8/11/2024–|آخر تحديث: 8/11/202401:34 م (بتوقيت مكة المكرمة)
رغم أن 11 أسبوعا ما زالت تفصل بين دونالد ترامب وتوليه سدة الرئاسة في يناير/كانون الثاني المقبل، فإن أسلوبه وتكتيكاته قد تسربت بالفعل منذ مدة عبر المحيط الأطلسي، وتحدث رجة في السياسة الأوروبية، وفق صحيفة واشنطن بوست.
تقول الصحيفة إن ترامب -في نظر القارة الأوروبية- ليس مجرد سياسي قلب الانتخابات الأميركية رأسا على عقب، وأعاد صياغة الحزب الجمهوري لتعظيم شخصيته وتمجيدها، وتقويض تحالفات واشنطن التقليدية، بل هو ناقل للعدوى، فهو يمثل “قدوة خطيرة” لقادة أوروبيين طامحين.
وأوردت نماذج لسياسيين أوروبيين يشبهون ترامب في تصرفات كثيرة. ففي بريطانيا، فازت اليمينية كيمي بادينوك -ذات الأصل النيجيري- التي توصف بالمتشددة (42 عاما) برئاسة حزب المحافظين.
معجبون
ومع أنها لا تشبه ترامب في الشكل أو المظهر، وينحدر والداها من عِرقية اليوروبا في غرب أفريقيا، وقضت معظم طفولتها في نيجيريا، فإنه يمكن مقارنتها إلى حد كبير بالرئيس الأميركي المنتخب.
ففي حملتها الانتخابية الشهر الماضي لقيادة حزبها، هاجمت بادينوك السياسات المؤيدة للتنوع والهجرة و”الطبقة البيروقراطية” في بريطانيا.
وقالت إن ما يصل إلى 10% من موظفي الخدمة المدنية البريطانية يجب أن يكونوا في السجن بسبب أمور مثل “التحريض”، وهو ما اعتبرته واشنطن بوست محاكاة لأسلوب ترامب في ازدراء ما يسمى الدولة العميقة.
وفي ألمانيا، أدين حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، وأحد قادته جنائيا، بسبب نوبات من الغلو في التشدد المتصل بالنازية.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن اليسار الأوروبي، هو الآخر، ليس بمنأى عن تأثير ترامب. ففي باريس، سمع جان لوك ميلانشون زعيم حزب “فرنسا الأبية” اليساري هذا العام، صدى رفضه لنتائج الانتخابات السابقة عام 2020.
خطر محدق
فقد هاجم ميلانشون الحكومة اليمينية الجديدة واصفا إياها بأنها غير شرعية، وهي أن كتلته اليسارية قد احتلت المركز الأول في الانتخابات البرلمانية، وكان من حقها تشكيل الحكومة.
وطبقا للصحيفة، فإن الرئيس الأميركي المنتخب مكروه جدا في أوروبا، فهو معادٍ بالفطرة للقارة العجوز، ولطالما اعتقد أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يوفر للأوروبيين غطاء أمنيا أميركيا على حساب دافعي الضرائب الأميركيين.
وقد لا يكون للخوف والازدراء اللذين يثيرهما ترامب تأثير كبير على المقلدين المعجبين كثيرا بشخصيته، فهو -برأي الصحيفة- يحظى بإعجاب قادة “غير ليبراليين ومتعصبين” من أمثال رئيسي الوزراء في المجر فيكتور أوربان، وروبرت فيكو في سلوفاكيا، والهولندي خيرت فيلدرز.
وتمضي واشنطن بوست إلى القول إن الشعوب الأوروبية قد “تحتقر” ترامب، إلا أنه من المرجح أن يسعى الكثيرون من قادتهم إلى استرضائه، لكن يظل خطر انتشار ظاهرة “الترامبية” محدقا بأوروبا.