توفي عالم الوراثة الأمريكي الشهير جيمس ديووي واتسون، أحد كاشفي بنية الـDNA وفائز بجائزة نوبل في الطب عام 1962، عن عمر يناهز 97 عاماً، بعد مسيرة علمية غيّرت وجه العلوم الحياتية إلى الأبد، لكنها انتهت بجدل طويل حول آرائه المثيرة للانقسام.
وأعلن مختبر كولد سبرينغ هاربر، حيث قضى واتسون معظم حياته المهنية، وفاته يوم الخميس 6 نوفمبر في هوسبيس بإيست نورثبورت على جزيرة لونغ آيلاند بنيويورك، بعد معاناة قصيرة من عدوى أدت إلى نقلة مفاجئة إلى الرعاية التلطيفية. وأكد ابنه دانكان الخبر، مشيراً إلى أن والده «مضى بهدوء، محاطاً بحبهم»، في بيان عاطفي نشرته نيويورك تايمز.
وفي بيان اليوم، وصف المختبر واتسون بأنه «أحد أعظم علماء القرن العشرين»، مشدداً على إرثه في «اللحظة الحاسمة في علوم الحياة». وأعرب علماء مثل فرانسيس كولينز، مدير سابق لمشروع الجينوم، عن حزنهم، معتبرين أن «اكتشافه غيّر العالم إلى الأبد».
وُلد واتسون في شيكاغو عام 1928، وكان عبقرياً مبكراً؛ تخرج في جامعة شيكاغو في سن 19 عاماً، وحصل على الدكتوراه من جامعة إنديانا، وفي عام 1953، وبينما كان يبلغ 25 عاماً فقط، تعاون مع فرانسيس كريك في كامبريدج ليبنيا نموذج «اللولب المزدوج» لـDNA، مستندين إلى بيانات الأشعة السينية من روزاليند فرانكلين، الذي أصبح رمزاً أيقونياً للعلوم.
وفتح هذا الاكتشاف، الذي فاز بجائزة نوبل عام 1962 مع كريك وموريس ويلكينز، أبواب الوراثة الحديثة، ومهد لمشروع الجينوم البشري الذي قاده واتسون لاحقاً، ما أدى إلى تقدم هائل في الطب الجيني والتكنولوجيا الحيوية.
وقضى واتسون عقوداً في قيادة مختبر كولد سبرينغ هاربر، حيث حوّله إلى مركز عالمي لأبحاث السرطان والجينوم، وكتب كتباً مؤثرة مثل «اللولب المزدوج»، التي باعت ملايين النسخ وألهمت جيلاً من العلماء.
ورغم نجاحاته العلمية إلا أنه غُمرت سنواته الأخيرة بفضائح. وفي 2007، أثار غضباً عالمياً بتصريحات عنصرية في مقابلة مع الصحافة، مدعياً تفوقاً عرقياً في الذكاء، ما أدى إلى إقالته شرفياً من المناصب عام 2019، ورغم اعتذاره جزئياً، لكنه دافع عن آرائه في كتاباته، ما جعله رمزاً مثيراً للجدل.
