سقط نحو 15 ألف شخص ضحايا عملية احتيال «مستريّح نجع حمادي» بصعيد مصر، ما أثار حالة من الغضب بين الأهالي وأسرهم، واستدعى استنفار الجهات الأمنية، بعد تقديم العديد من البلاغات والمحاضر الرسمية بشأن الواقعة.
بدأت القضية بتلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا 30 بلاغاً رسمياً من مواطنين ضد شخص يُدعى (علاء. ع)، من سكان مدينة نجع حمادي، يتهمونه بالنصب والاحتيال. وبحسب التحقيقات الأولية، نجح المتهم في خداع 15 ألف شخص بزعم استثمار أموالهم في مشاريع عقارية وتداول الأسهم في أسواق الذهب والبترول، واعداً إياهم بأرباح خيالية لم يروا منها شيئاً.
وأفادت تقارير إعلامية مصرية نقلاً عن محامي الضحايا أن عدد المتضررين في ازدياد، وأشارت إلى أن المتهم استخدم المحافظ الإلكترونية لجمع الأموال عبر تحويلات مالية، وكشفت أن «مستريّح نجع حمادي» روّج لعمليته الاحتيالية من خلال إعلانات على موقع «فيسبوك»، ثم أنشأ مجموعة على تطبيق «تليغرام» لاستقطاب الضحايا وتنفيذ مخططه.
أثارت الواقعة موجة غضب عارمة بين سكان نجع حمادي، حيث نظم عدد من ضحاياه وقفة احتجاجية أمام قسم الشرطة للمطالبة باسترداد أموالهم المسلوبة، ونقلت وسائل التواصل الاجتماعي صرخات الضحايا، إذ كتب أحدهم على «فيسبوك»: «نصب على 15 ألف شخص، يعني كل بيت في نجع حمادي فيه عيلة اتدمرت».
وتُكثف التحقيقات الأمنية حالياً لفحص البلاغات وتتبع الأموال المنهوبة، في الواقعة التي جاء الكشف عنها وسط جهود الأجهزة الأمنية المصرية لمكافحة الجرائم الرقمية، إذ أعلنت وزارة الداخلية في وقت سابق هذا الأسبوع تفكيك ثلاثة تشكيلات عصابية متورطة في عمليات نصب إلكتروني عبر منصات «GME» و«RGA» و«BTS».
أخبار ذات صلة
وأسفرت المداهمات عن ضبط 39 متهماً، ومصادرة سيارات فاخرة ومشغولات ذهبية وشرائح هواتف مرتبطة بمحافظ إلكترونية، إلى جانب أجهزة حاسوب استخدمت في إدارة هذه العمليات.
وكشفت التحقيقات أن هذه المنصات تابعة لشبكات إجرامية دولية تحول الأموال إلى عملات رقمية وتهربها خارج البلاد.
تُعد ظاهرة «المستريّح» من التحديات التي تواجهها مصر في السنوات الأخيرة، إذ تستغل هذه العناصر الظروف الاقتصادية الصعبة لخداع المواطنين بوعود وهمية، وتؤكد السلطات المصرية ضرورة توعية المواطنين بمخاطر الاستثمارات غير الموثوقة، داعية إلى التحقق من مصداقية أي مشروع قبل المشاركة فيه.