها غير واضح للعيان مثل تطوير مبنى السفارة ومحل الإقامة ولقد انجزنا ذلك بالفعل، كما افتتحنا مؤخرا مركزا جديدا للتأشيرات يعتبر أكثر راحة وأكثر تطورا لنقدم خدماتنا بشكل أفضل لأبناء الجالية الإسبانية والمواطنين الكويتيين والمقيمين. إجمالا فترة عملي في الكويت لا تنسى وسأعود إلى إسبانيا محملا بالذكريات الطيبة وتاركا خلفي الكثير من الأصدقاء المخلصين.
لو أجرينا مقارنة بين إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين قبل بداية عملك وفي نهاية مهامك هنا، ما التغير الذي طرأ عليه وابرز طموحاتك في هذا الصدد؟
٭ بداية، دعنا نتفق على أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين يحقق معدلات نمو مستمرة ولكنه مازال دون مستوى الطموح نظرا للإمكانات الكبيرة والمتاحة في كلا البلدين، وأعتقد أن جائحة كوفيد – 19 قد ألقت بظلالها على تلك المعدلات وكانت سببا مباشرا في عدم تحقيقها الأرقام المأمولة. بصفة عامة بعد الجائحة معدلات النمو كانت كبيرة وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين 500 مليون يورو في كلا الاتجاهين.
أؤمن بأننا على الطريق الصحيح ونبذل جهودا لاستشراف آفاق جديدة للتبادل التجاري، فعلى سبيل المثال شهد العام الماضي وصول 100 طن من اللحوم الإسبانية الفاخرة. كما قلت، 500 مليون أمر جيد، ولكن علينا أن نفعل ما هو أفضل.
ما أبرز الاستثمارات الكويتية في إسبانيا وإجمالي حجمها؟
٭ إسبانيا بيئة ملائمة للاستثمارات الأجنبية نظرا لما تتمتع به من استقرار سياسي وموقع استراتيجي مميز ومناخ استثماري جاذب للاستثمارات الأجنبية. الاستثمارات الكويتية في إسبانيا قديمة ومميزة وأعلم أن الهيئة العامة للاستثمار مهتمة بالاستثمار في بلادي ولكنهم لا يفصحون عن الأرقام وبالطبع لهم مطلق الحرية في ذلك، إلا أن ما أود أن أشير إليه أنه حسب تقديراتنا الاستثمارات الكويتية في إسبانيا تبلغ بضع مليارات وهي في مجملها استثمارات إيجابية والبلدان الصديقان لديهما الرغبة في توسيعها من خلال إيجاد المجالات ذات الاهتمام المشترك مثل قطاعات الطاقة المتجددة والنقل، كما أن للقطاع الخاص الكويتي استثمارات مميزة، فضلا عن اهتمام الكويتيين بقطاع العقار، حيث تمتلك شريحة كبيرة منهم عقارات في مختلف المدن الإسبانية. نحن على الطريق الصحيح وأعتقد أن اجتماع اللجنة المشتركة والتي ستعقد قبل نهاية هذا العام ستكون فرصة مواتية لبحث الفرص الاستثمارية المتاحة وزيادة معدلات الاستثمارات الحالية.
إسبانيا من الوجهات السياحية المفضلة للكويتيين، كم يبلغ عدد السائحين الكويتيين الذي يزورون بلادكم كل عام؟
٭ إسبانيا من الوجهات السياحية المفضلة للسائحين من مختلف أنحاء العالم بما تملكه من إمكانات سياحية هائلة وبنية تحتية مميزة، فضلا عن تنوعها التاريخي والثقافي والحضاري، العام الماضي زار إسبانيا 86 مليون سائح من مختلف أنحاء العالم. أما فيما يتعلق بالكويت فسنجد أن أكثر من 100 ألف سائح كويتي زاروا إسبانيا العام الماضي عن طريق الناقل الوطني الخطوط الجوية الكويتية فقط، وهذا ما يشير إلى أن الرقم الحقيقي لعدد السائحين الكويتيين أكبر بكثير وأعتقد ان استئناف رحلات الطيران المباشرة بين البلدين بعد توقف استمر لـ 40 عاما صنع الفارق. ورسالتي للكويتيين بأن يعيدوا اكتشاف إسبانيا كوجهة سياحية من طراز فريد فهي أكبر بكثير وتحوي مناطق مميزة بخلاف ماربيلا ومايوركا.
ما أبرز الإنجازات التي تفخر بتحقيقها خلال فترة عملك في الكويت؟
٭ بالفعل أشعر بالفخر لعدد من الإنجازات، أبرزها أنني ساهمت بفاعلية في البناء على العلاقات القوية التي تجمع البلدين وبذلت قصارى جهدي لجعلهما أكثر قربا مما مضى، وفيما يتعلق بالتبادل الثقافي حرصنا في السفارة على تنميته وتطويره لأنه بمنزلة جسر يربط البلدين ويوفر أرضية خصبة للفهم المشترك وهذا ما انعكس على العلاقات الشعبية بين البلدين.
