فقدت أسرة «الأنباء» الزميل منير محمود حافظ، أحد جيل المؤسسين في الجريدة ومن أوائل المنضمين إلى طاقمها المهني، فشهد مراحل تأسيسها وبداياتها وتكوين كوادرها وإنشاء أقسامها عندما كانت الانطلاقة الأولى من شرق في يناير 1976، ثم شهد عملية الانتقال عام 1979 إلى مبناها الحالي في شارع الصحافة.
في 20 ديسمبر 1975، انضم الراحل الى أسرة «الأنباء»، أي قبل صدور العدد الأول من الجريدة بأسبوعين واستمر إلى اواخر ايامه، ليشهد إصدار 17164 عددا من مسيرة «الأنباء»، تنقل خلالها بين إدارتي الإنتاج، حيث عمل على «الإنترتيب» ثم إدارة التوزيع وليكون طوال فترة عمله مثالا يحتذى به في المهنية والأخلاق والعطاء اللامحدود.
لم يمنع الغزو العراقي الحاج منير من استمرارية وجوده في مبنى الجريدة، حيث واظب، رحمه الله، على الدخول إلى مبناها يوميا متفقدا الأقسام والمكاتب، وكان أول من علم بعودة خطوط الاتصالات الى المبنى ليسارع بإبلاغ الخبر السعيد لكل من عرفه وليعتبر الأمر بمنزلة بداية عودة الحياة إلى الجريدة بعد دحر المحتل، فكان، رحمه الله، واحدا من السواعد التي ساعدت في رفع الأنقاض وإزالة آثار الدمار، وليشهد صدور عددها الأول بعد التحرير في 21 ديسمبر 1991.
عرفته أسرة «الأنباء» بـ «المخلص» الذي كان يقدم مصلحة الجريدة على ما عداها، وفي دردشة له أثناء تكريم «الأنباء» لقدامى العاملين فيها عام 2018 قال، رحمه الله، إنه عندما وضع يده على حجر الأساس لمبنى «الأنباء» شعر بأنه سيكون شاهدا على تاريخها، وهكذا كان.
ما يقارب 50 عاماً، كانت رحلة الحاج منير في «الأنباء»، سيذكره الجميع فيها بكل الخير والتقدير والمحبة، وبهذه المناسبة تتقدم «الأنباء» إلى أسرة الزميل الراحل بأحر التعازي والمواساة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان.