- شلتوت: نثمّن الاهتمام والرعاية من القيادة والحكومة الكويتية لأبناء الجالية المصرية
أسامة أبو السعود
أقامت الكنيسة المصرية «غبقة المحبة» الرمضانية جريا على عادتها السنوية، بحضور عدد لافت من السفراء والديبلوماسيين وأطياف المجتمع الكويتي والجالية المصرية وسط أجواء سادتها الألفة والمحبة.
وقال السفير المصري لدى البلاد، أسامة شلتوت، «عاما تلو الآخر، وكعادة الكنيسة المصرية تجمع مسلمي مصر وأقباطها مع أشقائهم من الكويت لنحتفل معا بصيامنا، ولتبرز وحدة الشعب المصري وروح الأمة الواحدة في «غبقة المحبة» التي باتت تقليدا مقدرا من تقاليد الكنيسة المصرية بدولة الكويت في تعزيز التلاحم بين الشعبين الشقيقين». وأضاف شلتوت «يصادف هذا العام تزامن الصوم الكبير مع صيام شهر رمضان لتعم الاحتفالات بالصوم جميع أبناء الوطن وتحل الأعياد في تواريخ متقاربة لنحتفل بعيد الفطر المبارك ثم عيد القيامة المجيد وشم النسيم بالتوازي مع ذكرى تحرير سيناء في 25 أبريل، فتختلط الأعياد الدينية مع الأعياد الوطنية والقومية في مشاهد متتالية تبعث على السعادة والأمل».
وتابع «على الرغم مما تشهده منطقتنا العربية من تداعيات الحروب والتوترات السياسية، الا ان مصر ماضية في خطة التنمية الشاملة وبناء الجمهورية الجديدة، تستكمل وتيرة المشروعات القومية الكبرى للنهوض بمصر في كافة المجالات، تستمر في إنشاء مجتمعات صناعية وزراعية متكاملة تعزز الأمن الغذائي وزيادة الصادرات فضلا عن إيلاء اهتمام خاص بإصلاح منظومتي التعليم والصحة وقطاع الرعاية الاجتماعية، حيث يأتي بناء الانسان المصري على رأس أولويات الدولة، وتوفير الآلاف من فرص العمل في إطار نهضة تنموية شاملة».
واختتم كلمته بتوجيه الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين، وكل أعضاء الحكومة في هذه الأيام المباركة، داعيا الله عز وجل أن يعم الخير والأمان الكويت الحبيبة، ومثمنا الاهتمام والرعاية اللذين تلقاهما الجالية المصرية، ومؤكداالالتزام والاعتزاز برفعة هذا البلد الطيب.
من جانبه، قال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل، «هذا الجمع الكريم الذي يضم مختلف أطياف المجتمع، يعكس صورة حضارية طالما تميزت بها بلدي الكويت وتعبر عن رسالتها الإنسانية الأصيلة وعن اهتمامها بتعزيز قيم التسامح والتعايش والألفة والمحبة في المجتمع اقتداء بالنهج الحكيم الذي رسمه حكام الكويت على مدى التاريخ.. وهو نهج يحظى برعاية سامية من قبل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، حيث تواصل الكويت ـ في هذا العهد الميمون ـ المسيرة المباركة التي صنعها أجدادنا وآل الصباح الكرام الذين جعلوا من الكويت رسالة محبة وسدرة للتسامح وشاطئا من شواطئ الأمان، كما أنها من موانئ تلاقي الحضارات والثقافات، وهي مكانة تأكدت للكويت حينما وجهت منذ خمسينيات القرن الماضي جانبا من اهتماماتها ومقوماتها لدعم الثقافة وحوار الحضارات فاحتلت بذلك مكانة لائقة بالمشهد الثقافي العربي، وقد قدرت لها المؤسسات العربية المسؤولة هذا الدور وحيته، كما أنها اختارت الكويت هذا العام عاصمة للثقافة العربية للمرة الثانية خلال العقدين الأخيرين، كما تمت تسميتها عاصمة للإعلام العربي حيث تتوهج بالعديد من الأنشطة والفعاليات».
واختتم بالقول «أوجه التحية للكنيسة القبطية المصرية وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثاني المنادي بشعار «المحبة لا تسقط أبدا»، ونيافة الدكتور الأنبا أنطونيوس، مطران القدس والكويت والشرق الأدنى، وإلى كهنة الكنيسة، كما أسجل تحية خاصة للقمص بيجول الأنبا بيشوي الذي لا يترك مناسبة وطنية أو دينية أو اجتماعية إلا وقدم فيها مشاعر المودة والمشاركة، لذلك ننظر له باعتباره من سفراء المحبة ومن أصدقاء الكويت المخلصين، ولا يفوتني أن أحيي جهد القائمين على تنظيم هذه الأمسية الجميلة».
بدوره، قال راعي الكنيسة القبطية القمص بيجول الأنبا بيشوي إن «الغبقات عادة جميلة تتفرد بها الكويت مما يجعلها تتحول في شهر رمضان الى خلية نحل تستقبل الجميع بمحبة وترحاب»، لافتا إلى أن «هذه القاعة جمعت كل الأطياف والشعوب على المحبة، لا نعرف سوى المحبة، وهي طريقنا إلى الله».