تفاعل نشطاء منصات التواصل مع العملية العسكرية الإسرائيلية التي دمرت أكثر من 80% من القدرات العسكرية للجيش السوري بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، والتي أدت إلى احتلال أراض سورية جديدة.
وشن جيش الاحتلال عملية عسكرية موسعة في سوريا، برا وبحرا وجوا، وأطلق عليها اسم “سهم باشان”، وهو لفظ مستوحى من التوراة، ويُشير إلى روايات عن حياة اليهود قديما بمنطقة في سوريا.
وشاركت 350 مقاتلة إسرائيلية في العملية، ونفذت نحو 500 غارة على مواقع عسكرية سورية خلال الأيام الماضية، في عملية وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بـ”الهجوم الجوي الأكبر على الإطلاق في تاريخ إسرائيل”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن البحرية الإسرائيلية “قضت على الأسطول البحري السوري بالكامل”، في حين شوهد دمارا هائلا بميناء اللاذقية، واشتعال النيران في أكثر من 15 سفينة حربية سورية مدمرة، وارتفاع أعمد الدخان منها.
وبالتزامن مع الضربات الجوية، يواصل جيش الاحتلال توغله البري في الأراضي السورية، إذ احتل حتى الآن مسافة طولها 26 كيلومترا، بدءا من حدود مرتفعات الجولان، إلى عمق الأراضي السورية.
وتخطى الجيش الإسرائيلي حدود المنطقة العازلة بأكثر من 13 كيلومترا ليصل إلى مشارف العاصمة السورية دمشق، حيث يبعد عنها الآن أقل من 22 كيلومترا فقط.
وطالب جيش الاحتلال سكان قرية الحرية وبلدة الحميدية في ريف القنيطرة، وقرى أخرى بالمنطقة العازلة مع الجولان، بإخلاء منازلهم على الفور. كما نسف عدة مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري، واستولى على دبابات وآليات عسكرية.
أطماع ومخاوف
ورصد برنامج “شبكات” في حلقته بتاريخ (2024/12/12) جانبا من تعليقات المغردين على التحركات العسكرية الإسرائيلية المتسارعة في الساحة السورية ودلالات ذلك.
فعلق خالد قائلا: “هدف إسرائيل من ضرباتها المسعورة والتوغل في سوريا، هو زيادة رقعة احتلالها للأراضي السورية بعد الجولان”، ثم تساءل “إلى أين ترمي إسرائيل أنظارها؟ هل دمشق؟! لا نعلم، لكن الأيام ستثبت ذلك”.
ويرى محمد كمه في تغريدته أن إسرائيل فرضت أمرا واقعا لن تتراجع عنه مستقبلا، إذ قال: “الجولان خلاص، انس! بقت تبع (مع) إسرائيل.. الغارات شملت دمشق، وطبعا هتكون فيه مساومات بعد كده”.
في المقابل، يرى مضر أن “الجيش السوري تم إضعافه وتقليص قدراته أيام حكم حافظ الأسد ونجله بشار”، مضيفا أن “الجيش السوري لم يطلق طلقة واحدة على العدو الصهيوني الذي ما زال يحتل الجولان”.
ورأت سارة التحركات العسكرية الإسرائيلية إشارة واضحة على قلق تل أبيب من حكام سوريا الجدد بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وقالت سارة في تغريدتها “إسرائيل ما تحركت إلا لما تحررت سوريا، لأنهم خايفين نأخذ الجولان، ونحن فعليا إذا أخذنا الجولان راح نساعد فلسطين ولهذا هم خايفين”.
من جانبه، طالب جلال الورغي الإدارة السورية الجديدة بضرورة التصدي للتحركات الإسرائيلية، وقال “نتوقع من سوريا الجديدة وحكومتها المؤقتة، أن تأخذ موقفا قويا رفضا للعدوان الإسرائيلي على السيادة السورية، ومطالبة مجلس الأمن الدولي بإدانة التوغل الإسرائيلي في الجولان السوري”.
لكن المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري نفى اقتراب الجيش من العاصمة السورية، زاعما أن القوات الإسرائيلية لم تتجاوز المنطقة العازلة.
بدوره، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن القوة الأممية المكلفة بمراقبة اتفاق فض الاشتباك أبلغت المسؤولين الإسرائيليين بأن التوغل في المنطقة العازلة يعد انتهاكا للاتفاق.
وإسرائيليا، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن نتنياهو أكد لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن الجيش الإسرائيلي سيسيطر على المنطقة العازلة في سوريا “حتى تشكيل قوة لفرض اتفاق فض الاشتباك”.