وكان لإعادة تشغيل خط الطيران المباشر بين البلدين بعد توقف دام لـ 40 عاما أثر فاعل في دعم كل مناحي العلاقات الثنائية. أؤمن بأن المشاورات السياسية بين البلدين ساهمت في التقريب بيننا، والموافقة على تأسيس للجنة المشتركة بين البلدين سيكون خطوة مهمة تجاه دعم وتعزيز العلاقات الثنائية، كما وقعنا 3 اتفاقيات ثنائية مؤخرا، أهمها اتفاقية إعفاء أصحاب الجوازات من التأشيرة بالإضافة إلى أن افتتاح مركز التأشيرات الجديد كان إضافة نوعية تصب في صالح تسهيل إجراءات التقديم للتأشيرة وخلق مناخ مريح لكل من المواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى تقديم الخدمات القنصلية لأبناء الجالية الإسبانية في الكويت والذي يبلغ عددهم نحو 500 نسمة وهي جالية نوعية ومدربة تمثل إضافة قوية لاماكن عملهم ويعملون في مجالات مختلفة.
وأعتقد أن زيارة الملك فيليب إلى الكويت لتقديم واجب العزاء في سمو الأمير الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ نواف الأحمد كانت علامة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية.
كم يبلغ عدد التأشيرات التي أصدرها القسم القنصلي، وما أبرز استعدادات السفارة لمواجهة الطلب المتنامي على التأشيرة مع دخول فصل الصيف؟
٭ القسم القنصلي بالسفارة أصدر قرابة 31 ألف تأشيرة العام الماضي، وغالبا ما نستعد استعدادا خاصا لموسم الصيف لمواجهة الطلب المتنامي على طلب التأشيرة. ونحن للأمانة نتعاون مع المواطنين الكويتيين حيث كان القسم القنصلي يمنح المواطنين تأشيرات «شنغن» طويلة المدى متعددة السفرات حتى قبل أن يقر الاتحاد الأوروبي منحها لهم لمدة 5 سنوات.
كم يبلغ عدد الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين؟
٭ لدينا 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم تسير العلاقات الثنائية بين البلدين وتمثل الإطار القانوني لها وتغطي مختلف مجالات التعاون الثنائي مثل الثقافة والسياحة والطيران والمشاورات السياسية وحماية الاستثمارات وغيرها، كما أننا نعمل على عدد من الاتفاقيات التي سيتم التوقيع عليها قريبا.
وأشير هنا إلى أن لدي بعض الملفات لإنجازها مع وزارة الخارجية، وأعتقد أنه من الممكن أن تجرى المشاورات السياسية بين البلدين قبل مغادرتي.
ما أكثر ما أعجبك في الكويت وماذا ستفتقد فيها؟
٭ أكثر ما أعجبني في الكويت شعبها الطيب والكريم والمضياف الذي يقبل الآخر ويتعاون معه، وبالتالي أكثر ما سأفتقده هو الناس، سأفتقد الطعام اللذيذ، لكنني سأكون سعيدا لأنني سأتوقف عن الأكل، لأن المشكلة في الكويت اننا نكسب وزنا إضافيا بسبب الطعام الرائع، سأفتقد الديوانية كنظام اجتماعي فريد. ولكن العزاء الوحيد هو أنني لدي أصدقاء كثيرون سأظل على تواصل معهم وسأزور الكويت كلما سنحت لي الفرصة. للأمانة الكويت أضافت لخبراتي كسفير كثيرا حيث كانت كما ذكرت محطتي الأولى كسفير. الديبلوماسية الكويتية رائدة ومتزنة وتلعب دورا مميزا في حل الأزمات وإحلال السلام إقليميا ودوليا والكويت بقيادتها الحكيمة وسياستها المتزنة أحد أهم عوامل استقرار المنطقة.
ديبلوماسي صاحب مسيرة حافلة وخبرة عريضة
السفير الإسباني الجديد مانويل هيرناديز غامايو سيصل إلى الكويت نهاية الشهر الجاري
لدى سؤال السفير ميغيل مورو أغيلار عما إذا كانت الحكومة الإسبانية قامت بتسمية السفير الجديد وعن موعد وصوله إلى الكويت، أجاب قائلا: الحكومة الإسبانية قامت بتسمية مانويل هيرناديز غامايو سفيرا لإسبانيا في الكويت.
وأضاف: السفير غامايو ديبلوماسي صاحب مسيرة حافلة وخبرة عريضة وسيصل إلى الكويت نهاية الشهر الجاري بعد مغادرتي فورا قادما من المملكة العربية السعودية، وبالتالي فإنه يعرف المنطقة جيدا ولن يجد صعوبة في التأقلم.