هدد الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، بتغيير عقد امتياز شركة جلينكور، إحدى أكبر شركات تعدين الفحم في العالم، من جانب واحد، في حال استمرت الشركة في تصدير الفحم إلى إسرائيل.

جاء تهديد الرئيس الكولومبي خلال فعالية طاقة نظمتها الجماعة الاقتصادية لدول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، في خطوة تعكس موقف بيترو المناهض لسياسات إسرائيل في الصراع الفلسطيني، ومع ذلك، أكدت جلينكور أنها ملتزمة بالفعل بمرسوم رئاسي سابق يحظر تصدير الفحم إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن آخر شحنة تمت قبل صدور المرسوم بأسبوعين.

في أغسطس 2024، كان الرئيس بيترو قد وقّع مرسوماً يحظر تصدير الفحم إلى إسرائيل، في محاولة للضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف الحرب على غزة، التي تجاوزت حصيلتها 40 ألف ضحية بحسب تقارير دولية وقتها.

وتعد كولومبيا أكبر مورد للفحم الحراري لإسرائيل، إذ شكّل فحمها أكثر من 60% من إمدادات إسرائيل في 2023، تستخدم هذا القرار كأداة سياسية للتنديد بما وصفه بيترو بـ«الإبادة الجماعية» في غزة، وقد أعلن بيترو في وقت سابق أن الصادرات ستُستأنف فقط إذا التزمت إسرائيل بأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم العسكري في رفح.

يأتي هذا التهديد في سياق تصاعد التوترات الدبلوماسية بين كولومبيا وإسرائيل، إذ أعلن بيترو في مايو 2024 قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، متهماً حكومة نتنياهو بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»، واعتبر أن استمرار تصدير الفحم إلى إسرائيل يساهم في تمويل الأسلحة المستخدمة في الصراع، وهو ما يتعارض مع قيم بلاده.

وتدير جلينكور منجم سيريخون، أحد أكبر مناجم الفحم المفتوحة في العالم، في إقليم لا غواخيرا شمال شرق كولومبيا، ويشمل المنجم خط سكة حديد بطول 150 كيلومتراً وميناء على البحر الكاريبي، وأنتج 19 مليون طن متري من الفحم في 2024، لكن الشركة تواجه انتقادات محلية بسبب تأثيراتها البيئية والاجتماعية، خصوصاً على المجتمعات الأصلية والأفرو-كولومبية، التي عانت من تلوث مياه نهر رانشيريا والتهجير القسري.

ورداً على تهديد بيترو، أكدت جلينكور امتثالها للمرسوم الرئاسي، مشيرة إلى أنها أوقفت شحنات الفحم إلى إسرائيل، ومع ذلك، هدد بيترو بتغيير عقد الامتياز إذا تبين استمرار التصدير، محذراً من أنه قد يحث المجتمعات المحلية القريبة من المنجم على تنظيم احتجاجات وإغلاقات.

ويُعد قرار حظر تصدير الفحم جزءاً من إستراتيجية بيترو للضغط على إسرائيل، لكنه أثار مخاوف اقتصادية داخل كولومبيا، إذ إن منجم سيريخون يُسهم بشكل كبير في اقتصاد إقليم لا غواخيرا، وأي تغيير في عقد جلينكور قد يؤثر على الوظائف المحلية والإيرادات، في الوقت ذاته، يواجه القرار انتقادات قانونية، إذ يرى البعض أن التدخل الأحادي في عقد تجاري قد ينتهك القوانين الدولية ويثير نزاعات مع مستثمرين أجانب.

وتلقى موقف بيترو دعماً من النقابات العمالية في كولومبيا، مثل نقابة عمال المناجم «سينتراكاربون»، التي دعت إلى وقف تصدير المواد الخام المستخدمة في الصراعات، لكن التهديد بتغيير عقد جلينكور أثار قلق المستثمرين، إذ انخفضت أسهم الشركة بنسبة طفيفة في بورصة لندن عقب التصريحات.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.