تداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي -أمس السبت- مشاهد زعمت إنها توثق هجوما ضخما استهدف قاعدة أميركية في شرق أفريقيا، بعد إعلان القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) في الرابع من سبتمبر/أيلول الجاري عن تعرض قواتها والقوات الشريكة لاستهداف قرب قاعدة كيسمايو بالصومال.

ونفت أفريكوم في بيانها المنشور عبر منصة “إكس”، وقوع إصابات أو خسائر في صفوف القوات الأميركية، مضيفة أنها “لم تُبلغ حتى الآن عن أي أضرار في القاعدة أو ممتلكات التحالف”.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

وادعى ناشرو الصور والفيديوهات أن الهجوم تبنته حركة الشباب الصومالية نصرة لفلسطين ورفضا للدور الأميركي في الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.

ويُظهر المقطع المتداول استهدافا مباشرا لعدد من الطائرات داخل موقع عسكري بواسطة مسيرات، وانبعاث دخان كثيف من الموقع، إذ نشر الفيديو مصحوبا بأناشيد تحث على الجهاد وتحرير المسجد الأقصى المبارك.

ادعاءات دون أدلة

وربطت بعض الحسابات التي يتابعها مئات الآلاف على منصة “إكس”، المشاهد المزعومة ببيان منسوب إلى حركة الشباب قالت فيه: “هذا هو الهجوم الأول والقادم أعظم”.

وتوسعت المزاعم لتشمل اتهامات للحركة بأنها أحرقت القاعدة العسكرية بالكامل وأسرت ضباطا أميركيين، من دون أن تحدد هذه الحسابات مكان القاعدة أو تقدم أدلة تدعم هذه الادعاءات.

حقيقة الفيديو

وتتبع فريق “الجزيرة تحقق” مصدر انتشار المعلومات التي حازت تداولا على المنصات لكشف سياقها الحقيقي، باستخدام تقنيات البحث العكسي، توصل الفريق إلى نسخة سابقة للفيديو نفسه منشورة على منصة “إكس” بتاريخ 31 يناير/كانون الثاني 2021 مصحوبة بالموسيقى ذاتها، أي قبل بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.

وذكرت الحسابات التي تداولت الفيديو آنذاك أنه يعود إلى الخامس من يناير/كانون الثاني 2020 حين شن مقاتلو حركة الشباب هجوما على قاعدة ماندا باي الجوية شمالي كينيا، ورصد فريق “الجزيرة تحقق”، صورا متطابقة للفيديو نفسه نشرتها صحف محلية صومالية في 31 يناير/كانون الثاني 2021، مما يعزز فرضية نشر اللقطات بعد حوالي عام من الهجوم.

حركة الشباب تنشر صور هجومها على قاعدة أميركية في ماندا الكينية (صحيفة صومالية)

 

 

كما بث صحفيون ووسائل إعلام في كينيا لقطات على منصات التواصل الاجتماعي آنذاك، من زوايا أخرى للهجوم ذاته.

وفي العاشر من مارس/آذار 2022، أعلنت وزارة الحرب الأميركية (الدفاع سابقا) نتائج تحقيقين رسميين يتعلقان بالهجوم الذي شنه تنظيم “الشباب” على قاعدة عسكرية في ماندا باي في يناير/كانون الثاني 2020.

وأكدت وزارة الحرب أن الهجوم شارك فيه ما بين 30 و40 مقاتلا من “حركة الشباب” وأسفر عن مقتل جندي أميركي ومتعاقدين اثنين، وإصابة 3 آخرين وضابط كيني، بالإضافة إلى خسائر بقيمة 71.5 مليون دولار.

شاركها.
Exit mobile version