تثار تساؤلات بشأن إمكانية انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، بعد الانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم الذي كان يفصل شمالي القطاع عن وسطه وجنوبه.
ولم يستبعد الخبير العسكري العميد المتقاعد إلياس حنا أن يماطل جيش الاحتلال في مسألة الانسحاب من فيلادلفيا، في ظل الحديث الإسرائيلي عن تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، التي بدأت في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وتمتد 42 يوما.
واستدل حنا -في حديثه للجزيرة- بمماطلة إسرائيل في تنفيذ البرتوكول الإنساني ضمن المرحلة الأولى، وتلكؤها بإدخال الأنواع والكميات المطلوبة من مستلزمات الإيواء العاجل للنازحين في شمال قطاع غزة.
وأشار إلى الرسائل التي يبعثها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين فترة وأخرى، ومفادها أن “الجيش سيبقي في فيلادلفيا إذا استلمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المحور بعد الانسحاب”، لافتا إلى أن نتنياهو يعتبر الأمر مسألة “أمن قومي بالنسبة له”.
وصباح اليوم الأحد، أكمل جيش الاحتلال انسحابه من محور نتساريم في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وبحسب القناة الـ13 الإسرائيلية الخاصة، فإنه بعد الانسحاب من نتساريم سيبقى الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا (يفترض الانسحاب منه في اليوم الـ50 للاتفاق)، والمنطقة العازلة (أقامها على طول الحدود مع قطاع غزة) حتى نهاية المرحلة الأولى من الصفقة.
وفي يونيو/حزيران 2024، أعلن جيش الاحتلال سيطرته بالكامل على محور فيلادلفيا، من معبر كرم أبو سالم جنوبا إلى شاطئ البحر المتوسط شمالا، بعد نحو شهر من بدء العملية العسكرية في مدينة رفح الحدودية مع مصر.
وبشأن إمكانية تكرار سيناريو جنوب لبنان بتمديد جيش الاحتلال بقاءه في بعض المناطق، أشار الخبير العسكري إلى أن إسرائيل تتحكم فعليا بالواقع الميداني، ولا تزال تماطل في هذا الصدد.
وفي 27 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن البيت الأبيض تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير/شباط الجاري، مما منح إسرائيل مهلة إضافية لإكمال انسحاب قواتها من جنوب لبنان، بدل الموعد الذي كان محددا في أواخر الشهر الماضي.
وبدأ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وقف لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.