أسامة دياب
أقامت السفارة الأميركية لدى الكويت، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، معرض «جهود الحلفاء وتوثيق التحرير» في المتحف الوطني، والذي يسلط الضوء على دور الولايات المتحدة في دعم الكويت خلال محنة الغزو. ويعكس المعرض عمق العلاقات بين البلدين، ويخلد اللحظات البطولية التي صاحبت تحرير الكويت. وأكدت السفيرة الأميركية لدى الكويت كارين ساساهارا أن المعرض يجسد الدور المحوري الذي لعبته الولايات المتحدة في تحرير الكويت، مشيرة إلى أن الصور الفوتوغرافية المعروضة توثق لحظات من الشجاعة والصمود والتضامن التي عززت أواصر الصداقة بين البلدين.
وأضافت: «بينما نتطلع إلى المستقبل، نتذكر الماضي عندما حاول صدام حسين محو هوية الكويت، لكن بعد 34 عاما، نجد أن الكويت تواصل ازدهارها وتمسكها بهويتها المستقلة».
بدوره، أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د.محمد الجسار أن المتحف الوطني يعد شاهدا على صمود الكويت وحرية شعبها، مشيرا إلى أهمية المعرض في إبراز البعد التاريخي للعلاقات الكويتية – الأميركية. وأوضح أن توقيت المعرض يحمل دلالة خاصة، إذ يتزامن مع احتفالات الكويت الوطنية، ويتيح فرصة لاستذكار تضحيات الحلفاء في سبيل إعادة العدالة إلى الكويت.
وتطرق الجسار إلى ما تعرض له المتحف الوطني من نهب وتدمير خلال الغزو العراقي، مؤكدا أن الكويت، التي كانت ضحية لتلك الأحداث، تقف اليوم شامخة كرمز للحرية والانتصار، وتحتفل بتراثها بمشاركة حلفائها وأصدقائها.
كما أشار إلى أن المتحف ليس مجرد مبنى، بل هو شهادة حية على تاريخ الكويت الممتد لأكثر من 7000 عام، والذي يضاف إليه اليوم فصل جديد يوثق أحداث التحرير وما تلاه من إعادة إعمار ونهضة.
بدوره، شدد م.بشار السالم، أحد منظمي المعرض، على أن الكويت تستذكر يوم تحريرها بامتنان عميق لكل من وقف إلى جانبها في تلك الأوقات العصيبة. وأكد أن الولايات المتحدة لم تكن مجرد حليف، بل صديق حقيقي، مشيدا بالدور البطولي الذي لعبه الجيش الأميركي في تحرير الكويت، والتضحيات التي قدمها جنوده، والتي ستظل محفورة في الذاكرة الوطنية.
من جانبه، هنأ المسؤول الديبلوماسي في السفارة الأميركية ستيوارت تيرنر القيادة الكويتية والشعب الكويتي بمناسبة الأعياد الوطنية، مشيرا إلى أن المعرض يضم 32 صورة توثق مراحل الدعم والمساندة التي قدمها الحلفاء من الغزو حتى التحرير. وأوضح أن هذه الصور، التي ظلت محفوظة داخل السفارة لسنوات، تتضمن مشاهد تاريخية تجمع بين صناع القرار الأميركيين والكويتيين خلال وبعد الحرب.
وأشار تيرنر إلى أن عرض هذه الصور في هذا التوقيت يهدف إلى إتاحتها للجمهور بعد أن كانت غير متاحة، لافتا إلى أن هناك تفكيرا في إنشاء مجموعة دائمة لها. كما سلط الضوء على صورة مميزة ضمن المعرض تظهر قاعة المتحف الوطني بعد الحرب، عندما كانت مدمرة تماما، وكيف أصبحت اليوم رمزا لإعادة البناء والنهضة.
وأكد تيرنر أن العلاقات الكويتية – الأميركية أصبحت أكثر قوة واتساعا، مشددا على أن التعاون بين البلدين لا يقتصر على الجانب الأمني فقط، بل يشمل مجالات الاقتصاد والثقافة والتعليم.
وأشار إلى أن وجود شركات أميركية كبرى مثل مايكروسوفت وغوغل في الكويت يعكس التعاون في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي والطاقة المتجددة.
وفيما يتعلق بالتعاون العسكري، أوضح تيرنر أن هناك برنامجا قويا لمبيعات الأسلحة العسكرية بين البلدين، بالإضافة إلى استمرار التدريبات المشتركة بين الجيشين الكويتي والأميركي.
وأكد أن العلاقات بين البلدين ليست فقط متجذرة في الماضي، بل تتطلع أيضا إلى مستقبل مشترك يعزز أواصر التعاون في مختلف المجالات.