أي ملتقى أو مهرجان تكون اللقاءات بين المدعوين ذات عمق نفسي محبب، يؤثر فيهم، وتخلق الألفة بينهم، فالثقافة هي وعاء يجمع المختلفين والمتفقين، في لقاءات خارج الندوات الرئيسة.
وأي مثقف، مهما اختلف، سيجد في الحوار نوافذ نور لتجارب المختلفين معه، فالحوار عمود خيمة لمن يقتعد في فيء تلك الخيمة، فقط أن لا يكون هناك رفض سابق لعملية القراءة أو الحوار.
كنت حاضراً في ملتقى السرد الذي نظّمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، كفاتحة تسبق إعلان دولة الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لهذا العام.
شارك في المنتدى نخبة من الأدباء والنقاد والمفكرين من دولة الكويت والدول العربية، وغالباً تكون اللقاءات الهامشية (خارج الندوات الرئيسية ) ذات عمق فعلي في تقارب الآراء والأفكار، وتصويب الاختلاف إن وجد.
وسعدت كثيراً بالالتقاء مع مجموعة كبيرة من المبدعين الشباب في الرواية والقصة والنقد، وتناقشنا كثيراً حول الماهية لكل فن، أو تشذراته.
وجدت إنتاجاً إبداعياً يستوجب الإشارة الى منتجيه من الجنسين، ويبدو أن ثمة تحسساً بين الأجيال المتتابعة في إنتاج السرد بالعموم، في حين أن الإبداع لا يصد أو لا يتم التعالي عليه، فالفنُّ فنٌّ سواء كان قديماً أو حديثاً، وإن كانت هناك نزعة الظهور فهذا حق مكفول لمجموعة الشباب، إلا أن تلك النزعة مقيدة بجودة ما يتم إنتاجه حتى وإن كانت هناك فرصة التجديد، فالتجديد منضبط بمقدرة الكاتب على فهم السابق وإجادته.. والذي لاحظته تسيب المصطلحات، وإن لم يكن هناك تحرير للمصطلح فسوف يتم اختلاط المفاهيم، وتسمية ظاهرة كتابية بمصطلح جديد بينما تكون تلك الظاهرة الكتابية موجودة من زمن بعيد، والذي طرأ على الشباب تسميتها بمسمى جديد.
متيقّن أن هناك أدباً رائعاً، وكُتَّاباً أكثر روعة مما يكتبونه، ويمكن الإشارة إلى أن رغبة الظهور يمكن لها تكسير المجاديف، وطبيعة الظهور تقوم على جودة الإنتاج، والتريث في بناء التجربة لكي يكون الظهور لائقاً.
أخيراً، حصلت على كتب عدة في السرد لمجموعة شباب وشابات، سأحرص على الإشارة لما يروق لي كذائقة خاصة بي، وإن كانت هناك من قفلة لهذا المقال فهي الشكر، الشكر العميق للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت؛ لإقامة هذا الملتقى الزَّخِم في ندواته والمواضيع التي تمّت مناقشتها، والشباب الذين تم تقديمهم.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version