أسامة أبو السعود
أطلقت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالتعاون مع جمعية صندوق إعانة المرضى، ملتقى توعويا بعنوان «عمليات التجميل وأثرها في المجتمع بين الشريعة والطب».
يأتي هذا الملتقى ضمن جهود الشراكات المجتمعية لتعزيز وعي المجتمع حول مواضيع مهمة، حيث يسعى لتحقيق الرؤية نحو مجتمع واع من خلال نشر الوعي الصحي، والنفسي، والروحي. ويهدف إلى توضيح الجوانب الشرعية والطبية لعمليات التجميل، واستكشاف الأسباب النفسية والاجتماعية والطبية التي تدفع البعض للجوء إليها، بالإضافة إلى توضيح الآثار الإيجابية والسلبية التي قد تنجم عنها.
شارك في الملتقى عدد من المتخصصين، منهم د. صابرين الزامل، استشارية جراحة تجميل وترميم، والتي قدمت محاضرة بعنوان «الجراحة التجميلية بين الحاجة والموضة». تناولت د. صابرين في محاضرتها التفرقة بين العمليات التجميلية الضرورية وتلك التي تأتي نتيجة للضغوط الاجتماعية، خصوصا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وضحالة الوعي الصحي. وشددت على أهمية التوجه إلى أطباء ذوي كفاءة، وتوضيح الفوائد الحقيقية لبعض العمليات التي تهدف لتحسين أو إصلاح تشوهات جسدية سواء كانت خلقية أو ناتجة عن حوادث.
كما تحدثت د.حنان الحصم، المتخصصة في الفقه وأصوله، حول الضوابط الشرعية لعمليات التجميل في محاضرتها «التجميل: قواعد وأحكام». وأوضحت أن الجراحة التجميلية مشروعة فقط إذا كانت تهدف الى إصلاح خلل أو استعادة الوظيفة الطبيعية للجسم، أما العمليات التي تستهدف تغيير الشكل الخارجي من أجل التقليد والتجميل الزائد، فهي محظورة شرعا. وقدمت كذلك إرشادات تتعلق بالالتزام بالقواعد الشرعية، مثل توفير النصيحة للمراجعين والامتناع عن إجراء عمليات غير ضرورية أو مخالفة للتعاليم الدينية.
وتبيان رأي المجمع الفقهي بضوابط وشروط إجراء عمليات التجميل.
«مرآتي الجميلة»
وألقت المحاضرة الأخيرة د.هناء الأيوب، كبير اختصاصي الإرشاد الديني في مركز تعزيز الوسطية في وزارة الأوقاف، بعنوان: «مرآتي الجميلة».
يهدف هذا اللقاء إلى تسليط الضوء على كيف علمنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم أهمية التزين والتجمل، فهو رسولنا الكريم الذي جسد في حياته العملية قيم الإسلام التي تحث على الأناقة وحسن الهندام، انطلاقا من مبدأ أن الإسلام هو دين النظافة والجمال. وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتزين والتحلي بأفضل صورة، كما نصت نصوص الشرع.
تذكرنا د.هناء أن حب النبي صلى الله عليه وسلم باتخاذه قدوة حسنة بصفاته الكريمة خلقا وخلقا. فهو صلى الله عليه وسلم كان أبهى الناس وجها وخلقا، يشبهه الصحابة الكرام بالشمس والقمر لجماله وإشراقه. يقول أبو هريرة رضي الله عنه: «ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه». ويضيف جابر بن سمرة رضي الله عنه قائلا: «رأيته في ليلة مقمرة، فكان عندي أحسن من القمر».
المحاضرة تناولت مفهوم الجمال في الإسلام بشقيه الداخلي والخارجي. فالجمال الداخلي هو نقاء القلب من الأمراض كالحقد والحسد وغيرهما من امراض القلوب، بينما الجمال الخارجي يظهر في الأعمال الصالحة، والأقوال الطيبة، والاهتمام بالمظهر الحسن.