12/12/2024–|آخر تحديث: 12/12/202409:37 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
أديس أبابا- أكد وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف المرشح لمنصب رئيس المفوضية الأفريقية، أن أفريقيا تعاني من فراغات أمنية تستغلها القوى الخارجية للتدخل، والحالة السودانية تعتبر الأبرز، مؤكدا أن التعامل مع الأزمة في السودان يبدأ من مسؤولية دول جواره في إغلاق الحدود أمام المرتزقة.
جاء هذا الحديث، في الجلسة النقاشية التي عقدها المرشح الجيبوتي مع سفراء الدول الأفريقية أثناء حفل تدشين حملته الانتخابية بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أول أمس الثلاثاء، حيث استعرض يوسف رؤيته وبرامجه المستقبلية لتطوير أداء الاتحاد وتعزيز دوره في مواجهة التحديات التي تواجه القارة.
وينظر إلى محمود علي يوسف -الذي يتنافس مع رئيس وزراء كينيا السابق رايلا أودينغا، ووزير مالية مدغشقر السابق ريتشارد راندريا- باعتباره “عميد وزراء الخارجية في أفريقيا”؛ حيث شغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2005، في حين تحظى حملته بزخم كبير كونه مدعوما من دول الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والكتلة الفرنكوفونية.
أولويات رئيسية
وزير الخارجية الجيبوتي تناول في رؤيته عدة مجالات كان أبرزها السلم والأمن، حيث أكد أنهما يعتبران من أولوياته الرئيسية إذا تم ترشيحه، من خلال التركيز على تعزيز آليات السلام الأفريقية، وتفعيل القوة الأفريقية الجاهزة، مشددا على أن النجاح يتطلب تنسيقا فعالا وتوحيد السياسات على المستويات الوطنية والإقليمية والتزاما بالشفافية والمساءلة على كل المستويات.
كما أكد أن الثورة الرقمية أصبحت جزءا أساسيا من الحياة اليومية، مشددا على ضرورة الانتقال بالأفارقة من دور المستهلكين السلبيين إلى الإسهام الفاعل في هذا المجال.
وأضاف أن القارة الأفريقية تمتلك شبابا موهوبين وباحثين مبدعين وأن المفوضية ستولي اهتماما خاصا لهم لكي يسهموا في تعزيز دور أفريقيا في التحول الرقمي العالمي.
وحول الأزمة السودانية، قال يوسف إنها أزمة تختلف عن الأزمات الأخرى، حيث تواجه البلاد حربا شاملة بين جيشين، مما يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة، مشددا على ضرورة وقف التدخلات الخارجية ومنع تهريب الأسلحة.
كما أشار إلى أن تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي ليس حلا كافيا، داعيا إلى تفعيل لجنة الرؤساء الأفارقة التي تضم 5 دول، للبدء فورا في معالجة الأزمة السودانية.
ويتخذ المرشح الجيبوتي موقفا قويا داعما للقضية الفلسطينية، وقد أعلن غير مرة أن الاتحاد لن يفتح أبوابه لأي دولة تضرب عرض الحائط بالمبادئ القانونية والأخلاقية المشتركة بين الدول الأفريقية، وفي مقدمتها إسرائيل، مشيرا إلى أنه سيراجع العلاقات بين الاتحاد الأفريقي وبعض الدول، التي وصفها بأنها “غير صحية”.
ميزة نسبية
وأوضح الباحث في الشأن الأفريقي، كيرام تادسي، أن محمود علي يوسف، مثّل بلاده في مفاوضات معقدة لاستضافة القواعد العسكرية، وهو ما منحه خبرة واسعة في مجال الدبلوماسية متعددة الأطراف.
وأشار -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن إتقان محمود للغات الفرنسية والعربية والإنجليزية يمنحه ميزة نسبية عن منافسيه، لا سيما أن اللغة هي مفتاح لفهم أعمق للدول والمجتمعات وحلول أكثر فعالية.
وقال تادسي إنه إذا فاز يوسف بالمنصب فسيكون أول ممثل لدولة عربية يشغل منصب رئيس المفوضية الأفريقية منذ تأسيس المنظمة، لكنه توقع حدوث منافسة شرسة بينه وبين المرشح الكيني رايلا أودينغا، لا سيما مع وجود سابقة قد تدعم فرص كينيا، مستشهدا بانتخابات عضوية المقعد غير الدائم لأفريقيا في مجلس الأمن الدولي بين جيبوتي وكينيا، حيث حظيت الأخيرة بدعم واسع من الدول الأفريقية، وهذا منحها التفوق والظفر بالمقعد.