العمود الفقري ليس مجرد عظام تصطف داخل جسدك، إنه الهيكل الذي يمنحك القوة والتوازن. ومع نمط الحياة الحديث، أصبح هذا الهيكل مهدداً أكثر من أي وقت مضى، لتتحوّل آلام الظهر إلى وباء عالمي صامت.
لكن هذا البطل بدأ يضعف في زمن الجلوس الطويل والشاشات التي لا تُغلق، ليصبح الألم في الظهر والرقبة «رفيقاً يومياً» لملايين الأشخاص حول العالم.
وبحسب الاتحاد الأوروبي للألم، لا يزال هذا النوع من الألم السبب الأول للإعاقة عالمياً، إذ يتحول بمرور الوقت إلى معاناة مزمنة تُنهك الجسد وتؤثر على جودة الحياة بشكلٍ عميق.
وقال طبيب العمود الفقري التدخلي والرئيس السريري في عيادة نيفان للألم التدخلي والطب التجديدي الدكتور سيدهارث فيرما إن العالم يواجه «وباءً غير مرئي من آلام الظهر والرقبة»، ويصيب الأشخاص من العشرينات حتى الخمسينات من العمر.
ويؤكد الدكتور فيرما أن العادات الصحية يمكن أن تحمي العمود الفقري: «التصحيحات الروتينية لكيفية الجلوس أو الوقوف أو المشي يمكن أن تمنع عقوداً من الانزعاج غير المرغوب فيه».
عادات يومية تهدد العمود الفقري وكيفية تصحيحها:
انحناء الرقبة أمام الهاتف أو الكمبيوتر
الضرر: يزيد الضغط على العمود الفقري العنقي، ويسبب تيبس العضلات وإجهاد القرص.
الحل: ضع الشاشة على مستوى العين، وحمل الهاتف عند مستوى العين، وخذ استراحة للرقبة 30 دقيقة يومياً مع تمارين مثل ثني الذقن وسحب لوح الكتف.
العمل لساعات طويلة في وضعيات سيئة
الانحناء المتكرر على الأرائك أو الطاولات يضعف عضلات الجذع ويُجهد العمود الفقري، ما يزيد من احتمالات الإصابة بآلام الظهر المزمنة.
الحل يكمن في استخدام كرسي يدعم العمود الفقري، مع الحفاظ على وضع القدمين مسطحتين على الأرض، والحرص على التحرك أو التمدد كل 40 دقيقة لتخفيف الضغط عن الفقرات والحفاظ على صحة الظهر.
الاسترخاء لساعات على الأريكة
ليس كل جلوسٍ راحة، فالاسترخاء الخاطئ قد يترك أثراً لا يُرى فوراً، لكنه يوجعك لاحقاً.
يحذّر خبراء الصحة من أن ضعف العضلات وانحناء الظهر يخلّان بمحاذاة الصدر وأسفل الظهر، ما يسبب آلاماً مزمنة يصعب علاجها مع الوقت.
والحل بسيط لكنه فعّال: ضع وسادة صغيرة خلف أسفل ظهرك لدعم الفقرات، وابقَ في حركة خفيفة حتى أثناء الراحة، فالثبات الطويل هو العدو الأول لمرونتك.
رفع الأحمال بشكل خاطئ
انحناء أسفل الظهر أثناء حمل الأوزان يضع ضغطاً مباشراً على الأقراص القطنية، ما يزيد خطر الإصابة بانزلاق غضروفي أو آلام مزمنة في الفقرات السفلية.
وللوقاية من ذلك، يُنصح بالحفاظ على الحمل قريباً من الجسم، وثني الركبتين أثناء الرفع، مع الاعتماد على عضلات الساقين بدلاً من الظهر لتوزيع الجهد بشكل آمن ومتوازن.
الاستخدام المطوّل للأجهزة الإلكترونية
الوزن الزائد لأجهزة الواقعين الافتراضي والمعزّز (VR/AR)، إضافة إلى الاستخدام الطويل للأجهزة الذكية، قد يتسبب في إجهاد عضلات الرقبة وظهور مشكلات جديدة في وضعية الجسم نتيجة الضغط المستمر على الفقرات العنقية.
يكمن الحل في اختيار أجهزة خفيفة الوزن، مع أخذ فترات راحة منتظمة لإبعاد التكنولوجيا، وتهيئة بيئة عمل مريحة تقلّل من الإجهاد وتدعم صحة العمود الفقري.
أخبار ذات صلة
